الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeالشاشة المتحركةهكذا قتلت تركيا 15 ألف كردي ونهبت ممتلكاتهم

هكذا قتلت تركيا 15 ألف كردي ونهبت ممتلكاتهم

 

عقب هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتوقيعها معاهدة سيفر (Treaty of Sèvres)، تخلى العثمانيون عن جزء هام من ممتلكاتهم السابقة، حيث اتجه الحلفاء لتجريد الدولة العثمانية من جميع الأراضي التي يقطنها غير الناطقين باللغة التركية. وعن طريق البندين 62 و64 من الجزء الثالث من الاتفاقية حصل الأكراد على وعود بإنشاء وطن مستقل لهم شرقي الأناضول.

في غضون ذلك، رفض عدد من القوميين الأتراك بقيادة مصطفى كمال أتاتورك (Mustafa Kemal Atatürk) ما جاء في معاهدة سيفر لتشهد تركيا حربا عرفت بحرب الاستقلال انتهت بتوقيع معاهدة لوزان يوم 24 من شهر تموز/يوليو سنة 1923 وإلغاء ما جاء في معاهدة سيفر. وبموجب ذلك انهارت السلطنة العثمانية لتحل محلها جمهورية تركيا. ومقارنة بمعاهدة سيفر، كانت معاهدة لوزان مخيبة لآمال الأكراد حيث خلت المعاهدة الجديدة الموقعة سنة 1923 من الوعود السابقة التي حصلوا عليها بتقرير المصير وإقامة دولة كردستان.

عدد من جنود إحدى فرق الخيالة الكردية التي شاركت إلى جانب العثمانيين بالحرب العالمية الأولى
صورة للوفد العثماني الذي وقّع على اتفاقية سيفر
جانب من القوات الكردية التي شاركت إلى جانب العثمانيين بالحرب العالمية الأولى

ومنذ فترة الحرب العالمية الأولى، قاتل الأكراد إلى جانب الجيش العثماني. وخلال حرب الاستقلال التركية، تقرّب مصطفى كمال أتاتورك من الأكراد قبل أن يغير موقفه منهم بشكل مفاجئ عقب انتصاراته العسكرية وتوقيعه لهدنة مودانيا (Armistice of Mudanya) يوم 11 من شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1922.

وخلال مفاوضات لوزان، أعلن ممثل أتاتورك عصمت إينونو (İsmet İnönü) أن الحكومة التركية تعبر عن طموحات الأتراك والأكراد معا، مؤكدا على عدم وجود خلافات بين الطرفين وواصفا إياهما بالشعب الواحد.

صورة لمصطفى كمال أتاتورك
صورة لعصمت إينونو

لكن ومع نهاية حرب الاستقلال، رفضت جمهورية تركيا حديثة النشأة وجود الأكراد، معتبرة إياهم أتراكا يسكنون الجبال واتجهت لطمس هويتهم عن طريق إجبارهم على التخلي عن لغتهم الكردية والتحدث بالتركية بدلا منها. كما عمدت لتغيير أسماء العديد من المناطق وتعويضها بأسماء تركية، وأجبرت العديد من الأكراد على تغيير أسمائهم بأخرى تركية بدلا منها، وتزامنا مع ذلك هددت السلطات التركية بحرمان المناطق التي يعارض سكانها هذه القرارات من حقوقهم ومشاريع التنمية.

ومع تواصل سياسة تتريك الأكراد، اندلعت خلال شهر شباط/فبراير سنة 1925 الثورة الكردية التي عرفت حينها بثورة الشيخ سعيد بيران.

وخلال الأشهر التي سبقت اندلاع الثورة، لعب الشيخ سعيد بيران دورا هاما في لمّ شمل العديد من القبائل الكردية وفض الخلافات فيما بينها تمهيدا لثورة عارمة ضد الأتراك.

صورة للشيخ سعيد بيران وعدد من رفاقه
صورة للشيخ سعيد بيران عقب تنفيذ حكم الإعدام في حقه

اندلعت ثورة الشيخ سعيد بيران خلال النصف الأول من شهر شباط/فبراير سنة 1925، وأثناءها دعا الأخير الأكراد للتمرد ضد الأتراك لضمان حقوقهم وتأسيس دولة كردستان. وإضافة لذلك، اتخذت هذه الثورة منهجا دينيا حيث حثّ الشيخ سعيد بيران كل المسلمين المقيمين بتركيا على الثورة ضد النظام التركي الجديد بقيادة مصطفى كمال أتاتورك الذي اتهمه بتدنيس الإسلام.

وبينما ساندت بعض القبائل الكردية ثورة الشيخ سعيد بيران فضّل البعض الآخر عدم الدخول في نزاع مع تركيا التي وجهت بدورها أصابع الاتهام للبريطانيين متهمة إياهم بدعم الأكراد. وللوهلة الأولى، سيطرت القوات الكردية التي قدر عددها بعشرات الآلاف على مناطق واسعة بين محافظات موش (Muş) وإلازغ (Elazığ) وبدليس (Bitlis) وآمد (Amed). وخلال الأيام التالية، فرض الأكراد حصارا خانقا على مدينة آمد، المعروفة أيضا بديار بكر، ولكنهم عجزوا عن دخولها بسبب المقاومة الشرسة التي لقوها من الكتيبة التركية المتمركزة بها.

صورة للسلطان العثماني محمد السادس خلال مغادرته للقصر قبل أيام من خلعه وإعلان نهاية السلطنة

لاحقا، أرسلت السلطات التركية مزيدا من القوات المجهزة بالأسلحة الثقيلة ليتم رفع الحصار عن ديار بكر ولتبدأ بعملية عسكرية واسعة أسفرت عن نهاية الثورة الكردية واعتقال الشيخ سعيد بيران الذي أعدم شنقا رفقة 52 من رفاقه خلال شهر حزيران/يونيو 1925.

خلال عملية قمع الثورة، أعدمت القوات التركية آلاف المدنيين الأكراد، ودمرت مئات القرى الكردية. وعلى حسب عدد من التقارير تسببت العملية العسكرية التركية في مقتل أكثر من 15 ألف كردي، وتدمير 200 قرية، كما اتجه الجنود الأتراك لنهب ممتلكات الأكراد. فضلا عن ذلك، هجّر المسؤولون الأتراك آلاف الأكراد نحو غربي البلاد بينما لجأت العديد من العائلات الكردية الأخرى نحو المناطق الخاضعة لسيطرة الفرنسيين بسوريا خوفا من حملات انتقامية قد يشنها الأتراك ضدهم.

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. والله تعليق واحد لا يكفي
    إنها مآساة كوردية كوردية بكل معنى الكلمة , إنهم ليسوا 15 ألف فقط ، بل مليوني كوردي مدني ماتوا جياعاً عراةً ، على قارعة الطريق في زمهرير الشتاء المميت في ولاية دياربكر 1917 1918 في عام سمي بسفر بلك ونحن في الشيخان نسميها ( سالا مهاجرا ) عندما تقهقر الجيش العثماني الثاني في العراق فكان ينسحب بدون نظام ويُدمّ كلّ قريةٍ يمر عليها فينهبها 100% ثم يستولي الإنكليز على منهوباته فينسحب ويُعيد الكرة مع القرى التي بعدها حتى إنهار نهائياً مخلفاً وراءه دماراً شاملاً أسوأ من داعش كوجو , وفي نقس الوقت كان العسكريون الكورد يثقاتلون في صفوف الجيش العثماني
    ولم يثور الكورد مع سعيد ثيران إلا بعد أن ألغى كمال باشا الخلافة الغسلامية فكانت ثورة من أجل الخليفة السلطان وليس من أجل الكورد , …..أنا لا أذكر تاريخها أتركها لكم لكي تعرفو لأجل من كانت . ثم أنظرو إلى محاكمته بعد الإستسلام ماذا قال في المحكمة
    أما عصمت إينونو فهو المؤسسالسياسي الحقيقي لبناء الجمهورية وحديثه يطول

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular