الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتالعراق من بلد الحضارات الى بلد المخيمات والمظاهرات / شكري رشيد خيرافايي

العراق من بلد الحضارات الى بلد المخيمات والمظاهرات / شكري رشيد خيرافايي

العراق او ارض السواد او الميزوبوتاميا هذا الاسم العظيم الذي علم ابنائه الانسانية الاولى الحروف القرأة والكتابة والشرائع والقوانين والحسابات الرياضية والفلكية واسس العبادات والبدأيات الاولى للزراعة والتي ارتبطت بنهري الدجلة والفرات منذ ايام السومريين والاكديين والبابلين والاشوريين وكان بحكم موقعه الجغرافي يقع في وسط العالم القديم وقد شكل طريقا للمرور القوافل التجارية عبر بلاد الشام والطريق الحريروكان بمثابة  قبلة للعالم انذاك. وبناءا على هذا كان العراق محط انظار كل القوى المتصارعة من أجل السيطرة عليه من العيلاميين والكيشين والحثيين و من ثم الرومان واليونان وصولا الى العثمانيين والصفويين في العصور الوسطى والحديثة. ولقد حافظت العراق على مكانتها في الصدارة في اغلب مراحل تاريخيها الطويل ولن يركع للاعداء والمحتلين ولقد امتاز الانسان العراقي بذكائه وحكمته ومهارته وشجاعته حتى وضع اسس ارقى حضارة انسانية بقيت اسسها شامخة الى يومنا هذا . فان مهارة وحضارة الانسان العراق القديم قد حيرة علماء الاثار اليوم في فك لغزة هذه الحضارة و الغور في اعماقها؟ فما من دولة في العالم اليوم والا يدرس فيها مناهجها اسس الحضارة العراقية ؟ وقد بقيت العراق سباقة في خدمة الانسانية حتى الحرب الكونية الاولى وبعد انهيار الامبراطورية العثمانية في المنطقة وتطبيق دول الحلفاء بنود اتفاقية سايكس بيكو على الارض الواقع حيث تقسيم المنطقة وفقا للمصالح البريطانية والفرنسية وبذلك اصبحت العراق تحت حكم الانتداب البريطاني وقد شكلت بريطانيا العراق الجديد وفقأ للمصالحها الانية والمستقبلية في عام (1921) بعدما عين الملك فيصل بن حسين ملكا عليه . يحن اغلب العراقيين اليوم الى فترة الحكم الملكي (1921_ 1958) وذلك لما شهد العراق من الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والعسكري . اما العراق في عهد الزعيم عبد الكريم القاسم (1958 _1963) فقد خطت خطوات نحو التطور وفي كافة المجالات الحياة وخاصة العلمية والصحية والعمرانية بحيث بنا القاسم المدارس والمستشفيات في اغلب القرى والقصبات  العراقية . وقد حافظت العراق على مكانتها في عهد البعثيين والقوميين (1963 _2003) على الرغم من الحدوث سلسلة من الانقلابات العسكرية فيها والحروب الداخلية والخارجية وكان اشدها الحرب مع ايران (1980_ 1988) وكذلك غزو كويت (1990) وعاصفة الصحراء (1991) وكل هذه الحرؤب المتتالية انهكت قدرات الشعب العراقي وخاصة بعد فرض امريكا وحلفائها حصارا اقتصاديا محكما علية بحيث تراجع العراق عشرات السنيين الى الخلف ولم يستطيع ان يواكب التطورات التى شهدتها العالم فقد انشرت فيها الفقر والجهل والامراض والفساد قد تستغرق معالجتها وقتا طويلا. وفي هذه الظروف مارسة النظام الحكم سياسة دكتاتورية ضد الشعب من الشمال الى الجنوب وقد قتل وعذب الالاف المؤلفة من الاصوات المعارضة وامتلات السجون بالالاف من السجناء السياسين . وقد استمرت الاوضاع هكذا حتى سقوط الصنم الدكتاتورية (9/4/ 2003) ليتنفس العراقيين  الصعداء من زاخو الى الفاو بعودة الحياة الحرة الكريمة والتي تليق بعراقة هذا الشعب المبدع ولكن فرحة العراقيين لم يدم طويلا اذ سرعان ما اصبحت العراق ساحة للتصفية الحسابات الدولية والاقليمية والمحلية وقد اصبحت مناخا مناسبا لاثارة النعرات الدينية والمذهبية والطائفية وكان نتيجتها جعل من العراق ساحة لاكبر العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة ومختلف انواع التفجيرات وزراعة العبوات وتجارة المخدارات وانشاء المليشات وبالاسماء مذهبية وقد اصبحت صور القتل والدماء والجثث من المشاهد اليومية بالنسبة للعراقيين . والعراق الذي كان متنوعا بفسيفسائه الدينى يكاد اليوم يخلو من الاقليات الدينية كالصابئة والمسيحين والايزييدين الذين تعرضوا لاشرس هجمة داعش في عام (2014)   وكما ان القتل على الهوية او المنطقة او الاسم اصبحت من سمات تلك الفترة ؟ فاستغلت التنظيمات الاسلامية المتطرفة هذه الظروف فجندت الالاف من الشباب العاطلين ضمن تنظيماتهم الارهابية حتى ظهر الزرقاوي والسبعاوي والداعشي والبغدادى . اما الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط النظام لم يستطيع الخروج من توجهاتهم المذهبية والطائفية وبذلك دخلوا في صراعات داخلية شيعية وكوردية وسنية ونتجت منها اثراء الطبقة سياسية فاسدة سرقوا ثروات العراق ولم يقدموا ما يؤمن الشعب العراقي من الخدمات الضرورية وخاصة في مجال الصحة والتعليم والكهرباء ومع كل اسفنأ فان الشعب العراقي اليوم يعش في اسؤ مرحلة تاريخه اغلبهم يعيشون في حياة المخيمات والتي تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الكريمة وكذلك هجرة خيرة عقول الى الخارج بحثا عن الامان  وقد اصبح العراقي يخجل من عراقيته فهناك جيوش من العاطلين والخريجين والبطالة في قمتها فضلا عن الالاف من الارمل واليتامى وانتشار الفقر والامية بدرجات تدق وناقوس الخطر ووو؟ لقد نفد صبر العراقيين امام طغاة العصر من الفاسدين والدجالين والمعممين والطائفين فقد هبوا هبة رجل واحد في المحفظات الجنوبية الاكثر افتقارا الى الخدمات الاساسية ليبدأ من البصرة الفيحاء والى النجف الاشرف لتهز عروش الفاسدين بالمظاهرات السلمية العارمة وهي عفوية وشعبية ضد كل الاحزاب السلطة دون استثناء طالبت في البداية بالخدمات اما اليوم فقد توسعت مطالبيهم بالتغير النظام السياسي من النظام العمائم الى علماني ومدني يحفظ للعراق والعراقي كرامتهم ؟ 
RELATED ARTICLES

Most Popular