قبل تمرير أي صفقة .. الإيزيديون يطالبون بمحاكمة أسرى الدواعش ..
في وسط تضارب الأنباء حول قرب الإنتهاء من دحر تنظيم داعش الإرهابي و تحرير آخر جيوب كانوا يسيطرون عليها في مناطق شرقي سوريا ( الباغوز والهجين ) و زوال خلافتهم المزعومة على أيدي التحالف الدولي و قوات سوريا الديمقراطية، واٖضطرار مئات الدواعش مع عوائلهم بتسليم أنفسهمم إلى قوات سوريا الديمقراطية – للأسف وفي خضم هذه الأحداث سمعنا بارتكاب داعش لأبشع مجزرة جماعية جديدة يقشعر له الأبدان و يعجز الاخلاق عن وصفها حيث قاموا يوم امس بذبح خمسين فتاة واٖمرأة إيزيدية بأبشع طريقة إجرامية و وضع رؤسهم في حاوية النفايات.
و رغم ذلك نسمع بتسريب بعض الأخبار بعقد صفقات تقتضي بتسليم بعض الدواعش و إطلاق سراح نساءهم وأطفالهم وترحيلهم إلى الدول التي قدموا منها، دون محاسبة أو عقاب مع العلم بأن إجرام بعض النساء منهن كانت لا تقل عن إجرام أزواجهن المجرمين الذين ارتكبوا أفظع المجازر الجماعية وخلفوا العشرات من المقابر الجماعية سيما والبعض منهن مازلن تصرح على مرأى ومسمع كل وسائل الإعلام بأنهن هاجرن إلى مناطق نفوذ داعش للالتحاق بأزواجهن طواعية وكانوا الحاضن الرئيسي والدافع الحيوي والمعنوي لأزواجهن في القتل والذبح والتفخيخ والاجرام ضد الأبرياء .
لذا فنحن أبناء المكون الإيزيدي، كنا ومازلنا أول ضحايا هذا التنظيم الإرهابي، نطالب الجهات المعنية و في مقدمتهم قوات التحالف الدولي و قيادة قوات سوريا الديمقراطية بعدم تمرير هذه الصفقات مجاناً على دماء آلاف الضحايا من شعوب المنطقة وبالأخص الإيزيديين منهم دون تقديمهم إلى محاكمة عادلة أمام أطفال ونساء إيزيديي شنكال لينالوا عقابهم على ما اقترفت أياديهم من جرائم ضد الإنسانية عامة وضد العفيفات الإيزيديات اللواتي ذبحن و انتهكت أعراضهن و شرفهن على أيدي من لا شرف لهم من هذا التنظيم الإرهابي، على الأقل كرد جزء بسيط من الإعتبار لكل طفل إيزيدي و لكل أم إيزيدية و عائلة إيزيدية فُجِعت بقتل أولادها وفلذات أكبادها أمام أعينها، حيث لاقوا الويل على يد هؤلاء المجرمين، وعدم إفساح المجال أمام هذا تنظيم الإرهابي بإستخدام الأسرى الإيزيديين و الإيزيديات الباقون لديهم كدروع بشرية سيما بعد ارتكابهم المجزرة المروعة بحق خمسين إيزيدية وبطريقة إجرامية.
علماً و باعترافات الأمم المتحدة نفسها ومعها المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بأن جرائم هذا التنظيم الإرهابي بحق المكون الإيزيدي قد ارتقت إلى جرائم التطهير العرقي (الجينوسايد) وتجاوزته. و عليه نطلب أن يكون القصاص بحجم هول الكارثة التي حلت بآلاف الأبرياء و المظلومين على يد هذا الإجرام .
لذا ومع قرب الانتهاء من تطهير سوريا و العراق من هذا الإرهاب، لا بد أن نشكر هذه القوات لتطهير المنطقة من رجس هذا التنظيم الإرهابي، و أملنا نحن كإيزيديبن وكمجلس إيزيديي سوريا أن يتم استرداد ماتبقى من الإيزيديين عبر تكثيف الجهود للمطالبة بهم وعدم ترك تلك الضحايا لمصير مأساوي و مجهول. و أن تعود كل المكونات الإثنية والعرقية في المنطقة – واولهم الإيزيديين – إلى العيش والتعايش السلمي المشترك مجددا في سلم و سلام على أرضهم التاريخية مع باقي الأديان و القوميات الأخرى.
والخزي لكل قوى الشر والظلام والإستبداد
مجلس إيزيديي سوريا
في 26.02.2019