.
أظهر تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تحت عنوان “رحلات اليأس” أن عدد الوفيات بين المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط لا يزال مرتفعا، حيث بلغ ست وفيات يوميا، وربط التقرير هذا الارتفاع بتشديد ظروف خطة الإنقاذ الموضوعة من طرف الأوروبيين كما أوردت صحيفة ليبراسيون الفرنسية.
وقالت الصحيفة إن معدل الوفيات في ازدياد مطرد، ففي عام 2015 -الذي كان قمة موجات الهجرة- سجلت 3771 حالة وفاة مع وصول مليون و15 ألف مهاجر، وهو ما يعادل وفاة شخص واحد بين كل 269 مهاجرا، أما في سنة 2016 فارتفعت النسبة إلى وفاة شخص بين كل 71 قادما عبر المتوسط، ووصل 363 ألفا و425 مهاجرا مات منهم خمسة آلاف و96 شخصا.
وفي عام 2017 سجلت وفاة واحدة لكل 55 مهاجرا، إذ وصل 172 ألفا و324 مهاجرا مات منهم 3139، أما في العام الماضي فقد بلغ معدل الوفيات وفاة واحدة لكل 51 وافدا على الرغم من الانخفاض الملحوظ في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الأراضي الأوروبية.
ظروف صادمة ومأساوية
ويشير التقرير إلى أن من حالفهم الحظ ونجوا بأرواحهم يواجهون ظروفا صعبة وصادمة، حيث يبقون عالقين في البحر في انتظار أن تسمح لهم الدول الغربية بالدخول، خاصة أن وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في إيطالياوسياسة مكافحة الهجرة التي يقودها وزير الداخلية ماتي سالفيس هناك لم يزيدا الوضع إلا سوءا.
وحسب الصحيفة، فإن انخفاض عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا لا يعني انخفاضا في عدد المهاجرين الخارجيين الراغبين في القدوم إليها، وإنما هو راجع إلى اعتراض هؤلاء المهاجرين من قبل خفر السواحل الليبية، واحتجازهم في ظروف مأساوية أودت بحياة الكثير منهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي ساهم في تدريب خفر السواحل الليبية من أجل تفويضه بإدارة الإغاثة في المنطقة ليكون بمنأى عما قد يترتب على ذلك من مسؤولية.
ضحايا الطرق البرية
أما على مستوى الطريق البري فمن الجدير بالملاحظة أن عدد المهاجرين الذين ماتوا خلال رحلتهم ارتفع أيضا من 75 في عام 2017 إلى 136 في عام 2018، وقد فقد 144 شخصا حياتهم عبر الطرق البرية الأوروبية عام 2015 كما أفاد تقرير المنظمة الدولية.
وفي تقريرها أصدرت المفوضية تحذيرا يفيد بأن المهاجرين يحاولون الآن الفرار من خفر السواحل الليبية إما باتجاهمالطا أو إيطاليا للوصول إلى مناطق البحث والإنقاذ في تلك الدول.