قامت منظمة تابعة للحكومة النمساوية بفصل فتاتين كورديتين عن عائلتهما، ويقول والد الفتاتين إن المنظمة أخذتهما بحجة إجراء فحوصات “وغيّبتهما”، ولا يعرفون عن مصيرهما شيئاً منذ أكثر من عشرين يوماً.
العائلة من رانية بإقليم كوردستان، وقد وصلت قبل ثلاث سنوات إلى النمسا، ونالت قبل ثمانية أشهر حق الإقامة لمدة سنة، ويقول والد الفتاتين إن حياتهما صعبة وكانوا ينوون البقاء بضعة أشهر أخرى في النمسا والعودة إلى كوردستان.
وقال والد الفتاتين، وريا حميد، لشبكة رووداو الإعلامية: “نحن عائلة مؤلفة من تسعة أفراد، وكان مكاننا في المخيم ضيقاً، لهذا استأجرنا داراً خارج المخيم”.
ويقول حميد إن منظمة لحماية الأطفال والشباب تابعة للحكومة أخذت أطفاله لإجراء فحوصات: “كنت خارج البيت عندما جاءت منظمة (يونغت آمت) إلى منزلي، وعند عودتي أخبروني بأن سيدتين جاءتا وأخذتا الأطفال وتركتا رقم هاتف، وعندما اتصلت بالرقم أخبروني بأنهم سيعودون لزيارتنا، وبعد أيام جاؤوا صحبة اثنين من الشرطة، واتهموني بضرب الأطفال، وقالوا إنهم سيأخذونهم لفحصهم”.
أخذت المنظمة أطفال وريا حميد السبعة للتفتيش، لكنهم منعوا الوالدين من مرافقتهم، ويضيف حميد: “بعد يومين من الفحص والتحقيق لم يحصلوا على دليل يثبت أني ضربت الأطفال، لكنهم أعادوهم إلى المخيم، فسألت لماذا لم يعيدوهم إلى البيت؟”.
مازالت المنظمة تحتفظ بابنتين لحميد: هونيا (17 سنة) ولنيا (14 سنة)، ويقول حميد: “يقول الأطفال إن المنظمة وعدت بإعادتهم إلى البيت، لكنها تذرعت بأن عددهم كبير وأبقت على هونيا ولنيا، ولا أثر للفتاتين منذ نحو 20 يوماً، وانقطعت اتصالاتنا بهما”.
العائلة باتت الآن مقسمة إلى ثلاثة أقسام “أخفوا اثنتين من بناتي، وبقية الأطفال وأمهم في المخيم، وأنا وابنتي الكبرى في المنزل، ولا نعرف سبباً لهذه التصرفات، فمرة يقولون إنكم رفعتم أصواتكم واشتكى منكم الجيران، ومرة يقولون لن نسمح لكم بإعادة البنات إلى العراق وتزويجهن غصباً عن إرادتهن”.
ويطالب وريا حميد حكومة إقليم كوردستان والمنظمات الدولية بأن تهب لنجدته، وإعادة أطفاله إليه.
وتابعت منظمة متخصصة في شؤون اللاجئين في رانية قضية هذه العائلة واختفاء بنتيها، وصرح رئيس جمعية اللاجئين العائدين من أوروبا في إقليم كوردستان، بكر علي بنكردي، لشبكة رووداو الإعلامية، بأن هؤلاء “ينفذون برنامجاً جديداً غير رسمي لعدد من الدول الأوروبية، يعمل على إزعاج اللاجئين ليضطروا لمغادرة تلك الدول، والبرنامج يستهدف ذوي العوائل، حيث يزورونهم تحت مسمى منظمة الدفاع عن الأطفال ثم يعزلون عنهم أطفالهم ويقولون إن الأطفال لا يريدون العودة إلى كوردستان، وأنتم أحرار إن أردتم العودة”.
وعن حالة وريا حميد وأطفاله، قال بنكردي: “ننسق مع وزارة الداخلية ومديرية الهجرة والمهجرين في حكومة إقليم كوردستان لمساعدتهم، فقد تم فصل اثنتين من بنات العائلة عن الأسرة بدون أن تطلبا الانفصال عن العائلة”.
وحسب بنكردي، ليست هذه الحالة الأولى “فقد تعرض عدد آخر من المهاجرين إلى هذه المشكلة لكنهم لم يرفعوا شكاوى”.