ووفقاً لكتاب جديد سيُنشر نهاية شهر فبراير/شباط 2019، كان أحد العاملين لدى لو رو هو من أسقط الرجل، الذي أُطلق عليه اسم «جيف بيزوس الجريمة المنظمة العالمية»، لأنه كان غاضباً من لو رو، بسبب عدم منحه وجبة بقيمة 30 دولاراً، بحسب صحيفة The Daily Mailالبريطانية.
إن صعود وسقوط لو رو (46 عاماً)، الذي كان يجني حوالي 250 مليون دولار سنوياً من بيع المخدرات والأسلحة، بل وحتى تقديم خدمات تأجير القتلة على الإنترنت المظلم هو موضوع كتاب إلين شانون الذي يحمل عنوان «ملاحقة لو رو: القصة الداخلية لإسقاط مكافحة المخدرات (مجرم عبقري وإمبراطوريته)».
وأقرّ لو رو أمام إحدى المحاكم الفيدرالية في نيويورك بأنه مذنب بارتكاب عدد من الجرائم، بما في ذلك بيع تكنولوجيا الصواريخ إلى إيران؛ وشحن البنادق من إندونيسيا؛ وتهريب مخدرات الميثامفيتامين من كوريا الشمالية.
واعترف أيضاً وهو على منصة الشهود أنه مسؤول عن 5 جرائم قتل على الأقل؛ وتوريد الأسلحة إلى ميليشيا مكونة من 200 رجل في الصومال؛ والتآمر لاستخدام المرتزقة للإطاحة بحكومة سيشل.
وأثناء إدلاء لو رو بشهادته، سُئل عن البضائع التي هرَّبها خلال سنوات عمله.
فأجاب قائلاً: «النقود والكيماويات والمخدرات والذهب».
واعترف لو رو بتهريب الأسلحة كذلك. وعندما سُئل إلى مَن، أجاب: «المتمردين، وزعماء الحرب، والمجرمين، وأي شخص لديه المال الكافي عموماً»، ، وفقاً لصحيفة The New York Times.
وأدلى لو رو بشهادته في محاكمة 3 من المرتزقة، زُعم أنه استأجرهم عام 2012 لقتل وكيلة عقارات فلبينية، لأنه كان يشك في أنها تسرقه.
الفخ الذي نصبته له المخابرات الأمريكية
وفي العام نفسه، ألقت إدارة مكافحة المخدرات القبض على لو رو، بعد استدراجه إلى ليبيريا.
ومضى لو رو في الرحلة، معتقداً أنه سيلتقي بأعضاء كبار في إمبراطورية المخدرات الكولومبية.
وفقاً لصحيفة The New York Post، كانت الرحلة في الواقع فخاً نصبه جاك، وهو أحد تابعيه الذي وافق على العمل سراً لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومساعدتها في اعتقال لو رو.
وأقنع «جاك»، الذي كان يشعر بالغضب من الطريقة التي يعامله بها لو رو، رئيسَه، بأن أعضاء إمبراطورية المخدرات الكولومبية كانوا مهتمين بالدخول في تجارة مخدرات الميثامفيتامين، ولكنهم يريدون أولاً مقابلته وجهاً لوجه.
وكان لو رو أذكى من أن يذهب إلى مقابلة بنفسه، إذ اعتاد أن يرسل أحد العاملين لديه أو آخرين لتمثيله.
ولكن هذه المرة، كان لو رو خائفاً من المخاطرة بإثارة غضب الكولومبيين إذا لم يلتقيهم بنفسه.
وعندما وصل لو رو إلى الفندق في ليبيريا حيث انعقد الاجتماع، لم تكن لديه أدنى فكرة عن أنه كان يتحدث إلى أحد عملاء إدارة مكافحة المخدرات، الذي كان يسجل كلامه خفية وهو يعترف بعدد من الجرائم.
وعندما أُلقي القبض عليه بعدها بلحظات، كان على العميلين من إدارة مكافحة المخدرات اللذين كانا هناك لاعتقاله أن يسحبا جسده الذي يزن 159 كغم بالقوة، لأن لو رو قرَّر أن «يتظاهر بالموت» وألا يقر بذنبه.
عبقري يتجه للجريمة
وفي كتابها، تكشف إلين شانون، الصحفية العاملة في مجال الجريمة عن عدد من التفاصيل المثيرة للاهتمام، حول حياة لو رو كمجرم مطلوب للعدالة.
كان لو رو مبرمج كمبيوتر عبقري، طور برامج تشفير في التسعينات قبل أن يتجه للجريمة.
ولكن في أواخر العقد الأول من القرن الحالي استخدم مهارته في الإنترنت للاتجار في المخدرات والأسلحة، والخدمات التي تشبه أعمال المافيا، مثل القتل مقابل أجر.
بل كان لديه جيش من المرتزقة الذين كانوا على استعداد للعمل في أربع قارات.
كان هدف لو رو هو إنشاء «متجر هائل عبر الإنترنت يهدف إلى بيع أي شيء يريده لأي شخص».
وعن الحياة الشخصية الغريبة للو رو، فقد تزوج مرتين، وانتهت القصتان بالطلاق، ويُعتقد أنه أنجب 11 طفلاً على الأقل، من زوجات وصديقات وعشيقات في العديد من البلدان.
ومن المعروف أن لو رو لديه منازل في الفلبين وهونغ كونغ وأماكن أخرى.
ماذا جرى بعد إلقاء القبض عليه؟
بعد إلقاء القبض عليه ووضعه على متن طائرة متوجهة إلى نيويورك، قال لعملاء وكالة مكافحة المخدرات: «لعبة ماهرة أيها السادة… ولكن إذا نظرتم إليَّ فسيبدو واضحاً أنكم تبحثون عن أشياء أكبر».
وانتهى الأمر بالاتفاق على تعاون لو رو مع الحكومة، مقابل الحصول على حصانة محدودة وحكم مخفّف.
نجح لو رو في مساعدة السلطات على اعتقال شركائه في الجريمة، الذين لم يشكوا أبداً أنه يعمل مع الحكومة الأمريكية.
وقد أُدين العديد من الأشخاص بفضل مساعدة لو رو.
وبموجب اتفاق تعاونه مع الحكومة الفيدرالية لن يخضع لو رو للمحاكمة، حتى ينظر في جميع الاستئنافات التي قدَّمها الأشخاص الذين ساعد في اعتقالهم، بالرغم من حقيقة أنه سيواجه عقوبة بالسجن ما بين 10 سنوات إلى مدى الحياة، بسبب الجريمة التي اعترف بارتكابها.
وتقول إدارة مكافحة المخدرات إن لو رو في السجن الفيدرالي، رغم أنها رفضت الخوض في التفاصيل.
وقد أُطلق سراحه من مركز الاعتقال في بروكلين عام 2013.
وسيُعرض الكتاب الذي نشره ويليام مورو للبيع، يوم الثلاثاء 19 فبراير/شباط.
وسيستعين مخرج هوليوود الشهير مايكل مان بالكتاب، لعمل فيلم روائي طويل