|
التصريح الأخير لوزير الأوقاف الأردني الثلاثاء 5شباط 2019والذي أكد فيه انه لن يسمح بزيارات الشيعة إلى الأردن وزيارة المراقد المقدسة هناك ، مؤكداً أن التقارب السياسي مطلوب ، ولكن في نفس الوقت يريد الوزير ” الفلتة ” تحصين شعبه وحمايته من أفكار الشيعة معتقداتهم ، وهنا يبدو أن وزيرنا لا يملك ثقة بنفسه أو بشعبه ، ا وان عقيدتهم غير متماسكة حتى يمكن لأي ريح أن تهز عقيدتهم ، إلى جانب عدم قدرته على حماية عقائد شعبه والتي هي في الغالب بين وهابي متشدد وبين أذناب البعث الصدامي ، وكما أن الوزير لا يعرف أن الشيعة مسلمون ولديهم نفس القبلة التي يصلي عليها الوزير أن كان يصلي ، ويقرؤون نفس مصحفكم ، وأئمتهم هم من سلالة عربية وينتمون إلى الأمة الإسلامية ولم يكنوا يوماً عبيداً للأجنبي ، إلى جانب سلالتهم وانحدارهم من ظهر النبي الكريم ( صلى الله عليه واله وصحبه النجباء ) كما يبدو أن الوزير المحترم قد غفل أن المذاهب الإسلامية برمتها هي نتاج أمام الشيعة جعفر بن محمد الصادق (ع) وهذا ما يفقه وزير الوهابية الأردني ، كما لايعلم أن أغلب الانتحاريين وقيادات داعش هم من الأردن الشقيق ، أو يمرون من خلال عمان ، وربما نتفاجأ أن آخ الوزير أو ابن عمه أو احد أقاربه كان انتحارياً أو قام بذبح عدداً من الشيعة في العراق ؟ّ!
الشعب العراقي يرفض مثل هذه التصريحات ونعتبرها ازدواجية ونفاق سياسي ، فبينما يسعى الجار الشقيق إلى التقارب والحصول إلى النفط من جنوب العراق “الشيعي” المنخفض الكلفة ، وإقامة علاقات اقتصادية جيدة ومثمرة للجانبين ،يسعى الوزير الأردني إلى منع الشيعة العراقيين من زيارة المراقد المقدسة هناك بحجة حماية الشعب الأردني من عقيدة الشيعة في أبشع صورة وتعبير عن حقد واضطهاد لحرية الأديان ونكران للموقف العراقي من بلده ، وإذا ما قرانا التاريخ القريب جيداً لانستغرب تصريح وموقف الوزير الأردني لان الأردن يعد من الدول البارزة في تصدير الإرهاب للعراق وإيواء أيتام النظام البعثي ، كما أن القناعات لدى الأردنيين لم تتغير تجاه العراق وشعبه ومورده العقول البعثية والتكفيرية التي وقفت وما زالت تقف موقف الضد من النظام السياسي الجديد في العراق ، إلى جانب المؤتمرات والندوات التي يرعاها بقايا النظام المقبور وعصابات داعش هناك في تمجيد صنمهم المجرم ، في أهانه واضحة لمشاعر الشعب العراقي ودماء ضحايا هذا النظام الذي حطم شعبه بالنار والحديد ، والدماء الطاهرة التي أريقت ابن حكمه الدموي ، لذا لزاماً على الحكومة العراقية من خلال وزارة خارجيتها أن يكون لها موقفاً حازماً من مثل هذه النكرات التي تسيء للأغلبية في العراق ، وتحاول المساس بعقيدتهم من خلال الأكاذيب والأباطيل ، التي يصورونها للعامة ، والتي في مجملها يأتي في إطار محاربة العملية السياسية وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء .