قصة معاناة لا تنتهي
شريهان رشو، كانت شاهدة على اعدام والدتها في يوم شديد الحرارة في شهر أب عام 2014 من قبل مسلحي تنظيم داعش، وبيُعت 20 مرة في اسواق “النخاسة”، الا انها لا تزال تنتظر بفارغ الصبر عودة شقيقها الذي وقع اسيرا في قبضة التنظيم.
تحملت شريهان معاناتها لاكثر من اربعة اعوام، وبعد تحريرها بداية شهر شباط الجاري، ابلغت عائلتها بخبر محزن، وهي خبر مقتل والدتها، بعدما قامت بمواجهة مسلحي داعش بسلاح ناري وقتلت مسلحا واصاب اخر، قبل ان تعدمها مسلحوا داعش بسبعة وعشرون رصاصة وامام انظار ابنتها شريهان.
“كانت والدتي تخبيء سلاحا تحت ملابسها وقامت فيما بعد باخراج السلاح وقتلت احد مسلحي داعش واصابت مسلحا اخر، الا ان مسلحي التنظيم قاموا باعدامها في نفس المكان بواسطة 27 عيارا ناريا” هذا ماقالته شريهان.
وقع هذا الحادث في 3 اب 2014، بعد ساعات من وصول داعش الى مركز قضاء سنجار واعتقال شريهان مع والدتها وشقيقها في ناحية سنوني التابعة لسنجار، وبالتحديد في مفرق الناحية عندما وقعوا كأسرى في قبضة التنظيم.
هاجم داعش منزلهم في صباح ذلك اليوم أسوة بباقي الايزيديين، كانت عائلتهم مكونة من ثمانية بنات وولدين، لم يتمكن والدها من اخراج جميع افراد العائلة كون سيارته لم تكن تتسع لهم جميعا.
“بعد استشهاد والدتي، نقلوني مع شقيقي الى خانصور، وبقينا فيه لمدة اربعة ايام، ومن ثم الى سوريا وبقينا بداخل احدى المدارس لمدة شهر، وكانوا يحجزوننا في مكان مليء بالنفايات”.
بعد مرور شهر على احتجازها في سوريا، بدأت معاناة شريها رشو ذات 21 عاما، وذلك بعد قيام مسلحي داعش بعزل الفتيات عن المتزوجات؛ بعض المتزوجات تمت اعادتهن مرة اخرى الى تلعفر والبعض الاخر تم عرضهن في الاسواق بهدف بيعهن.
“كانوا يبيعوننا مقابل المال، السيارات، منازل، او اي شي اخر” هذا ما قالته شريهان وتقول بأنهن لم يكن يعرفن المبالغ التي كانوا يتم التعامل بهن.
كانوا يبيعوننا مقابل المال، السيارات، منازل، او اي شي اخر
من مجموع اكثر من ستة الاف مختطف ايزيدي من قبل داعش، تم تحرير اكثر من ثلاثة الاف منهم، من ضمنهم النساء والرجال والاطفال، وقُتل اكثر من الف مواطن ايزيدي من قبل مسلحي التنظيم في اب 2014، بحسب احصائية لمكتب تحرير المختطفيين الايزيديين في مجلس وزراء اقليم كوردستان.
المختطفات الايزيديات، تم بيعهن لاكثر من مرة في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش وخصوصا في الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية، فضلا عن الاعتداء الجنسي التي كان تمارس بحقهن من قبل مسلحي التنظيم وكنّ مجبرات على قبول الامر.
شريهان تعتبر نموذجا حيا لمعاناة المختطفات الايزيديات، وخصوصا بعد العنف التي تعرضت لها بعد نقلها من سنجار الى سوريا لحين تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطي، تم بيعها 20 مرة، هذا بحسب ماقالته شريهان.
“في قضاء البعاج بمحافظة نينوى، تم بيعي الى مسلحين اثنين كانا يسميان بأبو ذياب الكوردي وسعد طلال، وبعد مرور اسبوع تم بيعي الى شخص اخر من الموصل بأسم ابو احمد الجزراوي، كان سيئا للغاية وبعد مرور ثلاثة أشهر تم بيعي مرة اخرى لشخص اخر كان يُدعى بابو ابراهيم وبعد يومين باعوني الى شخص اخر بأسم ابو ناصر الشامي”.
تعرضت شريهان الى مشاكل اكبر خصوصا بعد شرائها من قبل الشامي، وقالت “حملت منه بعدما اغتصبني، حاولت اجهاض الحمل وعلى اثر ذلك تعرضت لنزيف حاد”.
بعد ذلك الحادث، قام ابو ناصر الشامي ببيع شريهان الى شخص اخر في التنظيم يدعى ابو سارا العراقي، وقالت شريها “كان ابو سارا يملك 50 فتاة وامرأة ايزيدية ويتعامل بهن وفق رغبته”.
من مجموع المختطفين الايزيديين، لا يزال اكثر من ثلاثة الاف فتاة وامراة ازيدية مصيرهم مجهولا، في وقت استعادة جميع المناطث التي كان يسيطر عليها داعش في العراق وفي سوريا على وشك فقدان جميع المناطق التي كانت تخضع لسيطرته.
لدينا خطة خاصة لعام 2019 مختلفة عن سابقاتها لتحرير اكبر عدد من المختطفين،
مسؤول مكتب انقاذ المختطفين الايزيديين في حكومة اقليم كوردستان، حسين قائدي لـ (كركوك ناو) ” لدينا خطة خاصة لعام 2019 مختلفة عن سابقاتها لتحرير اكبر عدد من المختطفين، وبدأنا العمل عليها، تتغير الخطة بحسب المكان والزمان كالاعوام السابقة، لان المناطق التي يتواجد فيها مسلحي داعش طرأت عليها تغييرات”. القائدي رفض الكشف عن التفاصيل بهدف انجاح الخطة.
تم تحرير عشرات المختطفين الايزيديين من قبضة تنظيم داعش منذ بداية العام الجاري، من بينهم عدد من الفتيات والنساء اللاتي تمت اختطافهن في سنجار (120 كم غربي الموصل) هذا ماقاله قائدي.
في يوم 9 شباط الجاري تم تحرير 12 مختطفا ايزيديا، خمسة نساء وفتيات مع سبعة اطفال، اختطفوا في اب 2014 من قبل مسلحي داعش في منطقة تل عزير بسنجار، وتم تحريرهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسدة) بسوريا.
شريهان رشو، احد الفتيات اللاتي تم تحريرها في سوريا، ولكن بذكائها وبالتنسيق مع اهلها، تعود بداية قصة تحريرها بعدما تمكنت بالاتصال باهلها واخبرتهم بمكان احتجازها.
لا اريد اي شيء فقط انتظر وصول خبر مفرح بخصوص مصير شقيقي
تقول شريهان “اخبرت عائلتي بأنني محتجزة لدى مسلح ينتمي لداعش يدعى ابو عمر الحقيقي، وطالبتهم بكثف جهودهم لانقاذي، ومن جهتهم قاموا بجمع المال ومن خلال شخص ايزيدي تم تحريري مقابل 13 الف دولار امريكي”.
تحررت شريهان من قبضة داعش وانتهت معاناتها الجسدية، الا انها لا تزال تعاني من الم فقدان والدتها واسر شقيقها وتنتظر بفارغ الصبر ان تصلها خبر مفرح حول مصير شقيقها.
شريهان تسكن مع عائلتها في منزل غير مكتمل بناخية باعدرة التابعة لقضاء شيخان وتقول “لا اريد اي شيء فقط انتظر وصول خبر مفرح بخصوص مصير شقيقي وتحريره من قبضة التنظيم”.
عمار عزيز – نينوى