قبل الدخول في تفاصيل ما نريد ايضاحه من القول يستوجب ان نتعرف وإعطا تعريفا مختصرا لمصطلح الديموغرافية فهي دراسة احصائية للسكان من حيث الحجم و التركيب و التوزيع الجغرافي و ما يطرأ عليها من تغيرات بتعاقب الضرف الزمني وما يهمنا من تلك التغيرات هي الديموغرافية الايزيدية و نزوح اهل شنكال من موطنهم الأصلي والزمن والضرف الذي تعاقبته تلك الهجمة والابادة التي تعرضوا لها من قبل تنظيم داعش الارهابي .
بعد مضي أكثر من عقدا من الزمن نزح الايزيديون وهاجروا مناطقهم في شنكال بعد أن ضاق بهم الأمر من جراء احتلال تنظيمات داعش الاجرامية لمناطقهم وتم أبادتهم على بكرة ابيهم و سبيهم ونهب ممتلكاتهم
لمن تسنى له متابعة الشان الايزيدي عن كثب لاحظ قبل أيام خوالي ما صدر عن وزارة الهجرة والمهجرين في الحكومة المركزية مقترح ويصبح قرار ايضا لاحقا لانه كما يقال ليس هناك( نار من دون دخان ) حيث وافقت الحكومة المركزية العراقية بغلق مخيمات النزوح في نهاية هذا العام وتوطين قاطنيها في المخيمات التي يسكنونها وذالك للاندماجهم وتأقلمهم العيش فيها وعدم عودتهم الى مناطق سكناهم الأصلية لأنهم أصبحوا مندمجين في مناطق سكناهم الحالي و سوف يسدل الستار عن ملف النزوح في المخيمات وكان هذا القرار بمثابة مطرقة على رؤسهم والشيء الذي زاد من طين الايزيدي بلة القرار الذي صدرت اليوم من دائرة الهجرة في دهوك وعلى لسان مديرها بير ديان بان حكومة الاقليم سوف تقوم بتغير البنية التحتيةلخيم النازحين ومنحهم وتزويدهم بخيم جديدة تحمل مواصفات عالمية من حيث التكيف والتبريد وضد الاحتراق وتفتح بواباتها بالريموند كنترول ولم يكن هذا القرار الا بمثابة سندان واصبح النازحين الضحية بين مطرقة وسندان . الجهتين والحكومتين.
عندما نتأنى بدقة ونلاحظ في فحوى القراريين نستنج ما سوف تؤول اليه واقع النازح الايزيدي والتغير الديمغرافي الحاصل له
1_ أغلاق ملف النزوح وبقاء النازحين في الاقليم هي الورقة الرابحة للمركز لتفريغ شنكال من سكانها الاصلين وتوطين غيرهم في أراضيهم لتحويل ديموغرافية اقليات سهل نينوى وتتم عملية التعريب كما حصل في زمن النظام البائد . في بناء وتشيد المجمعات.
2_ تقديم الخيم الجديدة للنازحين من قبل دائرة هجرة دهوك هي الطامة الكبرى للاهالي شنكال لبقائهم في اقليم كردستان الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل فيها والى متى تبقى السلات الغذائية ماربهم . ومنحهم تلك الخيم الجديدة ليست لسواد وجههم والترحم بحالهم بل خير ما ينطبق عليهم ذالك المثل الدارج (انهم لايبكون على الحسين …بل من أجل الهريسة .) وليظلون رهن اشارتهم و بقرة حلوبة وورقة رابحة. يستخدمونها وقت ما يشاءون وخصوصا في موسم حصاد الاصوات أيام الانتخابات ومجيء اللجان الدولية.
3_ في كلا الحالتين و تطبيق القراريين الخاسر الاكبر هم الايزيديون وأهل شنكال .لأنهم متشردون في الخيم وبعيدين عن أرضهم . التي ارتوت بدمائهم الزكية على مر قرون متعاقبة.
السوال المطروح على المليء لماذا لم يتم توزيع الخيم قبل هذا الأوان علما بأنه غالبية الخيم كانت ممزقة وتالفة ولم تصلح للاستخدام البشري مع جلة الاحترام والتقدير لساكنيها وتعرضت الى الحرق والسيول الجارفة التي لا تصلح للعيش من جراء شمس الصيف وبرودة الشتاء .
مسك الختام :_
الايزيدون يتعرضون الى الابادة والتغير الديمغرافي ليس في شنكال فقط من خلال موجة نزوح اهلها في مخيمات النزوح واللجوء حيث أصبحوا لاجئين في ارض اباءهم واجدادهم والهجرة الجماعية الى أوربا وبقاع العالم وهذا ايضا يبعث في النفس اليأس والقنوط وعدم التفاؤل. وبكل تاكيد فان عاصفة الديموغرافية هذه لم تهب على شنكال وحدها بل اجتاحت سيولها الجارفة مناطق مدينة الزيتون بعشيقة وبحزاني حيث حصل وسوف يحصل التغير الديمغرافي فيها اذلم يتكاتف اهلها ومجابهة هذا الخطر القادم واكد على هذا الموضوع ايضا من خلال مقال الاستاذ داسن قوال سليمان في صفحة بحزاني نيت حيث سلط الضوء على مدينة الزيتون التي تتعرض الى حدث خطير ومفاجيء للمنطقة والتي لها خصوصيتها الدينية والمذهبية من قبل بعض اعضاء البرلمان ومجلس محافظة نينوى التي غايتهم اجراء تغير ديمغرافي في المنطقة. والتوسع الذي يحصل في استيطان وسكن غير اهلها . من القرى المحيطة بها .
قضاء شيخان ايضا له حصة الاسد في هذا التغير الحاصل ايضا و العمل جاري على قدم الوساق لتغير المنطقة بحسب نداء ومناشدة السيد خديدة الياس مراد من اهالي شيخان عبر منبر بحزاني نت مطلبه الى الجهات المعنية بوقف مخطط توزيع اراضي فلاحي شيخان الزراعية وتحويلها الى اراضي سكنية في الوقت الذي توجد اراضي اخرى بإمكانكم استغلالها و توزيعها على السكان في القضاء على سبيل المثال جبل سبلوت على طريق ايسيان لكن يبدوا انه تم احتكارها من قبل شركة النفط وأصبحت منطقة محرمة .؟
اذا فرضنا بانه تم توزيع مائة قطعة سكنية من اراضي شيخان التي هي ملك صرف للفلاحين الايزيدين على الموظفين في القضاء وتوابعها كما تدعي بلدية شيخان بانها أوامر من الجهات العليا كم تتوقعون أن تكون حصة الموظفين الايزيدين من هذا التوزيع لنفرض 10% والباقي لمن راح يتوزع اليس للاهالي جرة و كلكجي والمسؤولين وتوابعها اليس هذه الديموغرافية بحذافيرها ..
مسك الختام نريد أن نؤكد بأن الايزيديون لا يعلمون بما يجري حولهم ولايشعرون بالماء التي تجري تحت أقدامهم ومن هذا المنعطف لانستطيع أن نقول بأن النازحين هم الحلم ااوديع بل نحملهم ايضا قسطا من المسؤولية من ما يجري عندما لايريدون العودة الى مناطقهم وعذرهم بانه لا توجد تعويضات لهم كيف سيمنحونكم التعويضات وهم غايتهم الاسمى تشتتكم ومحوكم من الخارطة واضطهاد الاقليات تحت مسميات عديدة والغاية واحدة دعونا أن نسر لكم هذه الواقعة المريرة ابان حركة التحرر الكردية الى من يتذكرها في السبعينات من القرن المنصرم لم تبقى قرية ايزيدية في منطقة خانك والهورية ومناطق القائدية وباعدري وباسكي شيخا وخورزان وكرسافة والى ..الخ. من القرى والمناطق الايزيدية والا تعرضت الى الحرق والتدمير والنهب مرتين او ثلاثة مرات من قبل الحكومة او البيشمركه انذاك علما بأن هذه القرى كانت بمثابة سرايا التموين في العرف العسكري للبيشمركه وتشرد اهلها وبعد الهدنة وحينها حسب ما اتذكر منحوا كل بيت مائة دينار عراقي تعويض لخسائرهم انذاك حيث شيدوا قراهم وعادوا اليها ولم ينتظروا أن تبني لهم المنظمات و الدول وهذا الموقف حصل ايضا مع النازحين من مدينة الزيتون ايضا والذي اصبح مثال يحتذى به بعد الابادة حيث عمروا مزاراتهم وعادوا الى مناطقهم دون التأني والانتظار الى اي جهة معينة تذكر وهنا ندعوا النازحين التحلي بهذه المقولة الصينية التي مفادها يقول بأن خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة” اي بمرادف اخر أن أي مهمة أو رحلة عظيمة، مهما بدت ضخمة، تبدأ وتتأسس من إجراء خطوة البداية الصغيرة، وتتراكم الخطوات لتحقيق الهدف .والحليم تكفيه الاشارة.
