الأنتفاضة خيارنا…
الأثنين 20 أغسطس / آب 2018 – 01:57
حسن حاتم المذكور
1 ـــ حاضرنا سيصبح ماض اسود في دائرة مغلقة, هذا ما يريده لنا الآخرون, هرولنا خلف الشعارات القومية, وابتلعنا من علف العقائد البعثية, حروب وحصارات وتصفيات جسدية فكرية, ومجاعات التهمت اخضر ويابس الحميد من القيم والأعراف والتقاليد المجتمعية, امريكا التي حررتنا بالمقلوب, وسلمت مصيرنا بيد احزاب الأسلام السياسي, ليقودونا وتقودهم على ذات الطريق المغلق, حتى اكمال مرحلة الأستهلاك وتهيئة مستلزمات الحفرة التي افرغتها لهم من صدام حسين.
2 ـــ مرحلة الأسلام السياسي, التي تشكل الأحزاب الشيعية اغلبيتها, اعلنت نموذجها الأكثر سواداً, مطرزاً بأسماء الله ومقدس الأسماء والألقاب, واضافت نكهة المذهب الى هريسة الأكاذيب, بعد ان مسحت طعم الوطنية العراقية من ذاكرة الأجيال, سيكتب التارييخ في مذكراته, ان الأحزاب الشيعية تعاملت مع مجتمع الجنوب والوسط, كبضائع نافقة, وجب ترخيصها وبيعها قبل الرحيل, احزاب فضائحها كرغوة الصابون, يغتسلون بها من بعضهم, فأضافة لتعدد مصادر الأرتزاق والتبعية, فالفساد والتزوير والأرهاب المليشياتي عصارة تاريخهم الطائفي, العراقيون الآن, يراجعون الذات وكامل التجربة, ليتخذون من ديمقراطية الأنتفاضة, خيارهم الأخير لأسترجاع وطنهم المسروق.
3 ـــ امام هذا الواقع البائس, اخطأ العراقيون الطريق الى وحدة مكوناتهم, نزفوا ثقتهم خلف قيادات سنية شيعية وكردية ملوثة بالتبعية والأرتزاق, بنات وابناء الجنوب والوسط, كبلتهم ايران باحزاب اسلامية مدمرة, مدربة على تدمير العقل وتشويه الوعي المجتمعي, الأنتفاضة التموزية, ترمي الآن حجراً في البرك الراكدة لمجتمع المحافظات الشمالية والغربية, لتحرك لا اباليتها ازاء الانتفاضة العراقية, كي تتكسر جبال ثلج التطرف الطائفي القومي في نفوس الأشقاء, وتدربهم على خلع عبوديتهم والألتحاق بأنتفاضة التحرر والديمقراطية وكرامة رغيف الخبز, ثم العودة بالعراق الى نصاب وحدة مكوناته.
4 ـــ العراق بالنسبة للقيادات السنية يبدأ من السلطة والمال وينتهي عندها, حجموه (قطراً) من امة تحمل نعشها, بالنسبة للقيادات الكردية, فالدولة العراقية عائق مفترض امام احلامهم القومية ويجب تدميرها, يتنافقون بولائهم للعراق, فقط عندما يستلمون حصة الأسد من الثروات والسلطات والجغرافية, كراهيتهم للعراق اصبحت ثقافة وعقيدة قومية تغلغلت في مفاصل المجتمع الكردي, انهم صادقون بأحقادهم وخذلانهم للعراق, القيادات الشيعية لا يمكن الأمساك بسلوكها, فيروسات مخادعة افرغت مجتمع الجنوب والوسط من روحه والعافية, وجعلت محافظاته مناطق منكوبة بها ومعاقة بشرائعها وشعوذاتها, علاقتها مع العراق, كعلاقة اللصوص بصيد دسم, انهم الأكذب والأكثر خبرة في انجاز المجازر والأغتيالات الصامته.
20 / 08 / 2018