كشفت مجلة ‘فورين بوليسي’ الاميركية، أن الولايات المتحدة تهدد ايران بنفس الطريقة التي اتبعها الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل الحرب عام 2003.
وذكرت المجلة في تقرير لها ترجمته ‘الاخبارية’ أن ‘إدارة الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، اكدت مراراً وتكراراً، أن مؤتمر الشرق الأوسط الذي عقد في وارسو، البولندية، الاسبوع الماضي، والذي أطلق عليه رسمياً اسم مؤتمر ‘تعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط’، كان مجرد محاولة لإظهار التضامن والدعم الدوليين لعزل إيران، لكن من المؤكد أنها شعرت وكأنها قمة حربية مألوفة وشديدة الخطورة للغاية’.
وبينت أن ‘الاجتماع الذي حضره نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وعدد ضئيل من وزراء الخارجية العرب، والدبلوماسي البولندي الرئيسي، ووزير الخارجية البريطاني، تزامن مع الذكرى الأربعين لانتصار الجمهورية الإسلامية الايرانية’.
ونوهت إلى أن ‘مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، تميز بهذه المناسبة من خلال نشر مقطع فيديو على تويتر يبرز قائمة طويلة من المظالم والاتهامات الموجهة إلى القادة الإيرانيين، واختتم بولتون حديثه بالزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، وأعلن مباشرة: ‘لا أعتقد أن لديك الكثير من الاحتفالات’، حيث استخدم بنس المؤتمر لتوجيه الكلمات القاسية إلى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين اتهمهم أساسًا بمساعدة وتحريض عدو للولايات المتحدة’.
وبينت بالقول، إن ‘مؤتمر وارسو، كان من أحداث الأسبوع الماضي المألوفة بطريقة مبهمة، إذ تصبح الأحاديث عن إيران مشابهة لحمى الحرب التي شنتها واشنطن في عام 2002 على العراق، لكن أصداء ذلك العام ليس من الصعب تفويتها في جهود إدارة ترامب لتشكيل النقاش الداخلي والدولي حول إيران، لم يشر أحد إلى تدخين البنادق، ولكن إلى أي مدى أصبحنا عندما أعلن كبار المسئولين الأمريكيين بشكل أساسي أن نظرائهم الإيرانيين ليسوا أكثر من مجرد عصابة مميتة على السيطرة على المنطقة؟، كانت هذه هي نفس الرسالة التي وجهتها إدارة جورج دبليو بوش، وذكرتها مراراً وتكراراً على الرئيس العراقي صدام حسين’.
واوضحت أن ‘ما تفعله إيران لايعتبر مفاجأة، لان طهران تريد إبقاء العراق ضعيفاً وغير مستقر، حتى لا يمكن لبغداد أن تشكل تهديداً لها مرة أخرى، وقامت بانقاذ الأسد للحفاظ على ارتباطه بحزب الله، وهو الوسيلة الأساسية التي يحاول من خلالها التأثير على (الشيطان) في بلاد الشام للتفوق الإسرائيلي، وطهران تستهوي في البحرين لإبعاد السعوديين عن التوازن، وبعبارة أخرى، يستخدم الإيرانيون الموارد المتاحة لهم لتعطيل النظام الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يضر بهم لصالح السعوديين والإسرائيليين’.
واتمت تقريرها بالقول، أن ‘الفارق الكبير بين عامي 2019 و 2002 هو التصميم بين الديمقراطيين على عدم ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبوها قبل 17 عاماً، عندما سمحوا لإدارة بوش بوضع شروط المناقشة التي مهدت الطريق للحرب على العراق، رغم أن العديد من أعضاء الكونغرس قلقون بشأن إيران، فإن الديمقراطيين على وجه الخصوص لن يدعموا حربًا وقائية أخرى في الشرق الأوسط، قد يتغير هذا إذا كان هناك نوع من الاستفزاز في المنطقة، ولكن في الوقت الحالي ، لا يبدو الإيرانيون مستعدين لاتخاذ هذه الخطوة، ومع ذلك ، تبدو احتمالات الدخول في صراع مع إيران أكبر مما كانت عليه حتى قبل ستة أشهر’.