وقال ألدار خليل أحد أبرز القياديين الأكراد في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أجريت في باريس، إن “تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية (…) إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا”.

وخصص خليل دعوته إلى فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، للعمل لصالح نشر قوة دولية في سوريا، فور انسحاب القوات الأميركية منها.

وأضاف خليل “يمكن لفرنسا أن تقدم اقتراحا إلى مجلس الأمن لحمايتنا: يمكنها أن تقترح نشر قوة دولية بيننا وبين الأتراك تكون فرنسا جزءا منها، أو يمكنها حماية أجوائنا”.

وحذر المسؤول في الإدارة الكردية، شبه الذاتية، القائمة منذ عام 2011، الدول الأوروبية والولايات المتحدة إذا لم تفعل شيئا، فإنهم سيكونون مجبرين على التفاهم مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لترسل قوات عسكرية إلى الحدود من أجل حمايتها.

وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية تنظيم داعش في آخر معقل له، في مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع، في الباغوز قرب الحدود مع العراق.

ويدعم التحالف الدولي، بقيادة أميركية، قوات سوريا الديمقراطية في عمليتها، مقدما لها دعما جويا، لكن لا يوجد لديه على الأرض سوى بضعة قوات خاصة.

ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يريد الانسحاب من سوريا، تبدو قوات سوريا الديمقراطية في وضع هشّ أكثر من أي وقت مضى، وقد وصفت ذلك الانسحاب بـ” الطعنة في الظهر”.

وسعى قادة أكراد سوريون إلى إجراء محادثات مع حكومة الرئيس بشار الأسد بغية حماية منطقتهم بعد انسحاب القوات الأميركية.

ويخشى الأكراد التعرض لهجوم من تركيا المجاورة التي هددت بسحق وحدات حماية الشعب الكردية. ولا تميز الحكومة التركية بين الوحدات وحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا داخل تركيا.

وتهيمن وحدات حماية الشعب الكردية على تحالف قوات سوريا الديمقراطية العربي الكردي الذي يستعد لإعلان الانتصار على تنظيم داعش.

ولم تهدأ خلال الفترة الأخيرة التهديدات التركية بشن هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد ابتداء من مدينة منبج (شمال). ومن أجل تهدئة الأجواء، اقترح الرئيس الأميركي الشهر الماضي إنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود بين الطرفين.

ورحبت أنقرة بالاقتراح، لكنها أصرت في الوقت ذاته على أن تدير تلك المنطقة. إلا أن الأكراد شددوا على رفض أي دور لأنقرة فيها.

وتعد أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية بأنها فرع من حزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا في تركيا منذ عام 1984.