تثير بعض الأسماء في التاريخ مثل هذا النوع من الاشمئزاز الفوري المؤكد المُثار عند ذكر اسم الزعيم النازي، خاصة الاسم الأول لهتلر وهو أدولف!
وعلى الرغم من أنَّ هتلر لم يُولد ديكتاتوراً فإنه أصبح واحداً من أعتى الطغاة. تعرَّف على حياة هتلر، واكتشف المسار الذي قاده إلى الدمار.
أبريل/نيسان 1889
الميلاد والطفولة
وُلد أدولف هتلر في 20 أبريل/نيسان، في مدينة براوناو آم إن النمساوية، الصغيرة، الواقعة في إقليم النمسا العليا على الحدود النمساوية الألمانية.
كان والده ألويس يعمل موظفاً في الجمارك، بينما كانت والدته كلارا تنتمي إلى عائلة ريفية فقيرة.
عاشت عائلة هتلر حياة مريحة من الناحية المالية، لكن ألويس كان شخصية مُتَسَلّطة، وكثيراً ما وجد أدولف الصغير نفسه على الجانب الخطأ من رغبات والده سريع الغضب.
كان هتلر طفلاً متفوقاً ذاً شعبية في المدرسة الابتدائية، ثم تراجع مستواه الدراسي في المدرسة الثانوية لأسبابٍ نفسية
إذ كان يُفضّل إعادة تمثيل معارك من حرب البوير عن التركيز في الدراسة. ترك هتلر المدرسة في عمر 16 عاماً دون الحصول على مؤهل دراسي.
فبراير/شباط 1908
حياة بائسة في فيينا
كان هتلر يحلم أن يكون فناناً، لكن والده رفض هذه الفكرة. حاول هتلر تحقيق حلمه بعد وفاة والده في عام 1903.
تقدَّم بطلب للالتحاق بأكاديمية فيينا للفنون الجميلة، لكنه رُفض سريعاً، في أكتوبر/تشرين الأول 1907. وبعد ذلك بفترة قصيرة، توفّيت والدة هتلر، التي كان يحبها كثيراً.
انتقل أدولف للعيش في فيينا، حيث عاش حياة بوهيمية غير مستقرة بالنوم في بيوت إيواء المشردين ورسم البطاقات البريدية.
وبدأ في فيينا تطوير العديد من وجهات النظر، التي شكّلت في وقتٍ لاحق أيديولوجيته ورغبته في توحيد ألمانيا والنمسا.
وكانت السياسات المعادية للسامية لعمدة فيينا، كارل لويجر، مؤثرة بشكلٍ خاص في أفكار هتلر.
أغسطس/آب 1914
القتال من أجل أرض الأجداد
كان هتلر يكره التكوين المتعدد الأعراق لإمبراطورية هابسبورغ الحاكمة في النمسا.
وسافر إلى ميونيخ في عام 1913 تصميماً منه على تجنب الالتحاق بالخدمة العسكرية.
حرص على إثبات ولائه لألمانيا، وفي أغسطس/آب 1914، انغمس العالم في حرب لم يشهد مثلها من قبل.
التحق هتلر سريعاً بالخدمة العسكرية، ووجد مبتغاه أخيراً في الجيش باعتباره مكاناً لقضية يستطيع من خلالها تحديد هويته بالكامل.
تقلَّد هتلر وسام الشجاعة مرتين خلال فترة خدمته في فرنسا وبلجيكا. وفي عام 1916، أصيب في معركة السوم، واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب.
وميَّز نفسه بشكل شاربه، الذي يطلق عليه «شارب فرشاة الأسنان»، أثناء فترة علاجه في ألمانيا.
نوفمبر/تشرين الثاني 1918
طعنة في الظهر
أُصيب هتلر للمرة الثانية في أعقاب هجوم بريطاني بالغاز. وبينما كان يتعافى في بلدة بازواك الألمانية، حدث ما لا يمكن تصوره، استسلمت ألمانيا.
سعت القيادة العليا في ألمانيا قبل الاستسلام إلى تحويل مسؤولية التقهقر لمواجهة سخط شديد في الداخل، واحتمالية هزيمة على الجبهة.
تسلَّمت أحزاب الأغلبية في الرايخستاغ (البرلمان الألماني السابق) إرثاً مسموماً. وعلى الرغم من أنَّهم مُنحوا سلطات أكبر، وجدوا أنفسهم متورطين في الهزيمة الوشيكة.
تنحّى القيصر فيلهلم الثاني قبل أيام من عقد اتفاق الهدنة. شعر هتلر، مثل الآخرين، بالغضب، مما اعتبره خيانة من اليهود والاشتراكيين في الداخل لجيش ألماني لم يُهزم بعد في ساحة المعركة، وقرّر دخول مجال السياسة.
يونيو/حزيران 1919
معاهدة فرساي
ولأنَّ غنائم الحرب لا تذهب إلا للمنتصرين، عندما وقّعت معاهدة فرساي في صيف عام 1919، أُجبرت ألمانيا على تحمّل المسؤولية وحدها عن كل أحداث الحرب.
أُلزمت ألمانيا بدفع مبالغ تعويضات ضخمة، وأُجبرت أيضاً بموجب المعاهدة على خسارة عدد هائل من الأراضي التابعة لها، الأمر الذي كان أيضاً بمثابة ضربة مُدمّرة.
استاء هتلر بشدة، إذ شكَّلت تلك الهزيمة ثم الإذلال في معاهدة فرساي تحدياً لإحساسه بذاته وقيمته.
أُرسل أدولف هتلر، الذي لا يزال يخدم في الجيش، للإفادة بمعلومات عن جماعة يمينية مُتشدّدة ناشئة تُدعى حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني (الذي أعيدت تسميته لاحقاً باسم الحزب النازي).
لكن عندما وجد هتلر نفسه متفقاً مع معتقدات الحزب القومية المعادية للسامية، انضم إلى صفوفه.
يوليو/تموز 1921
القائد (الفوهرر)
ساهمت مهارات هتلر الخطابية في مساعدته على الترقي سريعاً في صفوف حزبه الجديد، إذ تحدَّث في شهر فبراير/شباط أمام حشد من حوالي 6 الآف شخص في ميونيخ.
شارك في تنفيذ تكتيكات دعائية من أجل الترويج لهذا التجمّع الحاشد من خلال إرسال أنصار الحزب في شاحنات تحمل رمز الصليب المعقوف، تجوب المنطقة بمنشورات دعائية.
لكن المسؤولين التنفيذيين بالحزب، من ضمنهم أحد مؤسسيه أنطون دريكسلير، كانوا يشعرون بالقلق إزاء شعبية هتلر المتزايدة.
وفي محاولة لإضعاف موقفه، شكَّلوا تحالفاً مع جماعة اشتراكية، بينما كان في برلين يزور أحزاباً قومية أخرى. أتت هذه الخطوة بنتائج عكسية للغاية، حيث استقال هتلر على الفور، ولم ينضم مُجدَّداً إلا عندما تسلّم السيطرة المطلقة على الحزب.
نوفمبر/تشرين الثاني 1923
انقلاب بير هول الفاشل
كانت حكومة ألمانيا على حافة الانهيار، وأدَّى التضخم الشديد إلى ارتفاع سعر رغيف الخبز من 250 مارك إلى 200 مليار مارك بحلول نوفمبر/تشرين الثاني.
سعى هتلر إلى بدء ثورة، إذ اقتحم مع قواته المعروفة باسم كتيبة العاصفة –وهي مجموعة متباينة من القوات شبه العسكرية اليمينية المُتشدّدة- اجتماعاً لرئيس الوزراء البافاري غوستاف فون كار مع رجال الأعمال في نادي بير هول في ميونيخ، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
واضطر كار، تحت تهديد السلاح، إلى التعهد بتقديم الدعم
قاد هتلر في اليوم التالي حشداً من 3 الآف رجل إلى الشوارع، لكن قوات الشرطة كانت في انتظارهم.
وتوفّي 16 نازياً و3 من رجال الشرطة في أعمال العنف الناجمة عن الاشتباكات بين الشرطة وأولئك الجماهير، وأُلقي القبض على هتلر وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة الخيانة.
يوليو/تموز 1925
كتاب كفاحي لأدولف هتلر
قضى هتلر فترة 9 أشهر فقط من عقوبته في سجن بافاري ببلدة لاندسبرغ أم ليش الألمانية، حيث ألَّف كتابه بعنوان «كفاحي»، الذي حدَّد من خلاله رؤيته السياسية.
لم تكن الدولة بالنسبة لهتلر كياناً اقتصادياً، بل كياناً عنصرياً، أعلن بعدها تفوّق الجنس الآري الأبيض مع المداومة على توجيه نقد لاذع لليهود الذين اعتبرهم «طفيليات». وذكر أنَّ عملية القضاء عليهم يجب أن تكون «عملية دموية».
حدَّد كتاب «كفاحي» أيضاً المبادئ الأساسية لألمانيا تحت الحكم النازي، التي تتمثَّل في التوسع العسكري والقضاء على الأجناس «الملوثة»، وفرض الاستبداية المطلقة. حقَّق الكتاب رواجاً أكبر لآراء هتلر بعد نشره في يوليو/تموز 1925.
أكتوبر/تشرين الأول 1929
انهيار بورصة وول ستريت
توجَّه هتلر إلى صندوق الاقتراع بعد فشل ثورته، لكن على الرغم من صعود نجمه الشخصي فاز النازيون بنسبة 2.6% فقط من الأصوات في عام 1928.
شهد الاقتصاد الألماني المتعافي مُجدَّداً توجّه الرأي العام نحو المركزية السياسية، لكن الأحداث على الجانب الآخر من العالم غيَّرت كل ذلك.
عندما انهارت البورصة الأمريكية تمت المطالبة بسرعة سداد القروض الأجنبية التي اعتمد عليها التعافي الاقتصادي الألماني.
وارتفع معدل البطالة إلى ستة ملايين وزاد التأييد لأحزاب أقصى اليسار وأقصى اليمين على نحوٍ كبير للغاية.
في الوقت نفسه، التقى هتلر لأول مرة بفتاة ألمانية كاثوليكية تبلغ من العمر 17 عاماً تُدعى إيفا براون.
يناير/كانون الثاني 1933
قائد ألمانيا
قاد هتلر، الذي أصبح الآن مواطناً ألمانياً النازيين ليصبحوا أكبر حزب في ألمانيا، مع كسب تأييد تجاوز 37% من الأصوات في انتخابات يوليو/تموز 1932.
أدَّى قلق الرئيس الألماني باول فون هيندنبورغ من الدعم الشيوعي المتنامي إلى إقتناعه بإسناد منصب المستشار إلى هتلر، في يناير/كانون الثاني.
استطاع هتلر سريعاً توطيد سلطته، فبحلول شهر مارس/آذار، كان يتمتع بسلطات استبدادية مطلقة من خلال الدفع باتجاه التصديق على قانون التمكين، الذي سمح له بتمرير قوانين دون موافقة الرايخستاغ.
وسرعان ما حُلَّت الأحزاب السياسية والمنظمات والاتحادات غير المرتبطة بالنازيين، لكن هتلر كان لا يزال بحاجة إلى دعم الجيش لتحقيق الرؤية التي حدَّدها في كتابه «كفاحي».
يونيو/حزيران 1934
ليلة السكاكين الطويلة
كان قادة الجيش الألماني حذرين من تلك القوات شبه العسكرية، التي ساعدت هتلر في الوصول إلى الحكم. هدَّأ هتلر هذه المخاوف بلا رحمة من خلال تشديد قبضته على السلطة.
كان قائد كتيبة العاصفة، إرنست روم، من بين مئات الأشخاص الذين اغتيلوا في ليلة واحدة في عملية تطهير نفَّذها هتلر ضدّ رفاقه في الحزب.
لم يكن التزام روم بشعار «الثورة المستمرة» متلائماً مع طموحات هتلر، الذي لم يبدِ تسامحاً مع أي معارضة لخططه لقمع حقوق العمال وجعل ألمانيا مستعدة للحرب.
ومع ذلك وافق قادة الجيش على تلك الخطط، ودعموا صعود هتلر إلى منصب القائد في ألمانيا بعد وفاة الرئيس هيندنبورغ، في أغسطس/آب. ومن ثمَّ أصبح هتلر الآن يملك السلطة الكاملة والسيطرة المطلقة.
سبتمبر/أيلول 1935
قوانين نورمبرغ
حاول النازيون إقصاء اليهود وغيرهم من الأشخاص «غير المرغوب فيهم» من الحياة العامة منذ عام 1933. وبدأت مرحلة جديدة من التمييز البيولوجي القسري في عام 1935.
أعلن هتلر في اجتماع الحزب السنوي المقام في نورمبرج سلسلة من القوانين العنصرية الجديدة، التي تحرم اليهود من حقوق المواطنة وتحظر عليهم الزواج أو ممارسة علاقات جنسية مع مواطنين ألمان أو أشخاص ذوي صلة «بالجنس الألماني».
كان على خلاف شديد مع اليهود، رغم أن الفتاة التي أحبها لأول مرة في حياته كانت يهودية، لكنه لم يفصح لها عن حبه، لأنه لم تكن لديه الشجاعة الكافية لذلك.
بالإضافة إلى عزل أي شخص يعود نسبه إلى ثلاثة أجداد يهود أو أكثر، بغض النظر عن هويته الدينية.
ووصف هتلر تلك القوانين بأنَّها محاولة لتنفيذ الأحكام التشريعية المتعلقة بالمشكلة، التي إذا اندلعت مُجدَّداً سيتعين عندئذ تحويلها بموجب القانون إلى الحزب الاشتراكي الوطني لإيجاد حل نهائي.
سبتمبر/أيلول 1938
المهادنة والتوسع
بينما كان هتلر يمضي قدماً في تنفيذ رؤيته محلياً، وجَّه أنظاره خارج حدود ألمانيا. فقد كان التوسع الإقليمي الهدف التالي على جدول أعماله.
قاد هتلر القوات النازية إلى الانتصار في غزو النمسا في شهر مارس/آذار، حيث حقَّق هدفه في ضمّ الدولة التي شهدت ولادته والدولة التي حكمها.
تمثَّل هدفه التالي في ضم إقليم السوديت في تشيكوسلوفاكيا.
وضغط هتلر من أجل تنفيذ مطالبه لأنه كان مقتنعاً بأنَّ كلاً من رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين ونظيره الفرنسي إدوار دلاديير لا يريدان الحرب.
وبالفعل، جرى تلبية مطالب هتلر في مؤتمر نظمه تشامبرلين في ميونيخ. وتقدَّمت القوات النازية نحو تشيكوسلوفاكيا واستولت على إقليم السوديت.
سبتمبر/أيلول 1939
المقامر
بدأ هتلر ينظر شرقاً إلى بولندا، بتشجيع من نجاحه في ميونيخ، لكن في البداية كان يتعين عليه عقد صفقة مع الاتحاد السوفيتي (المعروف أيضاً باسم اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية) بزعامة جوزيف ستالين.
كان هتلر على استعداد لتنحية كراهيته للشيوعية جانباً من أجل تحقيق مكاسب استراتيجية، ووقَّعت القوتان على ميثاق عدم الاعتداء السوفيتي-الألماني النازي في أواخر أغسطس/آب.
اعتقد هتلر أنَّ طريقه أصبح واضحاً، وبدأ غزو بولندا في 1 سبتمبر/أيلول.
كان هذا القرار مقامرة لأنَّ الجيش الألماني لم يكن في كامل قوته بعد، لكن هتلر كان واثقاً من أنَّ بريطانيا وفرنسا لن تُقدّما مساعدة لبولندا أكثر من التي قدمتاها للنمسا أو تشيكوسلوفاكيا،
لكنَّه كان مخطئاً، إذ أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب في 3 سبتمبر/أيلول.
يونيو/حزيران 1940
انتقام هتلر
على الرغم من خسارة هتلر مقامرة تدخُّل بريطانيا وفرنسا، كان يكسب الحرب، فقد سقطت بولندا سريعاً.
دمرت تكتيكات الحرب الخاطفة، التي اتبعها الجيش الألماني والمُعتمدة على استخدام عنصر المفاجأة والعمليات الهجومية السريعة، كل شيء أمامهم.
عندما استسلمت فرنسا في 17 يونيو/حزيران، انتقم هتلر للهزيمة الألمانية، التي حدثت قبل أكثر من عقدين.
ضمن هتلر أنَّ اتفاقية الاستسلام الفرنسي ينبغي عقدها في مدينة كومبيين، في نفس عربة القطار التي أجبرت فيها ألمانيا على توقيع اتفاقية الهدنة في نهاية الحرب العالمية الأولى.
ويوجد هناك نصب تذكاري لذلك اليوم مكتوب عليه: «هنا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918 استسلم الكبرياء الإجرامي للإمبراطورية الألمانية».
والآن يقف هتلر منتصراً في المكان، الذي شهد أعظم إذلال لألمانيا.
1941
أعداء جدد
على الرغم من المعاهدة النازية السوفيتية، لم يتخلَّ هتلر على كراهيته القوية للشيوعية، وكان هدفه النهائي دائماً يتمثَّل في تمديد التوسع الإقليمي في الشرق.
كان متشكّكاً للغاية في ستالين، فخطَّط في البداية لإتمام إخضاع أوروبا الغربية قبل أن يتحول إلى الاتحاد السوفييتي.
عندما احتلَّت القوات السوفيتية دول البلطيق، قرر بدء الغزو وكان مقتنعاً بأنَّ الجيش الأحمر يمكن هزيمته في غضون أشهر، لكنه كان مخطئاً.
وقد فاقم هذا الخطأ بإعلانه الحرب على عدو قوي آخر، الولايات المتحدة الأمريكية.
فبراير/شباط 1943
منعطف خاطئ
عندما فشل الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي تولَّى هتلر قيادة العمليات العسكرية اليومية للجيش بنفسه، مقتنعاً بأنَّه يستطيع النجاح وحده.
كان في ذلك الوقت يوجَّه الجيش بأكمله من مقره الواقع على بعد آلاف الأميال.
وكانت لديه قناعة بأن السوفييت سَيُهزمون إذا اتّبع الجيش النازي تنفيذ خطته حرفياً في ربيع عام 1942.
لكن ثبت عدم صحة قناعته في معركة مدينة ستالينغراد، حيث لم تتمكن القوات الألمانية من الاستيلاء على المدينة بعد أن حاصرتهم القوات السوفييتية داخلها.
وتعرّضت حينها القوات الألمانية للإنهاك من الجوع والبرد والتفوق العددي للسوفييت مع تواصل الحصار.
طلب هتلر من قواته الصمود وعدم الاستسلام، لكن قادة جيشه على الأرض اختاروا تجاهل هذا الأمر، لذا واجه هتلر للمرة الأولى انتقادات متواصلة باعتباره المُتسبّب شخصياً في الهزيمة.
يونيو/حزيران 1944
الفشل في الوفاء بالالتزامات
ادَّى تعنّت هتلر إلى تراجع القوات الألمانية في الشرق، وتسبَّب تشكّكه ورفضه التفاوض في تكليف ألمانيا ثمناً باهظاً في الغرب.
عندما نزلت قوات الحلفاء على الأراضي الفرنسية، في يوم الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 1944، وهو ما يسمى «باليوم-دي»، كان هتلر نائماً في المنتجع الخاص به.
ولا يستطيع قادة الجيش اتخاذ قرارات مهمة دون إذنه، ولا يمكنهم نقل وحدات الدبابات الحاسمة، التي ربما كانت ستؤخر غزو الحلفاء، حتى يستيقظ.
كانت عمليات إنزال قوات الحلفاء ناجحة. أصبحت ألمانيا الآن تقاتل وتخسر حرباً على جبهتين. ومع ذلك تلقَّى هتلر هذه الأخبار بكل حماس، معتقداً أنَّ قواته تستطيع في النهاية هزيمة الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب.
يوليو/تموز 1944
محاولة اغتيال هتلر
زادت معارضة الرجل بين صفوف النخبة في الجيش، مع تدهور الوضع العسكري لألمانيا، وأراد العديد من قادته، الذين كانوا مخلصين له في السابق، قتله.
كان مصاباً على نحوٍ متزايد بجنون العظمة والارتياب، وكثيراً ما عدّل جدول أعماله في اللحظة الأخيرة.
لكن الفرصة جاءت أخيراً في 20 يوليو/تموز للتخلص منه، حيث كان يجتمع مع كبار المساعدين العسكريين في مقره الميداني أثناء الحرب العالمية الثانية، المعروف باسم «وكر الذئب».
ترك ضابط عسكري رفيع المستوى يُدعى كلاوس فون شتاوفنبرج قنبلة في حقيبة صغيرة بغرفة الاجتماعات. وانفجرت القنبلة في تمام الساعة 12:42 ظهراً، وأسفرت عن مقتل كاتب وثلاثة ضباط.
لكن هتلر كان محظوظاً بالفرار بجروح طفيفة، إذ حمى نفسه من التعرَّض للقوة الكاملة للانفجار عن طريق طاولة مصنوعة من خشب البلوط.
أبريل/نيسان 1945
كيف مات هتلر
عندما حاصرت القوات السوفيتية مخبأ هتلر في برلين، قَبِل الزعيم النازي حتمية هزيمته وشَرَع في تنفيذ خطته لإنهاء حياته.
تزوج هتلر من إيفا براون، التي ظلَّت إلى جانبه طوال 11 عاماً.
في وقت مبكر من صباح يوم 29 أبريل/نيسان، في اليوم التالي، بعد وقت قليل من الساعة 3:30 عصراً، انتحر الزوجان عن طريق تناول مادة السيانيد السامة، ثم أطلق هتلر النار على رأسه.
وعلى هذا النحو، تكون حياة الرجل، الذي قاد العالم بمفرده إلى حافة الدمار، والمسؤول عن التسبّب في معاناة لا توصف، قد انتهت.
أقوال هتلر
- إذا لم تعلم أين تذهب، فكل الطرق تفي بالغرض.
- لقد كان في وسعي أن أقضي على كل يهود العالم، ولكني تركت بعضاً منهم لتعرفوا لماذا كنت أبيدهم.
- إن جيلاً يتبرّم من الحالة التي هو فيها ويكتفي بالتبرم بدلاً من أن يجتهد في إزالة بواعثه… إن جيلاً هذا شأنه مقضي عليه بالزوال.
- إذا انتصرت فليس عليك أن تفسر شيئاً، إذا خسرت فيجب أن تختفي كي لا تحتاج إلى تفسير شيء.
- يوجد دائماً مَن هو أشقى منك.. فابتسم.
- يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه، فإذا ماتت شاخ فجأة.
- عندما تحب عدوك.. يحس بتفاهته.
- السواد الأعظم من الناس يسقطون بسهولة أكبر ضحايا لكذبة كبيرة، وليس لكذبة صغيرة.
- إذا طُعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة.
- اجعل الكذبة كبيرة، اجعلها بسيطة، وكرّرها، في نهاية المطاف سوف يصدقونها.
- الكلام اللّين يغلب الحق البيّن.
- أليس من العار أن تترك مقدرات أمّة تحت رحمة مواطنين يتصرفون بهذه المقدرات بخفّة ومجون، كما لو كانوا يلعبون الورق.