“لولا جريمة الأميرين عام 1832 لكان نفوس الايزيديين حالياً (16.148.876) ستة عشر مليون ومائة وثمانية وأربعون ألف وثمانمائة وستة وسبعون شخصاً!!”
معظم الكتاب الذين كتبوا عن إبادة محمد باشا الرواندوزي (ميرى كوره- الأمير الأعور) بحق الايزيديين عام 1832، يذكرون تقريباً أن عدد الذين تمت إبادتهم وصل إلى (120) مائة وعشرون ألف ضحية بريئة، ولم يبق من نفوس الايزيديين آنذاك غير خمسة بالمائة. لا خلاف على حجم الضحايا المهول!. ولا خلاف أن تلك الإبادة كانت الأكثر بربرية ووحشية وقساوة، بحيث أصبح إسم (محمد الرواندوزي- ميرى كوره) محل شؤم وحقارة وإنحطاط أخلاقي يردده الايزيديون في موروثهم الشفاهي ليومنا هذا.
المثير للأسف والسخرية، أن يأتي كاتب ايزيدي له سعة إطلاع وجرئ في طروحاته، أكن له كل التقدير، يحشر نفسه هذه المرة مع جوقة المنافقين للدفاع جرائم الآخرين وتبييض صفاحتهم البائسة تحت عناوين “الواقعية والموضوعية”!. يأتي من دون أن يطلع على جميع الحيثيات ليطلق آرائه النارية، ينتقد و “يخطئ” تحليلاتي لبعض الحوادث التاريخية التي جئت بها في مقالي (هل ستبقى الإمارة في العمارة!) حول أسباب ونتائج حملة وإبادة (ميرى كوره) للايزيديين، من دون أن يقدم هو تحليلاته “الصحيحة” بشأنها. ويتهمني بتقديم “تبريرات غير مقنعة لأسباب الفرمانات…” . (طبعاً التَبْرير لغة وإصطلاحاً، هو ” تسويغ العمل؛ وتزكية وذكَر مايبيحه من الأسباب والمعاذير، وتبرير الجريمة، والتذرَّع لتبرير ارتكاب الخطأ“.)
يوحي الكاتب في مقدمته النارية للقراء الكرام والقارئات الكريمات وكأني ساكت عن جرائم الجلاد محمد باشا الرواندوزي(الأمير الأعور) وغافل عن جرائمه، أو جاهل بموقف أمير رواندوز الديني السلفي التكفيري تجاه غير المسلمين كما يفعله الدواعش اليوم!. أو أني غير مطلع على أهداف ودوافع الفتوحات والغزوات عبر العصور!. أو يتصور إني مبتدأ باصول التحليل التاريخي!. أو لا أعرف الموقف الديني من الأقليات الدينية في الشرق الأوسط قديماً وحديثاً!!…
كما أن الكاتب يوهم القارئ أني أقيس جميع الإباداة (الفرمانات) بنفس المقياس! ويكتب عبارته بصيغة الجمع، ويقول “..وأورد في تبريرات غير مقنعة لاسباب الفرمانات التي ذكرها وعزاها لمشاكل وأخطاء شخصية..” طبعاً تصرف وقرار شخصي لقائد أو زعيم أو أمير يؤدي إلى كارثة على الشعب الذي يقوده كقرار صدام حسين بدخول الكويت دمّر العراق. كما أن عود ثقاب تشعل غابة بأكملها!!..علماً في مقالي كتبت بصيغة المفرد عن إبادة (فرمان) واحدة وليست إبادات (فرمانات)، وهي إبادة (ميرى كوره) عام 1832م بالتحديد، مشيراً إلى طرفي الجريمة؛ الأمير الايزيدي (علي بك) الذي قتل بنزوة شخصية وتحريك من أمير العمادية (علي آغا البالطي) المسلم غيلة وغدراً في داره. ولم يقف عند هذا الحد، بل ورط الايزيديين في جريمته، حيث تذكر بعض المصادر أنه جمع أربعون من وجهاء ورؤساء العشائر الايزيدية ليطعن كل واحد منهم بخنجره في جثة القتيل!! من دون أن يأخذ بنظر الإعتبار مخاطر حالة المجتمع الكردي العشائرية والدينية آنذاك!!..هل يقدم عاقل وحكيم على مثل هكذا فعل؟!!..تلك الجريمة التي أعطت بالفعل الذريعة لتحريك المناخ الديني المتعصب والصراعات المحتدمة بين الدولتين العثمانية والصفوية من جهة، والإمارات الكردية آنذاك من جهة أخرى. على الرغم من أن العامل الديني كان الذريعة الرئيسية لحملة (ميرى كوره) الجبانة على الايزيديين والآشوريين والكلدان والسريان والأرمن، إلاّ أنه حارب في نفس الوقت الإمارات الكردية في العمادية وعقرة وجزيرة بوتان، وقتل المسلمين أيضاً. وهذا يعني كانت هنالك دوافع أخرى لا تقل أهمية من الدافع الديني هو العامل الاقتصادي، حيث كانت مناطق الايزيدية، وغيرها من المناطق، غنية بمواردها الاقتصادية كما يشير اليها الرحالة (بكنغهام)، وعامل فرض السلطة و توسيع جغرافية الامارة،. هنا تقول المصادر أن إمارة سوران بلغت أوج مجدها في عهد الأمير محمد كور باشا الراوندوزي، وتوسعت كثيراً حتى شملت منطقة شاسعة ” تمتد من سنجار إلى القرى الكردية في أذربيجان الإيرانية، ومن (حصن كيف) إلى نهاية الأراضي التابعة لمدن مخمور والكوير وآلتون كوبري (بردي) . وهكذا أصبح الأمير على حد قول مارك سايكس: سيد البلدان الواقعة بين الحدود الشرقية للدولة العثمانية والموصل في بداية القرن التاسع عشر”(تاريخ العراق بين أحتلالين، الجزء السابع، المحامي عباس العزاوي).
ويقول الدكتور جليلي جليل: ” استطاع الأمير محمد في حدود عام1833 بسط سيطرته ونفوذه على المناطق المحيطة بسوران حتى وصلت حدود إمارته إلى منطقة الجزيرة ومن الأسفل إلى نهر الزاب وهو الحد الفاصل بينه وبين إمارة بابان” (مجلة كاروان ـ المسيرة الأعداد 52 و 53 سنة 1987 عن الأمانة العامة للثقافة الشباب باللغتين الكوردية والعربية). وكتب، ك. اولنسوني السائح، في حدود عام 1938 بهذا الصدد: بعد الهجمات التي شنها الأمير محمد وصلت سلطته من مدينة شنو (الإيرانية) إلى ضفاف نهر دجلة (العراق) وإلى نهر الزاب الصغير (له به روشه كاني زيان ـ من هموم الحياة، للمفكر الكوردي المعروف مسعود محمد.). وهكذا أصبح الأمير على حد قول مارك سايكس: سيد البلدان الواقعة بين الحدود الشرقية للدولة العثمانية والموصل في بداية القرن التاسع عشر”(تاريخ العراق بين أحتلالين، الجزء السابع، المحامي عباس العزاوي).
إذاً المعلومات الشحيحة لـ “منتقدنا” حول مسيرة الإمارات الكردية لم تسعفه في التحدث عن الموضوعية والحقائق التاريخية، ولا في نعت آرائي بشأن الأميرين (علي بك) و (ميركوره) بأنها كانت تبريرية وخاطئة. ومن أجل أن يعيد الأخ الكاتب، وغيره، النظر في موقفه و رأيه الناري هذه المرة. كلفت أحد الأخوة المختصين بأعداد إحصائية بناءاً على النمو السكاني المعمول به عالمياً وذلك بزيادة 2.7% تقريباً وتصل بعض الحالات إلى نسبة زيادة 3% إلاّ أني أخذت بالنسبة الأقل مفترضين كان عدد الايزيديين عام 1832م هو (120) مائة وعشرون ألف نسمة، فكم كان سيكون عدد الايزيديين حالياً لولا إبادة (ميرى كوره). لكان عدد الايزيديين في عام 2019م هو (16.148.876) ستة عشر مليون و مائة وثمانية واربعون ألفاً، وثمانمائة وستة وسبعون شخصاً!!!. (إحصائية بالنمو السكاني مرفقة من 7 صفحات
خليل جندي
22/2/2019
- المقال القادم توضيحات للسيدة عالية بايزيد!.
تحية طيبة
عندما قرأت عبارة [ تحت عناوين (الواقعية والموضوعية)] لم أجد بين المنشورات مقالاً بهذا العنوان ولا وردت فيه هذه العبارة , لكني سبق وأن قدمت بعض ما يُبرّئ ساحة علي بك من تُهم, وليس تبريرات لعملٍ لم يقم به, فخلت أنا المعني ـ وقد يكون غيري ـ على أية حال فالموضوع واحد ولذلك سأعيد ما قلته بتفصيلٍ أكثر :
1ـ لم تكن هناك أيّة عداوة بين على بك وعلي بالتي, العداوة كانت بين إسماعيل باشا العمادي وعلي بالتي بسبب عصيانه للضرائب وبين إسماعيل باشا وعلي بك بسبب تبعيته للموصل وتفضيلها على العمادية , وهي ليست عداوات لكن الحكام يقتصون من أتباعهم لأتفه الأسباب فعصيان أمره يعني الحكم عليه بالإعدام والعداء الشديد , فنفذ إعدامه لعلي بالتي في بيت علي بك وإنتقم من الإثنين .
2 ـ علي بك لم يهرب إلى سنجار وينجو بجلده إنما إلتحق بجبهة القتال في عقرة وقاتل حتى أُسر
3 ـ علي بك لم يقتل في المعركة مع المقاتلين بل أُخذ أسيراً إلى راوندوز وأعدم بعد ثلاث سنوات من الضغط لأسلمته ومللته فرفض وقتل وهذا يُؤكد أنه هدف ديني فقط لا علاقة له ببالتي ولا غيره , وقد قتله بعد أن إنهارت ثورته بسبب الملا الذي أفتى بتحريم قتال جيش خليفة المسلمين فعاد إلى علي بك يعرض عليه الإسلام فرفضه بإصرار فقتله في 1836 .
4 ـ دعوة ملا يحيى لم تلق أذناً صاغية من أحد لا إسماعيل باشا ولا ميري كورة لقد طردوه شرّ طردة لبطلان دعوته وكتب إليه أحمد باشا شقيق الراوندوزي يُهينه على إلتحاقه بأعداء الكورد حكام الموصل كمتطوع يغزو الئيزديين في سنجار كري عربا ويقتلهم إنتقاماً من الئيزديين
5 ـ عداء ميري كورة للئيزديين كان قديماً على عهد أمراء سوران في زمن سليمان القانوني (علي وسيفدين ) اللذان قاتلهما حسين باشا الداسني وفشل بسبب الئيزدياتي وليس لسبب آخر , إضافةً على ذلك لم ينصره الئيزديون في ثورته ضد العثمانيين لتأسيس دولة كوردية كما نسعى نحن الآن , وبنفس الوقت قد أمتنع جميع الكورد المسلمين عن مناصرته في ثورته وليس الئيزديون فقط وهو حارب الجميع وهم حاربوه من أجل العثمانيين لكنهم مسلمون لم يفت ملاه حسين الخطي بإبادتهم فعلي بك لم يشذ عن زعماء المنطقة كلها شذوذه هو الدين , فلما يئس الراوندوزي في ثورته التي لم يُناصره فيها أحد من الكورد وجد عزاءه في خدمة يُقدمها لدينه وهو فرض الغٍلام على الئيزديين الكفار وإبادتهم وبتحريض حثيث من حسين خطي الملا الذي درّبه داؤود باشا البغدادي لتدمير كوردستان بمن فيها تماماً كما تفعل السعودية الآن مع كوردستان والتفاصيل مفهومة للجميع .
6 ـ ثم أن فرمان سليمان القانوني أكبر من فرمان محمد الراوندوزي بكثير وهو الذي طهر كلمحافظة أربيل من الداسنيين إلا بعض القرى حول الزاب وكلك ثم فرمان محمد الرابع بعد قتل ئيزديميرزا لمدة 30 عاماً متواصلة دون توقف وبعد الراوندوزي كانت الأعنف على الإطلاق طيلة حكم عبدالحميد الثاني وإلى نهاية الحرب أي من 1876 إلى 1918 تصفية تامة من تركيا التي لم يصلها الراوندوزي ولا
7 ـ مُؤاخذتي لك أنك على درجةً عالية جداً من فهم التاريخ وكتبته المشحونين بالعداء للئيزديين المحكومين ب(الولاء والبراء), ومع ذلك تعتمد على مصادره بصورةٍ تامة والنتائج تصرخ بالحقيقة التي تُناقض كل الأقاويل , لكن المصدر هو الأهم عندك فنقلت[ حيث تذكر بعض المصادر أنه جمع أربعون من وجهاء ورؤساء العشائر الايزيدية ليطعن كل واحد منهم بخنجره في جثة القتيل!! ] وهل يقدم عاقل على تصديق مثل تلك الإفتراءات.؟ لماذا ؟ لكي يشركهم في جريمته ؟ وهو رئيس الجميع وهو المسؤل عنهم جميعاً , ولماذا أربعين هل كانوا يخافون من عودته إلى الحياة ؟ أصلاً لا يوجد 40 عشيرة ولا رئيس لأية عشيرة في المركه ،ربما وجهاء القرى لا يتعدون بضعة عشرة شخصية , ثم ا، المناسبة لختان ولد المير سيحضره كل من وجد سبيلاً إليها , هذه مسألة إعتيادية حتى لغير الئيزديين من شخصيات المنطقة , هذه ال{قام الأسطورية المقدسة أربعين ثني وسبعين وثلاثمئة وستة وستين ثلاثا سبعة …… كلها أكاذيب تقديرية سهلة النطق من عدّ 72 فرماناً للئيزديين ومن كان يحصي ؟ لماذا لم يُدونو تاريخ دينهم او مواليدهم
ثم أن ميري كورة لم يذهب إلى سنجار ولا الخالتان وهم كانوا أكبر عدداً من الشيخان فلماذا لم يبلغ نفوسهم الآن 16 مليون نسمة ؟
https://www.bahzani.net/2019/02/20/%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD-%D9%83%D9%86%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86%D8%A9/
خليل جندي يقصد مقال صباح كنجي