منذ ان بدأت العمليات العسكرية في مدينة ديرالزور السورية، تتوارد الينا انباء مفجعة ومخيفة عن الممارسات التي انتهجتها تنظيم داعش الارهابي، بحق المختطفين والمختطفات الايزيديات اللواتي تمت اقتيادهن الى سورية بعد غزوه لمنطقة سنجار (شنكال) عام 2014، حيث ان مصير اكثر من 3000 منهن لازال مجهولا رغم ان داعش قد خسر اخر معاقله امام تقدم قوات سورية الديمقراطية، وتفيد هذه الانباء بان داعش الارهابي قد استخدم المختطفات الايزيديات كدروع بشرية لحماية عناصره من الغارات التي تشنها طيران التحالف الدولي على معاقلهم، المختطفات والمختطفين الذي نجوا في الايام الماضية نقلوا صور مروعة عن الانتهكات التي ارتكبتها داعش بحقهم، حيث ان اخر هذه الانباء التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ان ” عناصر داعش قد قاموا بنحر 50 من النساء الايزيديات المختطفات وان قوات النخبة البريطانية قد عثرت على روؤس هولاء الضحايا في مكب النفايات في منطقة بغاوز بمدينة ديرالزور”.
تم تأكيد هذا الخبر من قبل” المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق والتي طالبت بملاحقة الجناة وتقديمهم الى العدالة وذلك عبر تشكيل فريق امني واستخباري على اعلى المستويات للتحقيق مع العوائل التي تم تسليمهم الى الجهات العراقية المختصة في الايام الماضية.
كتبت مذكرة وارسلتها الى الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس، وكتبت مذكرة اخرى وارسلتها لرئيس الوزراء العراقي الدكتور عادل عبد المهدي، وطلبت منهما العمل على اجراء تحقيق فوري بنحر 50 مختطقة ايزيدية في سورية وتشكيل لجنة محلية ودولية على اعلى المستويات للمباشرة بالبحث عن مصير اكثر من 3000 من النساء والاطفال الايزديين الذين لازال مصيرهم مجهولا، كذلك بعد زيارتي للعراق طالبت الحكومة العراقية وبكتاب رسمي منح الموافقة على تشكيل فريق المتطوعين للبحث عن المختطفات لكنني لم اتلقى الجواب لحد الان. ناقشت هذا الموضوع مع رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح وبحضور الرئيس الفرنسي ماكرون وطلبت منه ضرورة تشكيل فريق للبحث عن المختطفين.
اكرر مناشدتي للجميع، الحكومة العراقية، الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، قيادة قوات التحالف الدولي، الاتحاد الاوربي والعالم الحر باسره، الى الوقوف معنا في محنتنا، الى العمل معنا لارجاع اطفالنا ونساءنا وفتياتنا. واكرر مناشدتي ايضا للحكومة العراقية بالعمل الفوري على ايجاد الية مناسبة لانقاذ الباقيين وتسهيل عبورهم الى العراق، لانه يتم عرقلة وصولوهم على الحدود العراقية السورية حسب ما تم اخباري من قبل ذويهم.
أمل ان هذه المناشدة لم تكن كسابقاتها وان تلقي اذان صاغية ونعمل معا من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه.
ناديا مراد
سفيرة النوايا الحسنة لدى الامم المتحدة
حاملة جائزة نوبل للسلام
28/2/2019