لو كان في بلد آخر لأصبح من مشاهيره وأبطاله
ليقف الشجعان أجلالا أمام فعل هذا الطفل البريء، فهو للبطولة عنوان وللشجاعة فخر وأباء وللتضحية رمز وفداء
أنه الشبل الشنكالي وأبن أيزدخان (علي أحمد)
أن المصائب وأيام المحن تنجب أبطالا
وهذا الطفل الصغير أصبح بقلب رجل ميت لهول مارآه من مصائب وكوارث تفوق خياله وعمره الصغير
صغيرا في عمره كبيرا في فعله شجاعا في تضحيته
هربت عائلته ومعها (30) عائلة أخرى من بطش تنظيم داعش الأرهابي، وتركهم الدليل في منتصف الطريق ورجع من حيث أتى وبقي جميع أفراد تلك العوائل يصارعون الموت لوجود مسافة (2 كم) مزروعة بالألغام ولايعرفون أي شيء عن طريق الخلاص عند وصولهم وأصبحوا في حيرة شديدة من أمرهم أن رجعوا فأن الدواعش لن يرحموهم وأن عبروا تلك المسافة فان الموت ينتظرهم جميعا، موقف صعب ومرير وفي حينها قال والد الطفل سأدخل أمامكم وأتبعوا طريقي فصرخ الطفل باكيا ومسك يد والده بقوة وأصر على أن يدخل هو في المقدمة وقال لأبيه:
أن ذهبت وأنفجرت عليك عبوة أين نذهب أنا وأمي وأخواتي وأخواني الصغار؟!
دعني أنا أدخل وأكون الضحية!!
ورفع يده الى السماء ودعا ربه ودخل الأرض الملغومة وبدأ يراوغ ويجعل أثره واضح بخط بواسطة العصا والتي كان يحملها بيده والعوائل تدعو له وتصرخ بالبكاء وأمه أغمضت عيناها حتى لاترى أبنها عندما ينفجر عليه لغم ويحوله إلى أشلاء ممزقة وبقى يراوغ حتى وصل نهاية المسافة وحينها نادى وهو يلوح بيده للعوائل وقال لهم أمشوا على أثري وعلى الخط المؤشر بالتتابع وهكذا إلى أن عبر (165) فردا بين رجل وأمرأة وشيخ وطفل حيث مشوا على أثر الطفل ووصلوا جميعا بسلام وبدأوا يحظنون الطفل الشجاع ويدعون له ويبكون فرحا ويحمدون الخالق العظيم على نجاتهم.
حقيقة تقف كل الكلمات عاجزة عن التعبير
لهذا الشبل أبن الشمس تنحني القامات فخرا
وله ترفع كل القبعات أحتراما
محمود المارديني ١٦/٢/٢٠١٨
صغيرا في عمره كبيرا في فعله شجاعا في تضحيته انه الطفل علي احمد
RELATED ARTICLES