ذكريات سقوط الموصل ذكريات مؤلمة وحزينة جدا على كل العراقيين ، وأثارها مازالت قائمة ليومنا هذا ، وسيناريو عودة المشهد المأساوي مرة أخرى لا يبدو بعيدا جدا لعدة أسباب جوهرية .
سؤلنا الذي نطرحه لماذا نحتاج لفتوى جهادية مرة أخرى ؟
الأسباب أو الدوافع التي تقف وراء حاجتنا إلى هذه الفتوى التصريحات الإعلامية الأمريكية المتكررة التي تستهدف فصائل الحشد الشعبي، وبضرورة إنهاء النفوذ أو الوجود الإيراني في العراق، ووجود مؤشرات أو الدلائل تؤكد إن هناك مشروع جديدا للأمريكان في المنطقة بعد فشلها في تحقيق مأربها الشيطانية في سوريا والعراق هذا من جانب .
جانب أخر عودة نشاط داعش وتحركاته في بعض المناطق في الفترة الأخيرة ، وهذه حالة لم تكن الأولى من نوعها ولا تكن الأخيرة منذ تحرير الموصل ولوقتنا الحاضر ، وقيامه بقتل أناس أبرياء بدم بارد رغم تواجد قوات أمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها مع قوات الحشد الشعبي .
وهناك أمران يثران الجدل والريبة وهما قيام قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم العراق 280 مقاتلا عراقيا من تنظيم “داعش” الإرهابي حتى الآن، وبنفس الاتجاه قيام إقليم كردستان بنفس الخطوة .
وفي نفس السياق عودة جزء من قواتها إلى العراق بعد القرار الانسحاب الأمريكي من سوريا بكامل عدتها وعددها ، والإصرار الأمريكي على البقاء بالعراق رغم وجود اتفاقيات الإطار الاستراتيجي المعروفة من الجميع ، وهناك تأكيدات تأكد نقل عددمن مقاتلي داعش إلى العراق من قبل الشيطان الأكبر .
وسط هذه التحديات والمخاطرة المحدق بنا ، وأمريكا ماضية في نهجها نهج الدم والخراب ضد البلد وأهله،و تعد العدة وتخطط وتدبر لمشروعها القادم ، وحكامنا غارقون في بحر ملذاتهم ومكاسبهم، والتجربة السابقة خير دليل على حسن إدارتهم وتعاملوهمللأمور بعد دخول داعش ، لكن المرجعية كانت لهم بالمرصاد لتفشل اكبر هجومه ومخطط تقف ورائها دول عظمى .
الفتوى الجهادية الأولى كانت لصد داعش وتحرير الأرض المغتصبة ، لكن الحاجة اليوم لفتوى جهادية أخرى ضد داعش ومن يدعم ويقف ورائها ، وكل من يقف بطريق بناء الدولة ومؤسساتها ويتدخل في الشأن العراقي .