يقع عيد(خدرـ الياس) في الأول من شهر شباط (سباط)من التقويم (الشمسي)الايزيدي ويعد الشهر الحادي عشر في التقويم الشمسي الايزيدي. ويجب أن يكون على الأقل يوما واحدا مع يوم العيد من شهر شباط (سبات) في التقويم الشمسي , وقد نجد في بعض السنين يومان أو ثلاثة معا والعيد من شهر شباط الشمسي بسبب التفاوت والاختلاف بين التقويمين الميلادي والشمسي(الايزيدي)وتقدم الحساب الميلادي بـ (13) يوما على حساب التقويم الايزدي, وقد نجد في سنين أخرى يوم العيد وحده من شهر شباط الشمسي كما في هذه السنة(2019), ويتناوب هذ التقدم والتأخر ما بين فترة أسبوع أو أكثر عن موعدها من كل عام.
يختلف هذا عيد صوم(خدر ـ لياس) عن كل الأعياد في الديانة الايزيدية, حيث يحرم الذبح وتقديم القرابين, وهي على عكس عن كل الأعياد الايزيدية التي يجب ان يقدم فيها القرابين. في هذا الصوم تقوم العائلة الايزيدية بقلي الحنطة والشعير والحمص والباقلاء مع بذور أخرى بنسب مختلفة وحسب حاجتها وتسمى هذه الحبوب بعد قليها بـ(قه لاتك) وهي كلمة ومصطلح كوردي تعني حرق تلك الحبوب أو قليها الى درجة معينة ثم يطحن هذه الحبوب معا ليتكون الطحين(دقيق)يعرف بـ (بيخون) ومعناها بلا دم, إن ما تقوم بها العائلة الايزيدية(الكوردية)هي نوع من معاقبة النفس والثناء والسجود للخالق, وهو التقليد الذي يؤكد للإنسان الايزيدي بقيمة ما خلقه الخالق للإنسان من نعم وفضائل في كوكب الأرض.
يقال ان أصدق الرؤيا والأحلام لدى المجتمع الايزيدي تكون في صوم وعيد(خدر لياس)والكثير من الناس قد أصدموا في تحقيق رؤياهم، والكثير منهم قد فرحوا, ولم يصدقوا في تحقيق ما رأوا، وأصدق الرؤيا هي رؤيا الأسحار, وتتغير الحلم عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وحرفهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لأحدهم رحمة وعلى الآخر نقمة وعذاب, وتأويل الرؤيا تختلف من دين الى آخر ومن مجتمع الى أخر، ونجد عند المجتمع الايزيدي أن الماء أو اللبن في الرؤيا هي الزواج أو نيل المعرفة, وأيضا إن شرب الماء في الحلم عند المجتمع الايزيدي هي شرب الحياة وبداية حياة جديدة, وارتباط روحي يستمر وينتج منها الحياة الأبدية, والتفسيرات في تأويل الأشياء في الحلم كثيرة في المجتمع الايزيدي وفي كل المجتمعات وكل يفسر حسب معتقداتهم ووفق ما يرون لها من تفسيرات يطابق لها وما يؤمنون بها في واقعهم الطبيعي.
ولعيد صوم (خدرـ لياس) علاقة متينة بموسم الزراعة والإنبات, حيث بحلول(خدرـ لياس) موسم زراعة المحاصيل الشتوية مثل حبوب(الحنطة والشعير) قد أوشك على الانتهاء, ويستدل على بداية سنة جديدة وفي هذا الصدد هناك مقولة(حكمة)ايزيدية تقول(خدر لياس وسال خلاس) وتعني بقدوم عيد(خدرـ لياس) فأن حساب السنة أوشك على الانتهاء ولم تبقى من حساب هذه السنة إلا شيئا بسيطا، وأيضا تشير المقولة الى أن الانسان تحمل الكثير من العناء في فترة الشتاء والبرد القارص ونفاذ قوته فيها وأنه ينتظر التغير بقدوم العيد(خدر ـ لياس)أنها دلالة الى حياة وعمر جديد ورزق وفير في فترة الانقلاب الربيعي القادم وانفتاح نفس الانسان نحو الحياة الجديدة، أنها جوهر الفلسفة الديانة الايزيدية.
ويتبين هنا أن أغلبية الكتاب الذين كتبوا عن الديانة الايزيدية تعارض كتاباتهم مع يحتويه الأعياد الايزيدية من طقوس ومراسيم, وكتبوا ما سمعوا فقط ولم يسألوا أو يبحثوا عن حقيقة الديانة الايزيدية، وحددوا تاريخ هذه الديانة من فترة ظهور الشيخ عدي بن مسافر الهكاري(ع) لدى الشعب الايزيدي(الكردي).
وان وجود عيد(خدرـ لياس) في الديانة الايزيدية تؤكد أن الايزيدية تعود إلى فترة وعهود ما قبل ظهور الأديان السماوية بكثير, إذن أن الذين نجدهم اليوم يمارسون هذا العيد كانوا في الأصل من (الايزيدية) وقد أعتقوا اديان اخرى الان, وبقي طقوس ومراسيم عيد(خدر ـ لياس) لديهم الى يومنا هذا ويمارسون طقوسها وتاريخها, انه تأكيد على ارتباطه القديم بالايزدية وطقوس هذا العيد.
وهناك طريقة خاصة في صوم (خدرـ لياس) وأن الكثير من الناس من هذه الديانة من الرجال والنساء قد صاموا هذا الصوم في ثلاثة أيام متتالية بطريقة(طوي الصوم) من دون أكل وشراب خلال فترة الصوم المتكونة من ثلاثة أيام(72) ساعة، من اليوم الأول من الصوم و يبدأ في سحور يوم الاثنين والى فجر يوم العيد (الخميس). هناك أكلة خاصة يقدم العائلة الايزيدية في غداء يوم العيد وتسمى(جه رخوس) وهي عبارة عن برغل أو حبية مقلية الى درجة خفيفة ويقدم كطعام بعد طبخها في يوم العيد.
وفي صباح يوم العيد يزور الناس المقامات والمزارات ويزورن البيوت ويتبادلون التهاني بمناسبة العيد وعودته في كل عام بالخير والبركة على جميع الايزيدين وجميع الشعوب في الأرض.
قاسم مرزا الجندي
13/2/2019 الاربعاء
تحية طيبة
عيد خدر الياس لا يقع في الاول من شهر شباط الشرقي , هو يقع في الخميس الأول من ذلك الشهر دائماً, فهو يتأرجح ضمن أسبوع دائماً ممكن أن يكون اليوم الأول أو اليوم السابع من الشهر , وهو ليس تقويماً ئيزدياً إطلاقاً هو تقويم مسيحي أرثودكسي شرقي ويسمى باليولياني الروماني .
هو ليس عيداً ئيزدياً خاصاً بهم هو عيد مقتبس من الحضارة السومرية الجنوبية تشير إلى أتونابشتم الحي وكلكامش الباحث عن الخلود , كل قومٍ في الشرق الاوسط مثله في شخصياته : الآريون في شخص كيخسرؤ بالكوردية ( خدر ) الذي دام حكمه طويلاً فاعتبر حياً فسمي بخدر زندا و خدر الحي و,,,,, والآراميون مثلوه في النبي إيليا ـ الياس الحي أيضاً . ولا يعترف به الإسلام العربي فهو لم يُذكر في القرآن وإن ذكرته بعض الأحاديث فهي موضوعة ومن قبل مسلمين ذوي أصولٍ غير عربية
فهو عيد الخلود ولا علاقة للزراعة به فالحبوب تقلى ولاتنمو , إنما القلي يعني إعداد الطعام الجاف للمسافر الباحث عن الخلود ليدوم طويلاً فلا يفسد وشكراً