المراقب العراقي/ حيدر الجابر
بأمر مباشر من الاجرامي أبو بكر البغدادي، وقبل ان يفرّوا من منطقة الباغوز شرقي سوريا، نفذ الارهابيون جريمة بحق الانسانية، ونحروا نحو خمسين فتاة ايزيدية بدم بارد. وبينما ندّدت كتل سياسية فضلا عن مفوضية حقوق الانسان بهذه الجريمة، مطالبة الحكومة باتخاذ موقف حازم إزاء هذه الجريمة، التزمت الدول الغربية الصمت، وقررت غض النظر عن هذه الفاجعة الانسانية. وكان أمر ارتكاب هذه المذبحة قد تقرر في وقت سابق من العام الماضي وبأمر مباشر من المجرم البغدادي، وذلك بعد اقتراب نهايته ومحاصرته في منطقة ضيّقة شرقي سوريا. وتضاف هذه الجريمة الى الجرائم المتعددة التي ارتكبها الاجراميون والتزم العالم الصمت تجاهها، فبعد حزيران 2014 تمَّ سبي وقتل آلاف النساء الايزيديات والمسيحيات والشيعيات، حيث يقوم الدواعش باسترقاق الايزيديات والمسيحيات وبيعهن في سوق الرقيق بدير الزور والرقة والموصل، فيما يتم قتل الشيعيات مباشرة بعد تعذيبهن. وممّا أثار الاستغراب لدى الناشطين الحقوقيين والمتابعين هو الصمت الذي تلتزمه بعض الدول التي تتصدر المناداة بحقوق الانسان ومكافحة الارهاب، ومنها الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي.
واتهم الناشط الايزيدي دلدار شنكالي ، واشنطن مباشرة بالضلوع بهذه الجريمة، وبينما قامت قيامة الغرب على مقتل الصحفي السعودي خاشقجي، التزموا الصمت تجاه هذه المذبحة البشعة. وقال شنكالي لـ(المراقب العراقي): «أجد أن لأمريكا دوراً في هذه المجزرة التي ارتكبها داعش الإرهابي بحق الايزيديات في باغوز، لأن قواتهم في سوريا و العراق تستطيع متابعة كل تحركات داعش»، وتساءل: «كيف لا تستطيع القوات الأمريكية رؤية مجازر ترتكب بحق المحتجزين ؟». موضحاً: «توجد الكثير من الأسباب التي تدفع الى اتهام الغرب بدعم داعش، ومنها صمتهم أمام ما يحدث». وتابع شنكالي: «جريمة مقتل الصحفي السعودي خاشقجي هزّت ضمير العالم وأصبح الشغل الشاغل للصحافة و وسائل الاعلام الغربية، أما نحر 50 ايزيدية بريئة فلم يحدث ردود فعل بمستوى الحدث»، وبيّن: «من خلال متابعتي للصحافة الأوروبية والأمريكية لم أجد اية مادة إعلامية عن نحر الايزيديات بالإضافة الى صمت المنظمة الدولية لحقوق الانسان والمحاكم المتخصصة بجرائم الابادة الجماعية التي لم تصدر أي بيان أو حتى استنكار لما حدث، بل على العكس فإن دولة السويد مثلاً اعتبرت الحرب ضد داعش جريمة حسب ما نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش على صفحتها، مؤكداً ان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يعلق على أبسط حدث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ولكنه لم يعلق على نحر الايزيديات، وحتى الصحفيين الأجانب في سوريا لم يأخذوا الموضوع بعين الاعتبار في حين يجعلون من تحرّك بسيط للقوات الأمريكية مادة إعلامية ذات قيمة في الصحافة العالمية.
من جانبه، استغرب الكاتب والباحث في الشأن السياسي همام السليم، من الصمت الدولي تجاه هذه الجريمة النكراء، متوقعاً ان يكون منفذو هذه الجريمة هم قيادات داعش الاوروبيون. وقال السليم لـ(المراقب العراقي): «عند الهجوم على آخر معاقل داعش شرقي سوريا وتحديداً في الباغوز، عُثر على 50 رأساً لفتيات إيزيديات تم القاؤها في النفايات». وأضاف: «مما لا شك فيه ان هذه المذبحة تعد جريمة ضد الانسانية أو جريمة ابادة جماعية نعرب عن ادانتها وبشدة، وهي تدل على وحشية الارهابيين وتزايد قسوتهم مع اقتراب هزيمتهم»، لافتاً الى ان ما يثير الاستغراب هنا هو الصمت الغربي على هذه الجريمة وعدم الاشارة اليها أو الحديث عن ادانتها أو التوعّد بمحاسبة المجرمين. وتابع السليم: «لا نجد تفسيراً لذلك الصمت إلا احتمالية ان يكون المنفذون هم من عناصر وقيادات داعش الاجانب الغربيين، ولا سيما ان أغلب العناصر التي سلّمت نفسها بعد تلك الجريمة كانوا من جنسيات اوروبية، وبيّن انه «في الوقت نفسه لم يتناول الاعلام المحلي ولا الحكومة العراقية الحدث بالصورة المتوقعة، كما لم يصرّح العديدُ من الناشطين والحقوقيين الذين يتصدون لكل صغيرة وكبيرة ويعقبون حتى على الشبهات».
العالم يعيش حالة موت الضمير الانساني ..الغرب يدافع عن حقوق الدواعش ويتجاهل جرائم الأخير بحق الايزيديات المنحورات
RELATED ARTICLES
ما لنا وللغرب نحن عراقيون والعراقي هو المطالب بمعالجة قضية السبيات والمغدورات بهن , أما الغرب فهو كالحدأة ( نسر آكل الجيف ) يُراقب من شاهق أي حيوان يفترس الآخر ينزل على الجثّة ويأكل من الجيفة ما تهيّأت له ، والأهم هم اليزديون يجب أن يكونو عند حجم المسؤولية , أ، يكون إعلامهم أكثر توضيحاً للقضية دون خوفٍ من أحد ، وإن خاف فليسكت