حقيقة حضور المقاومة الإيرانية في وارسو؛
اصطفاف الشعب والمقاومة الإيرانية في وجه حكم الملالي
بولندا في ١٣ فبراير ٢٠١٩ كانت تستضيف ٦٠ دولة حيث كانت تلك الدول الأعضاء الرئيسية في مؤتمر الشرق الأوسط للأمن.
وفي وقت سابق في ١٠ يناير ٢٠١٩ أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال سفره للشرق الأوسط في القاهرة أن أمريكا لن تحمي الملالي بعد الآن وصرح: “نحن منضمون للشعب الإيراني الذي يطالب بالحرية والمحاسبة” ومن هنا ” فإن الفترة المخجلة التي أوجدتها أمريكا لنفسها وعصر السياسات التي أدت لكل هذه الآلام والمآسي قد انتهت”.
إن هذه التصريحات تظهر لأول مرة من جانب وزارة الخارجية الأمريكية وتظهر بوضوح الابتعاد عن سياسات التماشي المتبعة من قبل الإدارة الأمريكيه السابقة والتغيير الحاصل في السياسة العدائية مع النظام الإيراني.
وفي أعقاب هذه الأعمال رحبت السيدة مريم رجوي بابتعاد الولايات المتحدة عن السياسات التي كان ضحيتها الشعب والمقاومة الإيرانية بالدرجة الأولى وذكرت بأن ” الحصول على أسلحة الدمار الشامل وانتهاك حقوق الإنسان وتصدير الأصولية والإرهاب هي أربعة عواميد لنظام الملالي الحاكم في ايران. طريق الحل الحاسم للخلاص من الفاشية الدينية هو تغيير هذا النظام اللامشروع على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
والاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي وحيد للدكتاتورية الدينية والإرهابية ضروري من أجل تعويض وإنهاء سياسات التماشي المدمرة في العقود الأربعة الماضية. النظام الحامل لأعلى سجل للإعدام في العالم لا يفهم سوى لغة الحسم والقوة”.
الشاهد الواضح لهذه الكلمات والخطب كان حضور داعمي المقاومة الإيرانية خلال اليومين اللذين عقد خلالهما المؤتمر والاصطفاف ضد النظام.
ووفقا لما أعلنته وكالات الأنباء الدولية في تمام الساعة ١٢.٣٠ من يوم الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩ وبالتزامن مع عقد المؤتمر وأثناء تساقط الثلج والمطر رفع المتظاهرون أعلام إيران على قمة الملعب الدولي وامتلأ المكان بصيحات شعارات داعمي المقاومة وخطب الشخصيات الدولية البارزة.
رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا والمستشار القانوني للرئيس ترامب أكد موضحا سياسة نشر الحروب والأعمال الإجرامية للنظام الإيراني في الشرق الأوسط بأن عقد مؤتمر وارسو هو لمواجهة النظام الإيراني.
وطالب ضمن شرحه لعدد الأعمال الإرهابية للنظام في الدول المختلفة في الأشهر الماضية ومن بينها بلجيكا وفرنسا وأمريكا وألبانيا بتعامل الحكومات بشكل حاسم مع أعمال النظام.
السيناتور روبرت توريسلي أيضا خلال تواجده في جمع المتظاهرين المناصرين للمقاومة الإيرانية صرح قائلا: ” غدا كان موضوع مفاوضة طهران ولكن اليوم وغدا فهو موضوع إنهاء النظام وإحلال حكومة حرة في طهران. رحبوا بالمستقبل”.
السيناتور ريتشارد ماير عضو مجلس الشيوخ البولندي كان من بين المتحدثين في هذا التجمع وصرح قائلا: “أتمنى أن ينال الشعب الإيراني الحرية والديمقراطية بفضل مساعيكم.
فقط مثل هؤلاء الإيرانيين من سيضمنون السلام في هذا الجزء من العالم”.
وعمدة وارسو سابقا مارتشن شوينتشيسكي عبر عن أمله بالنصر وقال مخاطبا المتظاهرين: “أنا متأكد أن الشعب الإيراني سينتصر في معركة الحرية وحقوق الإنسان واحترام الإنسان والسلام”.
وكان لخطب الشخصيات وتجمعات ومظاهرات أبناء وطننا ومناصري المقاومة انعكاس واسع في وسائل الإعلام والصحافة العالمية.
ويصل كل شاهد لاستنتاج حاسم، بافتراض أنه إذا توصل عالم اليوم إلى هذا الفهم القيم، فإن سياسة التماشي السخيفة لم تكن المسار الصحيح للتعامل مع النظام الإيراني، والسبب الأساسي وراء ذلك هو تضحية الشعب والمقاومة. الذين سجلوا عدم شرعية هذا النظام لسنوات عديدة، على حساب دمائهم وتضحياتهم لأحبائهم.
بفضح هويات الذين تم إعدامهم وبفضح النظام في مجالات التمييز والوحشية التي يتبعها عملاء النظام ضد النساء وبإظهار القمع الوحشي والواسع للنظام لجميع طبقات المجتمع والاعتقالات الواسعة في الشوارع وتعذيب المعارضين في مراكز الاعتقال والنساء وآلاف الأمثلة الأخرى عن انتهاك الحقوق الأساسية للنساء والرجال الإيرانيين.
ومن هنا فإن تجمع ومظاهرات مناصري المقاومة الإيرانية في وارسو ذاك الوجه الآخر لانتفاضة الشعب في داخل ايران تثبت للعالم بطلان شرعية وحكم الملالي بكاملها.
ورسالة الإيرانيين في وارسو أيضا يمكن تلخيصها بكلمة البديل وكلمة البديل بالنسبة للإيرانيين تعني قوة منظمة وقوية ومؤثرة قادرة على إنهاء الدكتاتورية والحكومة المستبدة التي استخدمت نشر الحروب وإراقة الدماء والطاقة النووية خدمة لبقائها خلال ٤ عقود ومن أجل تصدير الإرهاب وعلى استبداله بالتطوير والرفاهية والتقدم لإيران. وهذه هي الصورة الحقيقية عن ايران الحرة والمسالمة وذات الطبيعة الجديدة والواعدة.
*كاتبة ايرانية