الحالة الاولى
قبل يوم من الان نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي جريمة مروعة قل نظير حدوثها في الكون، ألا وهي التقرير الذي نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية نقلا عن مراسلين لها في موقع الحدث في منطقة ابو غوزان بشرق سوريا عندما شاهدوا رؤوس مقطوعة لخمسين سيدة ايزيدية في صناديق النفايات(1) بعدما شبعوا منهن في مارسة الرذيلة والبيع والشراء والهدايا فيما بين (المقاتلين الاوباش) من منتسبي الدوووووولة الاسلامية في الشام والعراق (داعش). مبروووووك عليكم هذا النشاز وهذا العار ليلحق بكم الى يوم الدين وانتم في موقع الحضيض من الترتيب الانساني.
كنا نسمع في الماضي بأن الرجال هم الذين يٌقتَلون في المعارك وأنه حصلت في الجاهلية معارك وكانت بعض العشائر تتخلص وقتذاك من النساء والبنات في حالات خاصة تجنباً للوقوع بايدي المنتصرين ولكنهم كانوا يتخلصون منهن بالقتل وليس بقطع الرأس، أما أن يتم قطع رؤوس النساء فهذه (مفخرة جديدة) بكل القياسات من قِبل هذه الدولة التي لم تألوا جهداً إلا وسخرته لترتكب الابشع من بين الجرائم التي بدأت تتفنن بها مع الإيزيديين منذ شهر اب 2014 ولغاية اليوم.
كان المفروض بالمنظمات النسوية على صعيد الكون أن تنتفض وتصرخ وتنتقم وتقول كلمتها في مثل هذه المواقف. فعندما يٌتقل صحفي في معركة معينة تقام الدنيا من اركانها ولا تقعد، ولكن أن تقطع رؤوس 50 سيدة بريئة وحجتهم في ذلك هي إنهن إيزيديات، فهذا الذي على العالم أن يقفوا عليه ويفحصوا فحوى هذه الرسالة الى العالم المتمدن. في مقابل ذلك هنالك جهات دولية ومنظمات (انسانية) تعمل لقاءات مع نساء داعش ويقدمون لهن مالذ وطاب ونقلهن بالحافلات المكيفة ونقلهن بكل حرية الى البلدان التي اتوا منها ليفرخوا لهم جيلاً من الارهابيين وهم ساكتون عن الجريمة الشنعاء التي لحقت بتلك النسوة الابرياء بكل وقاحة وعار. فأين حكومة العراق من هذا الحدث؟ وأين هي حكومة كردستان من هذا الموقف؟ كما وأين هي الامم المتحدة ومجموعة الاقليات في العالم ليقولوا كفى هذا العبث بهذه الاقلية التي لا زالت تنزف الدم منذ 1400 سنة.
ما يحزن الان هو هذا السكوت العالمي وخاصة العراقي والكردي الرسمي وكأنه خبر عابر لا يستحق تغطيته في الاعلام الرسمي للدولة. وبهذه المناسبة فإننا نطالب المعنيين بتسليم رؤوس هذه القديسات إلى الايزيديين لكي يقوموا بواجب الدفن وحسب الاعراف الايزيدية وإقامة نصب تذكاري لهن كشاهد على أعتى جريمة شهدها العصر الحديث بحق الاقلية الدينية الايزيدية.
الحالة الثانية:
حكاية تحرير عدد من الاطفال الايزيديين من قبضة هذا التنظيم المسخ على ايدي قوات سوريا الديمقراطية مشكورين واستغلالها سياسياً هي الاخرى اصبحت تشكل عارا ما بعده عار فيما بين الجهات التي تريد المتاجرة ببراءتهم. فالطفل الذي لخص جينوسايد الايزيديين بمقولته الشهيرة (خوما تشتك اب شنكال هاتيا)(2) وهو قد نسي نفسه وعائلته والصعوبات التي عاشها في الاسر ليسأل عن شنكال وهل حصل فيها مكروه!!
فلكل ذي ضمير أن يفحص ويقيّم كلام هذا الطفل الذي لم يلتقِ بعد بعائلته وذويه ليسأل عن شنكال أولاً، ومع ذلك فهناك الالاف من الإيزيديين الذين يقولون ماذا نعمل بشنكال التي هي عبارة عن مجموعة من القرى البائسة ولا تستحق قطرة دم لكي نبقى فيها. بينما أن العديد من الجهات الدولية تتقاتل فيما بينها على أهمية وحيوية شنكال التي هي أهم من المهم لديهم ولكنها (حسب رأي البعض) فلم تكن مهمة لنا نحن أهل الأرض والجغرافيةوكان المفروض بالايزيديين أن يجعلوا من شنكال قبلة لهم،. فالذي يرى في شنكال غير ما قاله هذا الطفل على براءته أن يقدم الدليل وإلا فإن لشنكال من القيمة ما ليس لغيرها.
فعلى المسئولين الايزيديين أن يحركوا هذه القضية في المحافل الرسمية العراقية والاجنبية. وعلى الجاليات الايزيدية القيام بالمظاهرات العارمة في اوربا وامريكا والعالم كله. وعلى المثقفين الايزويديين أن يكتبوا عن الجريمة بكل السبل. وعلى المنظمات النسوية الايزيدية القيام بنشاطات لا نهاية لها وتعريف العالم بهذه الجريمة الشنعاء. كما وعلى النشطاء الايزيديين القيام بفعاليات جماهيرية في الشوارع العامة لتعريف أكبر عدد ممكن من الشعوب الحرة بهذه النكبة البشعة لتكتب عنها الصحف وتذاع تفاصيل قصص الجرم من وسائل الاعلام المرئية لتدخل كل بيت وتبقى على كل لسان.
لكّن أيتها الحوريات ننحني بقاماتنا وامام تضحياتكن نشعر بالالم والتقصير ولكن نتعهد لكنّ بأننا سوف لن نقف مكتوفي الأيدي مهما كلفنا الامر.
(2):
علي سيدو رشو
المانيا
والعار ثم العار للحكومة العراقية
حكومة الفساد والنهب متناسين هموم الفقراء والمحتاجين من أبناء هذا الوطن
همومهم ملء جيوبهم
نعلةالله عليكم الى يوم القيامة