كما هو معلوم، فإن الإمارة الوحيدة الباقية على قيد الحياة لغاية اليوم من بين إمارات بادينان هي الإمارة الإيزيدية وهي الأخرى قد مرت بمنعطفات كثيرة ومحطات لم تخلو من العقبات والمطبات. ولقد تعاقب على الإمارة الكثير من الأمراء الذين وضعوا بصمتهم على أحداث التاريخ، منهم سمو الآمير علي بك وحسين بك وميان خاتون ويجب كذلك أن لا ننسَ دور عائلة الأمير جول بك في الثقافة والتنوير والكثير من المواقف المشرفة. فالإمارة هي ليست ضرباً من التسلية بقدر ما هي مسئولية أخلاقية واجتماعية وادارية وسياسية قبل أن تكون وسيلة للحصول على الامتيازات والمصالح الشخصية. وعلى اية حال فإن إطلاق عنان اختيار الامير الجديد خلفا للمرحوم تحسين بك بيد هذا الكم من المرشحين وللأسف نقول بأن (غالبيتهم غير مؤهلين لتبوء هذا الموقع)، فبالتاكيد سوف تحصل متغيرات كثيرة وستحاول كل جهة استغلال الموقف للتقرب من الجهات السياسية لكي تحصل على دعمها وبالتالي فإن فرض الأمير الجديد سوف يشكل مشكلة ابدية لبيت الامارة كما هو لعموم الشعب الايزيدي.عليه فإنه هنالك ثلاث جهات لها وجهات نظر مختلفة في توجهاتها ومصالحها في تسمية الامير الجديد:
اولاً: ف فيما يخص بيت الإمارة: هنالك قواعد وآليات غير متفق عليها بشكل نهائي من قبل بيت الامارة على تسمية الامير الجديد (العمر، المستوى الدراسي، المؤهلات الشخصية والية الاختيار)، وانما بٌني الإختيار على أساس مطالب من اختلاق الاميرة ميان خاتون وبناءاً على رغبتها في الاختيار انذاك بالتعاون مع الحكومة الملكية ورغبة منها في اختيار الراحل تحسين بك رحمه الله. هذا الامر بات الآن سبباً يفتح الباب واسعاً امام العديد من الاحتمالات والانشقاقات لحد كبير جداً. ويبدو هذا جلياً من عدد المرشحين ولاول مرة في التاريخ بحيث أن كل عائلة من بيت الامارة رأت في نفسها بأنه لها الحق كما هو لغيرها، وهذا بحد ذاته كافياً ليشكل خطرا كبيرا (وربما يخلق انشقاقاً يصل حداً قد لا يحمد عقباه)، ويسد الطريق امام الكثير من الفرص لاختيار الافضل من بين المرشحين.
ثانياً: ما تقتضيه مصلحة الشعب الايزيدي في اختيار اميراً يتمتع بالكثير من الصفات والكفاءة والمواصفات القيادية ويستوعب المرحلة بما فيها وقادراً على التطوير والمناورة من حيث الحنكة والمهارة، ويكون متنورا سياسياً وثقافيا واجتماعياً لمواجهة الوضع بحكمة ودراية مطلوبة تتماشى مع العصر بتغيراته من مختلف الجوانب وما يتطلبه الواقع الإيزيدي بعد جينوسايد 2014 وما رافقه من افرازات على مستويات عدة. هذا الامر سوف يشكل تحدياً كبيراً ومطلبا جماهيرياً ايزيديا في عموم العالم على أن يكون قادراً على إيصال صوت ومعاناة الإيزيديين إلى العالم معتمداً على مجلس استشاري مصغر من العراق والمهجر (ليس كحال المجلس الاستشاري هو اليوم)، ليقف على عموم مشاكل قومه. وسوف تحصل الكثير من المشاكل في حال تم الاختيار ضد هذه الارادة وبخاصة في سنجار وبلاد القوقاز على وجه التحديد وبشكل خاص يكون قادراً على تحديد هوية الإيزيديين ليبعدنا من هذا التلاعب في البازار السياسي .
ثالثاً: أما ما تريده الاحزاب والاختيار السياسي: فهذا له شأن آخر في الاختيار وهو ما سيتناسب مع مصلحة تلك الجهات بالاستفادة من هذا العدد الكبير من المرشحين في ظل عدم توفر الحكمة من بيت الإمارة بالاتفاق على شخصية متفق عليها من بينهم، وكذلك وعي الشعب الايزيدي بعدم قبول فرض الراي السياسي بتسمية الأمير حسب ما ترتأي مصلحة تلك الجهات السياسية على حساب مصلحة الشعب الإيزيدي. وبغياب تلك الدراية فإن المجال سيفتح واسعاً امام الجهات السياسية وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني ليلعب دور المحور في اختيار الشخص المناسب لمصالحها السياسية بفرضها لشخصية ضعيفة من بين المرشحين على الايزيديين.
لقد ادلى الكثيرين برايهم في هذا الاختيار وجرت العديد من الاجتماعات فيما بين أبناء الإمارة أنفسهم وكذلك فيما بين الجهات الإيزيدية بما في ذلك بعض البيانات ووجهات النظر حول ذلك. هنا تم اقتراح العديد من الأسماء والذوات ولكن الافضل منهم هو من يستطيع ان يكون قادرا على مقاومة الضغوط التي لا تتماشى مع مصلحة الايزيديين ويكون حكيماً ويتمتع بالقدر الكافي من المرونة بحيث يحافظ على مصالح شعبه ولا يقف بالضد من مصالح الاخرين الذين لديهم مع الايزيديين مشتركات اساسية وبخاصة الكرد. وهنا استطيع ان اقول بأنه من بين الرجال في بيت الامارة لحد هذا الوقت (بسبب ظروف معينة لبعضهم وخاصة النواحي الصحية والخبرة)، هو الامير عصمت تحسين بك أو الآمير فرج خيري بك لما يتمتعا به من صفات شخصية وكاريزما مقبولة من الوسط الإيزيدي. ومن بين النساء فالاختيار الافضل هو الاميرة ميان خيري بك أو الآميرة عالية بايزيد لحكمتهن وثقافتهن. وكم تمنيت أن يسع صدر الجميع ويتم اختيار شخصية نسوية لتتبوأ الإمارة في هذه المرحلة لنبين للعالم مدى احترامنا للمرأة في وسط هذه المجتمعات الذكورية ولنضرب مثلاً في الديمقراطية وحقوق الانسان وكذلك احتراماً لمعانات أخواتنا اللاتي لازلن يتعذبن في الأسر على ايدي عتاة العصر من همج ما يسمى بالدولة الاسلامية.
وأخيراً، أتمنى من بيت الإمارة أن تستوعب درس عدد مرشحي الإيزيديين للمجلس النيابي ويتفقون فيما بينهم على تسمية شخصية قادرة على تحمّل عبء هذا العمل المسئول لكي لا يتعرض هذا الموقع إلى حلبة للتصارع حول المصالح الشخصية. ومن أجمل ما اراه مناسباً هو أن تحترم بيت الإمارة هذه المكانة وتتجنب تعريضها للإهتزاز والابتزاز والمصالح، ليليق بهم وبمعاناة بني قومهم أمام الملأ بعد أن تعرضنا إلى البيع والشراء في اسواق الرق. ولكم احترامي
علي سيدو رشو / المانيا في 23/2/2019
في هذه المرحلة لا يُمكن أن تكون المرأة قادرة على قيادة الئيزديين ولو بسبب العادات القديمة التي نسميها البالية لكنها هي الفاعلة , فالشرق الأوسط لم يصل إلى تلك المرحلة بعد , ونحن نعيش في الشرق الأوسط وعلينا بالتصرّف بحسب المحيط والأفضل أن يُر شح أفضل الأكفاء من بيت الإمارة خمسة على الأقل والمللة تختار بالتصويت على الأفضل , وفي نظري أيضاً الإسمان اللذان ذكرتهما هما الأفضل , على الئيزديين أن يتحرّكو بعقلانية وجرأة ولا يتركو الامور للآخرين , وفي النهاية يتهمون الناس والاحزاب بالتدخل وهذا كذبٌ من الآن فلا أحد يتدخّل إذا أدّى الئيزديون واجبهم وبمسؤوليّة وشكراً