المفاهيم والشخصيات الصوفية التي ادخلت الى الديانة الازدائية النورانية: د.خيري الشيخ

قه ولى ده نون مسرى:

قبل البدأ أود أن أشير انه لا علاقة للديانة الازدائية الشمسانية الطبيعية الكونية بالتصوف والمتصوفين الاسلاميين ولا بانبياء الديانات الابراهيمية كالنبي سليمان ،وهنا أشير الى محاولة التغير الفكري لاسس هذا المعتقد ذات الدستور الارشادي البيرياني لتاووس النوراني وذلك عن طريق ادخال مفاهيم و رموز صوفية بعد قدوم الشيخ عدي بن مسافر وانشائه التصوف العدوي .

قول ده نون المسرى (ترجمة للعربية):

١.فكروا يا أهل الفكر الباقون

هذا القول من القانون

لنقم بمدح الشيخ ذنون

٢.ربما تجاهلونه وتتغاضون عن القول اليقين

اقصدوا واضمنوا مجالس الصالحين

لياخذونكم الى مكان تكونوا للخيرات الحاصلين .

٣. لكي لا تتغاضوا عنه بسبب التعب والخمول

اقصدوا مجالس الأولياء وحاولوا الوصول

لياخذونكم الى مكان فيه للخيرات قبول

٤. أقبلوا بهذا الامر والقرار

اقصدوا مجالس الصالحين بالاستفسار

شيخ عدي هو صاحب القرار

٥. لم يكن هناك رسول اكبر من سليمان

كان اسير نفسه بنقص و هوان

بسبب نفسه بقي مكسروا في مكان الحق و الديوان.

٦. كان يحكم الجن وكل المخلوقات والإنسان

في ديوان الحق بسبب نفسه اصبح كيتيم وخذلان

٧. انظروا امارة الامير ابراهيم بإتقان

ترك الأملاك والخزائن وخراسان

الا ان وصل الى مكان المعرفة والبيان

٨. يقول ابراهيم :

يا ذنون اذا اردت ان تدخل حلقة الأيمان.

اترك مصر كما تركت انا خورستان .

لنصل لذاك المراد وذاك الديوان.

٩.يا لذنوني الحسن الوجه والجمال

تزين بخرقة ابراهيم من أجل الإقبال

ذو ظفائر سوداء وذو خيال

اخرج من قلبه ذاك الخيال

١٠. يا لذنوني الزاهد التقي الناسك

تزين بخرقة سلتان ابراهيم ولطريقه سالك

ذو ظفائر سوداء ولحسن النظر مالك

اخرج من قلبه القهر الهالك.

١١. ما هي امارة ذنون

ملك لمملكة مصرية

عاشق المحبة الإلهية

١٢.ماذا كان لذنون من الارشاد والتدبير

كان عزيز مصر وعاشق سر القدير

١٣. يقول لوالدته:

يا اماه يأتي صوت عالي

يشبه صوت عزيز مصر الغالي .

١٤. عاتبته امه بالشتائم للإحساس

قالت ايام ذات نذير شوؤم بالأساس

الا ترى انه ناسك اتخذ من خرقة شيخ عدي اللباس .

١٥ . لم تدرك ألأم بولد وما يدور من دائر

أرسلنا بطلب السلطان الحائر

قال : لا نتحمل قوة هذا الزائر .

١٦. يا لذنوني المسكين

اخرج من جنبه السكين

وجرح بيده العينين

وشكاوي النساء السبب اليقين

١٧.يا لاميرة ذات الجمال الرزين .

اتجهت نحو الذنون

وطلبت منه السكين

اعطى ذنون الأميرة السكين

اقلعت غزالة عيناها واعطتهما باليدين .

١٨. بقدرة الرحمن

في تلك الليلة حل مير ابراهيم ضيفا عليهما بالمكان

ضمد و عالج عيونهم بامعان .

لم يبقى لا الم ولا جرح بامر شيخ عدي السلطان .

١٩. لم يرى احد عند اي من المؤمنين هكذا الأشياء

شخص عالم يتجول مع القوافل في الارجاء

ويصبح عاشقا لحسن وجمال النساء .

٢٠.لم يرى احد عند اي الزهاة الاتقياء .

رجل عالم للمصاحف من القراء

يصبح عاشقا لحسن وجمال السمراء

٢١.لم يرى احد عند اي من المؤمنين

رجل عالم يتكلم بالعلم واليقين

يصبح لحسن النساء من العاشقين .

ملاحظات مهمة :

1. انا لست مع التقليل من شأن اي من والاولياء والصالحين والزهاد ومنهم الشيخ عدي ،ولكننا نريد غربلة نصوصنا الدينية العريقة وتنقيتها من المفاهيم الاسلامية والابراهيمية .

2. هذا القول من خرافات الصوفية حيث بين هذه الشخصيات قرون من الزمن والهدف لترسيخ المفاهيم الصوفية الإسلامية في عقول اتباع هذه الديانة ولتعظيم شان الشيخ عدي بين مريديه من اتباع الطريقة الصوفية العدوية .

3. هل تأثّر الشيخ عدي بن مسافر بإبراهيم بن أدهم؟

من حيث الزمن:

إبراهيم بن أدهم توفي حوالي 161 هـ / 778 م.

الشيخ عدي بن مسافر وُلد حوالي 467 هـ / 1075 م وتوفي سنة 557 هـ / 1162 م.

أي أن الفارق يقارب ثلاثة قرون.

لكن من حيث الفكر الصوفي، المدرسة التي تأثّر بها الشيخ عدي (الزهد والتصوف السني المبكر، خاصة من خلال الجنيد البغدادي وتلاميذه) كانت قد ورثت كثيرًا من “النموذج الأدهمي” (الزهد، ترك الدنيا، الترحال). فصورة إبراهيم بن أدهم كانت قد أصبحت رمزًا صوفيًا عالميًا يتناقلها المشايخ .

4. من هو ذنون المصري؟ ذنون المصري لا علاقه له بفلسفة الديانة الازدائية لكي يعظم مكانته ويجعل له نصا دينيا مقدسا باسم قول دونون مسرى .

ذو النون المصري: شخصية تاريخية مهمة في التصوف الإسلامي، واسمه ثوبان بن إبراهيم المصري (تولد حوالي 245 هـ / 859 م)، وُلد في أخميم (بصعيد مصر). يُعتبر من أوائل أعلام التصوف، ومن الذين وضعوا بعض أسسه النظرية والعملية. اشتهر بالزهد والمعرفة الباطنية، ونُسبت إليه كرامات وحِكم عميقة. يُقال إنه أول من تكلم عن المقامات والأحوال الصوفية بلغة رمزية دقيقة.

معنى “ذو النون”

“ذو” في العربية بمعنى “صاحب”.

“النون” رمز للعلم الباطني أو الحكمة الغامضة، خاصة أن بعض المتصوفة فسروها على نحو رمزي.

ذو النون المصري لم يكن شاعرًا بالمعنى التقليدي، بل كان صوفيًّا عارفًا يُعبّر عن تجربته الروحية بالحِكَم والعبارات الموجزة العميقة. بعض أقواله تُشبه الشعر لصياغتها الإيقاعية

والرمزية

من أقوال ذو نون المصري :

١.في المعرفة بالله:

المحبّ لله عزّ وجلّ هو الذي يحبّه الله، فإذا أحبّه الله كشف له سرّه.”

٢.في الصدق:

ثلاثة من علامات الصادق: قلة الكلام في غير ذكر الله، وقلة الطعام، وقلة المنام.”

٣.في التوحيد:

من عرف الله تعالى لم يفرح بشيء من الدنيا، ولم يحزن على شيء منها.”

٤.في الصبر:

الصبر هو أن لا تُبالي بما فاتك من الدنيا إذا أُعطيت من أمر الآخرة شيئًا.”

5. ابراهيم الادهم :

هو ابراهيم بن أدهم بن منصور العجلي التميمي البلخي. واحد من كبار أعلام الزهاد والمتصوفة الأوائل في الإسلام، اشتهر بلقب الزاهد العابد، وتحوّلت سيرته إلى نموذج مؤسس في الصوفية.

وُلد في بلخ (خراسان الكبرى، وهي الآن ضمن أفغانستان).

ولادته تقريبًا أوائل القرن الثاني الهجري 100–118 هـ ( 718م -736م ) . وفاته نحو 161–166 هـ (778–783 م)، والأشهر أنه مات في جبلة بالشام حيث يوجد مقام يُنسب إليه.

معظم المصادر الصوفية تقول إنه كان ابن ملك بلخ أو أميرًا على خراسان، وأنه عاش حياة مترفة في القصور .

القصة الأشهر: أنه خرج في رحلة صيد، فسمع نداءً غيبيًا يقول له: “يا إبراهيم، لهذا خُلِقت أم لهذا أُمرت؟” فانتبه، ورجع، وترك الملك، وخرج مهاجرًا زاهدًا في الدنيا.

ثم صار يجوب البلاد بين الشام والعراق والحجاز، يعيش على عمل يده، أو الصيد البسيط، أو ما يعطى له .

وفاته:

قيل إنه تُوفي في صُور (بلاد الشام، لبنان حاليًا).

وقيل أيضًا في طرطوس أو في البحر أثناء الغزو.

الخلاصة:

إبراهيم بن أدهم لم يكن أميرًا على “خورستان”، بل على خراسان (بلخ)، وترك المُلك والزهد أصبح قصته الأسطورية الأشهر في التصوف الإسلامي.

6. قول ده نون مسرى من كتاب الدكتور خليل جندي باللغة الكردية وقد ترجمته أعلاه.

د.خيري الشيخ