ديجيتال ميديا إن آر تي
سلط تقرير لموقع “المونيتور” الأميركي، الضوء على السيناريوهات المتوقعة لاختيار خليفة لأمير الإيزيديين تحسين سعيد بك، الذي توفي نهاية الشهر الماضي عن 86 عاما، مما يعكس انقساما متزايدا حول زعامة هذه الأقلية التي تعرضت إلى الإبادة على يد تنظيم داعش صيف 2014.
وذكر التقرير الذي نشر أول أمس الأحد، 17 شباط 2019، ان “رحيل أمير الإيزيديين تحسين بك ترك فراغا في الزعامة زاد من تعقيده عدم إعلانه من سيتولى الإمارة من بعده وعدم تعيينه وليا للعهد، مبينا أن “هذا الفراغ أطلق غموضا داخل المجتمع الإيزيدي بشأن اختيار شخص من يخلفه وطريقة اختياره”.
وأضاف، ان “بعض الكتاب الإيزيديين طرحوا فكرة إجراء انتخابات لجميع الإيزيديين في سوريا والعراق وتركيا وجورجيا، على ان يتم اختيار الأمير عن طريق الاقتراع في كل أماكن تواجدهم، مع توافر هيئة رقابية تشرف على الانتخاب، وبعد الاقترع، يختار الأمير اثنين من السلالة الأميرية ينوبان عنه، أو على الأقل يتم تعيين ولي العهد ونائب له، وبهذا تتم حماية بقاء تقليد الإمارة الإيزيدية من الاندثار وحماية تماسك الإيزيديين من حصول خلافات وانشقاقات إضافية”.
وأوضح التقرير، أنه في هذا السياق، كشف الكاتب الإيزيدي سامان داود عن تداول أكثر من 6 أسماء لخلافة الأمير الراحل، تدعم كل مرشح منهم مجموعة من الإيزيديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومن أبرزهم وكيل الأمير ونجله الأكبر الأمير حازم تحسين بك وشقيقه الأصغر بين إخوته الأمير عصمت تحسين بك، والأخير حسب داود يحظى بقبول شعبي أكثر من شقيقه الأكبر حازم، لكن الأخ الأكبر يتميز بالنفوذ نظرا إلى الدعم السياسي الذي يتلقاه من الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ونقل التقرير عن الأميرة عروبة اسماعيل، قولها إن هناك سيناريو آخر، يتضمن اختيار أميرة لزعامة الإيزيديين، وبرأيها، فان “النساء قادرات على قيادة المجتمع الإيزيدي إذا ما سنحت لهن الفرصة، وعلى نحو يتفوق على الرجال الذين تقاعسوا عن حماية المجتمع الإيزيدي أثناء الإبادة، وأعربت عن رغبتها في الترشح إلى زعامة الإمارة الإيزيدية، في حال توافرت ترشيحات نزيهة تتضمن منافسة عادلة”.
من جانبه أصدر عدد من المثقفين الإيزيديين بيانا، حول مستقبل العائلة الأميرية بعد رحيل الأمير تحسين بك، شددوا فيه على خطوات، في مقدمتها الإجماع الإيزيدي على اختيار أمير للإيزيديين، معتمدين على الأسس والأعراف التي بنيت عليها الإمارة، بحيث يكون والدا الأمير المختار ينسلان من العائلة الأميرية، وهذا الشرط لا يتوافر في الأخوين المرشحين (الأميرين حازم وعصمت)، وقد يدفع ذلك إلى اللجوء إلى سيناريو بديل هو إسناد الإمارة إلى أحفادهم من الذين تتوافر فيهم هذه الشروط، مثل الديبلوماسي وحفيد الأمير برين سعيد تحسين بك الذي يملك هذا الشرط.
ودعا بيان المثقفين،”الشارع الإيزيدي والمجلس الروحاني وعائلة الإمارة الإيزيدية، إلى توحيد خطابهم في هذا الشأن، وعدم التجاوز على تلك الأسس والأعراف التي بنيت عليها الإمارة الإيزيدية”.
فيما رجح الخبير في الشؤون الإيزيدية خليل جندي، “الهيمنة السياسية” على مسألة اختيار الأمير، مبينا أن “منطق السلطة الحاكمة وسياسة القوة، كانا يلعبان دورهما دوما في اختيار الأمير من بين عوائل الأمراء أنفسهم، ويضرب مثالا في اختيار الأمير الراحل تحسين بك في عام 1944، والذي كان بدعم حكومة العراق الملكية آنذاك، وكذلك تبنى حزب البعث بعد استلام حزب البعث السلطة بعد عام 1968 سياسة دعم أمير بديل هو الأمير بايزيد اسماعيل بك، ولم يكن أمام المجتمع الإيزيدي سوى التطابق مع الإملاءات السياسية.”
ولفت إلى أنه “بما أن الإيزيديين وبيت الإمارة، يقعون في مناطق خاضعة إلى نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني، فسيكون للحزب المذكور، رأي حاسم في اختيار الأمير الجديد من ناحية تبني سياسة تدعمه، في حين تعرقل أي مرشح بديل، وفي هذه الحالة، حسب جندي، فإن الأمير الجديد سيكون ضعيفا ولا يخرج من دائرة الإملاءات السياسية”.
جدير بالذكر ان الأمير تحسين بك المولود عام 1933، والذي تم تنصيبه أميرا للإيزيديين بترشيح من جدته الأميرة “ميان خاتون” وموافقة حكومة العراق الملكية، بعد مرور 15 يوما على وفاة والده الأمير سعيد علي بك في صيف 1944، بقي ما يزيد على 7 عقود أميرا للإيزيديين، وفاق الحياة في أحد المشافي بألمانيا في 28 كانون الثاني الماضي، ودفن جثمانه يوم 5 شباط الجاري في مسقط رأسه في قرية باعذرى التابعة لقضاء الشيخان في محافظة نينوى.