يمر الإيزيديون بمرحلة حساسة الآن , ونجد بكل وضوح محاولات كثيرة ومن أطراف عديدة قريبة وبعيدة تهدف إلى القضاء على الوجود الإيزيدي بكل الأشكال والألوان ,وأحد الأشكال الذي نجده الآن هو محاولة الغاء مركز الأمير ومن ثم مركز الإمارة رمز الوجود الإيزيدي كممثل للمجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى في العالم , بهدف الغاء الوجود الجغرافي الإيزيدي نهائيا ,والمطلوب من الإيزيديين وخاصة المثقفين منهم وكذلك رجال الدين والعشائر العمل معا لمنع حدوث ما قد سيحدث والحفاظ على الوجود الإيزيدي الجغرافي والديني معا بالحفاظ على مركز الأمير ,لكننا نجد تكاسلا وإهمالا من تلك الأطراف عموما ,بحيث أنه لم يتطرق الكثيرون إلى هذا الموضوع بجدية ,مرة بسبب الخوف ومرة مجاملة واخرى إهمالا وعدم المبالاة بما يتعرض له الإيزيدياتي .
انتقل الأمير رحمه الله إلى رحمته تعالى في 28-1-2019م ,ولم يعين كما في النظام الوراثي خليفة له ,ورغم أنني جلست معه كثيرا وتباحثنا في الكثير من الأمور ,لكنه لم يقل يوما بأنه قد عين من سينوب عنه بعد رحليه ,وفي كل مرة كان يقول (ليختار الإيزيديون بأنفسهم من يناسب هذا المركز )فربما رحمه الله كان خائفا من نشوء البلبلة أو الفتنة بين أفراد الأسرة الأميرية أو حتى بين أفراد اسرته أو أنه قد يندم على تعيين شخص ربما لايناسب ذلك المركز ,لذلك ترك ذلك المركز فارغا حتى الآن وقد مضى على رحيله اسبوعان وانتهى العزاء ,لذلك فمن المفروض عدم بقاء هذا المركز فارغا أطول من هذا الوقت.
اثناء وجودي في مركز العزاء في المانيا (ليرتي)هانوفر انتبهت للأمر بشكل جيد وكذلك انتبهت لمراسيم العزاء في شيخان بالعراق ,لم اجد ولم اسمع أحدا يتكلم باسم الأمير أو كأمير للإيزيديين مما يعني وجود حساسية شديدة وحسابات بعيدة المدى ,وإلى الآن وهذه اللحظة لايوجد (أمير)يشغل مركز الأمير الراحل تحسين —على بك .
الأمير في رسالته برموزها قال:
1-يجب أن يبقى شيخان ,ودفنه فيها بطلب منه كان مقصودا ,كي يعرف الجميع بأن هنا أرض ووطن الإيزيديين
2-يجب أن يبقى مركز الإمارة في أفراد اسرته(أولاده واولاد اولاده)
هكذا فهمت من الأمر
لكن لو عدنا لكلام المرحوم ,نجد بأنه كان يقول مرارا (ليختار الإيزيديون —-) المناسب ,فمن سيكون مناسبا لهذا المنصب ؟
1-حسب شروط بيت الإمارة يجب أن يكون الأمير من أب وأم من بيت الإمارة ,فإن كانت الأم من خارج بيت الإمارة ,لايجوز أن يشغل ابنها مركز الأمير .
2-الشرط الثاني الذي يفرض نفسه ,هو أن يكون من سيشغل مركز الأمير متمتعا بأخلاق حميدة ومرضية للإيزيديين.
3-الشرط الثالث الذي يفرض نفسه ,هو أن يكون الأمير القادم متمتعا بفكر ودبلوماسية وملما بأمور الدين والدنيا وقادرا على قيادة حوالي 2 مليون ايزيدي في العالم اجمالا ولايفرق بين الإيزيديين من أين كانوا ومن كانوا .
فمن يتمتع بهذه الأمور ,يحق له أن يشغل هذا المنصب,هنا أجد نقطة ولي رأيي خاص بها ,وهو ما الضير في أن يكون الأمير القادم من غير أفراد اٍسرة الأمير تحسين(أي من اولاده أو أولاد اولاده) إذا كان وحسب كلام الأمير مناسبا لشغل هذا المركز , فقد يتواجد من ابناء عموته ,مثل ابناء اخيه من يناسب هذا المركز ومن جهة أخرى لماذا حرمان من امه من خارج الأسرة الأميرية من شغل هذا المركزإذا كان متمتعا بالمؤهلات التي تجيزله قيادة المجتمع الإيزيدي دينيا ودنيويا؟
إلى الآن المركز شاغر وكي لايبقى المركز شاغرا ,فإنه وبشكل مؤقت يمكن ادارة أمور الإمارة من قبل اشخاص حياديين ونعود ونتذكر دور المرحومة ميان خاتون جدة الأمير تحسين وتعيين وصي أو وصية على المركز لحين تعيين الأمير الجديد ,وأجد بأن الأنسب لهذا الأمر تكليف زوجته التي رافقته عشرت السنين وتعلمت منه الكثير خاصة وأنها مثقفة من الدرجة الأولى كأميرة مكلفة وتكيلف الأميرة ميان خاتون بنت خير بك معها كمثقفة وتلعب الآن دورا واضحا في الوسط الإيزيدي ونشيطة بهذا المجال , وما أن يتم تعيين الأمير الجديد سيتم تسليم الأمور كلها وبشكل سلمي