عجيبٌ أمر هؤلاء الأوغاد عجيبٌ عجيب – وقد تطاول الأوغاد على بني جلدتهم، وعلينا أن نخشى الحمقى والبلهاء أكثر مما نخشى الأوغاد.
قد غفل عن أحوال السعادة الأوغاد، وما جبلوا عليه في كل شبر من الفساد، آه وألف آه فرب جذوة نار أحرقت مدننا وقرانا، سبحان الله إن بعض الناس كالغذاء النافع، وبعضهم كالسم الأزرق، وإن كان ممن يرى أن الصبر عند الصدمة الأولى فحياة الكورد أغلبها صدمات، إلا أنه لا بد أن تكون السادة العظام وهذا حلم الكورد في روج آفا كوردستان.
وإنني أسأل هؤلاء الأوغاد: لماذا تتشاطرون بالفساد والتخوين من خلال صفحاتكم الفيسبوكي وعن بعد من المسرح، بدلا من هذه الخَوْتَة ووجع الدماغ وتزييف الحقائق الذي تشغلون أنفسكم به، لا تَدْعُون أنتم وبقية المغفلين من أمثالكم لشعبكم بالهداية وتفضونها سيرة وتنصرفون إلى ما يصلح حالكم، لا أصلح الله لكم حالاً ما دمتم تصرون على النفاق والدجل والتآمر على تراب أجدادكم وشعبكم التي أنتم من أصلابها، يا أيها الحمقى أنتم تريدون أن ترجعوهم إلى اللا الوجود بعد أن أنعم الله عليهم بدين وكرم من البركات؟ ألستم تقولون إنكم على الحق فأي حق هذا فلكم هذا الهباب الذى تسمونه الحق في نظركم ومن دسكم بين شعبكم وأوكد لكم أن دعواتكم فينا غير مستجاب؟ ألستم تريدون لنا أن نصدقكم ونؤمن بتثليثكم؟ بسيطة ! إن الأمر لا يحتاج لأكثر من دعوة صادقة أو دعوتين إذا لزم الأمر وكان إلهكم الذين تؤمرون من قِبله نائماً نومة القيلولة أو كان مشغولا بملاعبة أبنه أو مداعبة زوجته ويحتاج من ثَمّ إلى مزيد من التنبيه، وبعدها تجدوننا قد دخلنا في دينكم وأصبحنا وثنيين مثلكم، ويرتاح بالكم وتريحوننا من هذه الشتائم التي لا تأتى معنا بنتيجة ؟ صحيح : لِمَ لا تفعلون ذلك ؟ ولكن لا تنسَوْا أن تعطوني الحلاوة إن وفقكم الله، ولن يوفقكم أبداً لا في الدنيا ولا في القبر ولا في الآخرة.
تقولون أن جنة العبد الصالح قائلين إنها جنة مادية ؟ وماذا في الجنة المادية ؟ ألا تحبون الأكل والمال؟ ألا تحبون الشرب ؟ ألا تحبون الجنس ؟ ألا تحبون التمتع بالظلال والجمال والهدوء ؟ ألا تحبون أن تستمعوا إلى الأصوات العذبة الجميلة ؟ ألا تحبون راحة البال وسكينة النفس بعد كل هذا القلق الذى اصطليناه في الدنيا ؟ إن من يقول : ” لا ” لأي من هذه الأسئلة لهو ثُعْلُبَانٌ كذابٌ أَشِرٌ عريقٌ في النفاق والدجل !
تسلمون البلاد إلى هؤلاء الأوغاد؟ أما لكم نخوة الكوردايتي؟
بل لأني أحب وغيري يرون أن هذا الحشد من الأوغاد محصورين في نطاق الحدود ، فإما أن يحيوا حياة مبرأة من الإجرام أو حياة مجردة من السلطان.
ورجال لهم مثل هذا الطبع لابد أن لا يثير حقد كثير من الأعداء، ولا يحارب بشدة وبلغة العصر، فيوصف الخصوم بأنهم من الأوغاد وأنهم أغبياء وكلاب وحمير وخنازير وبهائم منتنة.
إن قيمة المرء على قدر ما يستطيع أن يحب، ويجدر أن نخشى الحمقى والبلهاء أكثر مما نخشى الأوغاد، إنكم تسؤن إلى الشعب إذا لم تخدعوهم.
إلى أين يا مثقفي روج آفا كوردستان وخاصة منطقة جيا كورمينج ؟ تسلمون البلاد إلى هؤلاء الأوغاد؟ أما لكم نخوة الكوردايتي الكرام؟
لِلأُعلمكم كما أحب لنفسي، وليس ذلك لأني أحب أن أكون حراً طليقاً من القيود التي تفرضها علينا الواقع، بل لأني أحب أن أرى هذا الحشد من الأوغاد محصورين بين فكي الكماشة، فإما أن يحيوا حياة الشرفاء بعيدة من الخيانة والإجرام أو حياة مجردة من السلطان، فهؤلاء الأوغاد أو الحمقى هم إما أغبياء وإما خنازير.