الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاراءمن لهم الحق في أختيارأميرنا المســـــــتقبلي ؟ : طارق حسو

من لهم الحق في أختيارأميرنا المســـــــتقبلي ؟ : طارق حسو

في البداية نعزي أنفسنا وجميع الإيزيديين وبيت الإمارة علی وجە الأخص برحيل أميرنا تحسين بك، رحمة اللە عليه وأسكنه فسيح جناته . أن رحيل الأمير تحسين بن سعيد بن علي بك في هذە الظروف الصعبة، حيث الكثير من المشاکل العالقة، سياسيا وأجتماعيا، بالتأکيد رحيلە خسارة کبيرة على مستوى العراق وکوردستان عموماً وللمجتمع الإيزيدي خصوصاً في الوقت الراهن لأن الايزيديون يعيشون اليوم أصعب المراحل في تاريخهم وأکثرها حساسية وخطورة.
أن الموت ‌هو حق شرعي وقدرة الاهية لا مفر منه فكما يولد الإنسان فمصيره الموت، بعد قو‌ة الظلام والوحشية اللإنسانيە التي تعرض لها الشعب الإيزيدي بعد الثالث من أغسطس عام ٢٠١٤ تغيرت الأمور أقليمياً وعراقياً وکوردستانياً وبالأخص لدی المکون الإيزيدي لأن مايقدر٨٠% من الإيزيديين خارج عن مناطق سکناهم، سواء في أقليم کوردستان ويعيشوون في ظروف قاسية للغاية وإضافة هناك من شُرد خارج الوطن ومنهم من تحت قبضة اعداء الله والإنسانية ، أن الايزيديين لديهم جملة من المشاکل، وهم الآن أمام أمتحان صعب من أجل استمراريتهم لآجيال قادمة ، وبسبب الوضع المآساوي الذي يمر به الإيزيديين يتطلب منهم المزيد من التکاثف وبذل الجهود من أجل حل الکثير من القضايا الإيزيدية الحالية ، وعليه علی الفرد الإيزيدي النظر والتفکير العميق من أجل أختيار أميراً کارزميا قويا ” الرئيس مرآة الشعب “، الفرد الإيزيدي في القرن الحادي والعشرون ليس ذاك الإيزيدي الذي كان قبل مئة عام من العلم والثقافة والوعي ويجب أخذ هذا في عين الأعتبار.
يجب أن يتمتع الأمير الجديد بســـعة الصدر والوعي بإلاضافة إلی الجرأة في طرح الآراء وصنع القرارات في الناحية الدينية والاجتماعية، على أن يقوم بذلك بمشاورة المجلس الروحاني وأن لايستفرد برأيه، ويكون حريصا أن يستمع إلى أراء الإيزيديين ، ويجب أن يضمن مساهمة کل القوى والانتماءات السياسية المهتمة بالشأن الإيزيدي، إي بمعنی شخصاً مناسباً في المكان المناسب، وأن يتمتع بقبول داخلي ، وأن يکون بالإتفاق الايزيدي وأن يأخذ رأي جميع الإيزيديين في کل أماکن تواجدهم في (سوريا والعراق وترکيا وجورجيا .. .) عن طريق الاقتراع حتى ينتبه العالم إلی معانات ومآسي الإيزيدية التي تعرض لها الإيزيديون، وأنقاذهم من الأنقراض والصول بالسفينة إلی بر الأمان .
وهنا سؤال يطرح نفسە، هل رحيل الأمير الإيزيدي ترك ورائە فراغا كبيراً ؟ علينا أن لاننسی تاريخ هذە الإمارة الذين حکموا الإيزيدية منذ ما يقارب حوالي خمسمائة سنة، ضحوا بدمائهم کثيرا من أجل قومهم ولم يتخلوا عن دينهم وعاداتهم وتقاليدهم . و حسب معلوماتي لم يکتب الأمير أية وصية بشأن ولي عهدە لإدارة شٶون الإمارة الإيزيدية من بعده، ياتری ماهی أمنيات الفرد الإيزيدي من الأمير القادم ؟ يجب أن يتمتع الأمير الجديد بقوة الشخصية وأن تكون مصلحة الشعب من أولياته، وأن يبتعد عن السياسة والمحصصة الحزبية، ويتمتع بالعلاقات القوية مع جميع مکونات المجتمع علی المستوی الداخلي والعالمي.
السؤال المهم المطروح على عموم أبناء الديانة الإيزيدية من لهم الحق في أختيار الأمير القادم ؟ وعلی أي نمط يجب أختياره ؟  (الحنان ،القرابة ،الذکاء ،الثقاڤة ،أم البلاغة والعلاقات ،….. الخ) . ويجب أن لاننسی بأن الشرط الأساسي عند أختيار الامير يجب أن ينحصر في بيت الإمارة وأن يکون والدي الامير ينحدران من العائلة الاميرية، أي بمعنی ضمن دائرة مغلقة ومن نفس عائلة الامارة، ومع الأسف هناك البعض من الأنقسامات حول الزعامة في عائلة المير نفسه .
برأي عند اختيار الأمير يجب أن يكون وفق سياقات طبيعية بعيدة عن هيمنة السياسة أولاً، وان يكون هناك إتفاق بين الشارع الإيزيدي والمجلس الروحاني الأعلی وخطاب موحد لعائلة الأمير ثانياً، ورأي نخبة مثقفة أن يكون تنصيب الأمير علی أساس ديني ولا سياسي وبعيد عن التأثيرات والضغوطات الخارجية لأن ذلك شأن إيزيدي ،ولکن حسب قناعتي ليس بهذە السهولة التي نحن نتصورەا لأننا نعيش في بلد فقد سيادتە وكل أموره ليست بيده.
أن الإيزيديين مازالوا منقسمين فيما بينهم، هناك من يرغب في أختيار الأمير علی أساس تقليدي ويعتبرونه شأن إيزيدي ومحصور بين المجلس الروحاني وعائلة الأمير کما رأينا في الفترة الاخيرة أجتماع بين عائلة الامير من أجل الترشح في لالش النوراني أولا، أختيار الآمير تحت ضغوطات دولية وأقليمية من اجل تمشية أمورهم ومصالحهم في المنطقة ولا ننسی دور محاولات الأحزاب السياسية بشأن تعين الأمير ثانياً، هناك رأي بعض البيوتات والجمعيات الإيزيدية في الخارج تقول بترشيح فئة نسوية لمنصب الاميرة لکي توصل القضية الايزيدية ومأساتهم وخاصة بعد فرمان شنگال الاخير إلی المحافل الدولية وضمان مستقبلهم وأنقاذهم من الانقراض وتسليم ملف الجينوسات والفرمات والابادات إلی الأمم المتحدة والدول الغربية وأثبات ذلك بالادلة بأن الايزيدية من بقايا المعتقد الميزوبوتامي من أقدم الديانات في المنطقة و ينتمون إلی السلالة السومرية والبابلية وهي دين مسالم بعيد کل البعد عن الفکر المتطرف الحالي الذي أصاب العالم اليوم بمثابة الخلية السرطانية التي تنخر جسد العالم .
وفي الختام نتمنی من أميرنا القادم أن يتحلى بالصبر ويتأقلم مع التغيرات السريعة والغير متوقعة التي تحدث في عالمنا وفي مناطقنا علی وجە الأخص ويحافظ علی الموروث والتراث الإيزيدي، و أخيرا نتمنى التوفيق والنجاح للأمير الجديد في مهامه المستقبلية لخدمة بني جلدته واللە ولي التوفيق .

Tariq-heso@hotmail.de

23- 02 – 2019

طارق حسـو / برلين

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular