الإيزيديون السوريون جزء من الشعب السوري وهوالأصيل الأول فيها ,فهو كان موجودا في سوريا قبل قدوم الشعوب الأخرى إليها والتي هي مهاجرة اليها اًصلا من مناطق خارج سوريا ,وما يثبت هذا الكلام الآثار القديمة الموجودة فيها وبمناطق متعددة ,وكثيرا ما يرد اسماء المناطق السورية حتى في الأقوال الإيزيدية المقدسة مثل دمشق(الشام) وحلب وغيرهما ,لكن مع ذلك فإن اسم الشعب الإيزيدي لم يرد يوما من الأيام في الدستور السوري ومنذ نشوء هذه الدولة ,ولم يتم الإعتراف بهذا الشعب كدين مستقل’بل وحتى الآن يتم الحاقهم بالدين الإسلامي والشريعة الإسلامية في المحاكم بالدولة .
اثناء الوجود الفرنسي بسوريا كدولة منتدبة ,كانت الفرصة مواتية لهم لتثبيت اسمهم كدين في الدستور السوري ولكن ولأسباب متعددة وعدة لم يتم تثبيت اسمهم في دستور ذلك الوقت وحى الآن.
الآن سوريا أمام وضع دستور جديد كما نسمع ,فما المطلوب من الشعب الإيزيدي هنا ؟
نعم لقد هاجر قسم كبير من الإيزيديين السوريين للخارج بعد ظهور الخطر عليهم من قبل الإرهابيين وصدور الكثير من الفتاوى الدينية الإسلامية ,وتم خطف يعضهم وقتل آخرين وآخر ماحدث كان فرمان 75 في عفرين ضدهم ,التي تحلل قتلهم ومالهم وسبي نسائهم كما حدث من قبل في شنكال وغير شنكال ,ولكن مهما يكن فإن سوريا ستبقى وطنهم ويجب عليهم الحفاظ على هذه الصفة بكل الطرق والوسائل,ومن هذه الطرق (تثبيت اسمهم وحقهم في الدستور السوري المستقبلي )ولكن كيف سيتم ذلك ؟
المطلوب هو :
1-المطالبة بهذا الحق عن طريق ايزيديي الداخل
2-المطالبة بهذا الحق من خلال ايزيديي الخارج
3-التنسيق بين الإيزيديين في الداخل والخارج
في الداخل السوري نجد الآن جهودا ايزيدية لابأس بها وهي متممة لجهود سابقة بذلها الإيزيديون قبل الهجرة وخاصة من قبل جمعية كانيا سبي الثقافية والإجتماعية والتي تأسست في سنة 1993م في منطقة الجراح من قبل عدد من المخلصين للإيزيدياتي رغم الخوف من النظام المخابراتي السوري والدكتاتورية التي كانت موجودة آنذاك ,ولكن مع ذلك تم تأسيسها وتم بالتوازي انشاء المجلس الملي في منطقة الجراح وبذل المجلس الجهود الحثيثة لخدمة الإيزيديين فيها وفق القانون ,وكان من احد النتائج
1-الغاء قرار أحد القضاة في محكمة الحسكة (عبدالله عرفي)بعدم قبول شهادة الإيزيديين بالمحاكم
2-السماح للإيزيديين بالسفر لإلى لالش النوراني وقت الجما (جما شيخادي) للحج والطواف وخاصة للذين لايملكون الجنسية السورية .
الآن يبذل الإيزيديون في سوريا والذين بقوا جهودا كبيرة لأجل انقاذ الإيزيديين الذين تم خطفهم من شنكال خاصة من قبل الإرهابيين من الدواعش وأخواتها ,فهم منذ بدء الحرب على الإرهابيين بسوريا موجودون ضمن القوات المحاربة وفي الجبهات الأمامية لأجل انقاذ الإيزيديين ,والبارحة كان اعضاء البيت الإيزيدي مع 21 شخصا تم انقاذهم وأوصلوهم إلى اهلهم في شنكال دون مقابل ,وهم الآن في حالة استنفار تام لأجل انقاذ البقية .
كما تم انشاء مبنى أو مركز للإيزيديين في منطقة الجراح (تربسبي )القحطانية بجهودهم
لقد استطاع الإيزيديون بسوريا الآن وبالتعاون مع الإيزيديين في الخارج من انشاء تعاون وتنسيق بين الطرفين في اجتماع عام حدث السنة الماضية (2018م) والتنسيق جاري بينهما باستمرار .
أما عن الدستور السوري الجديد فإنه يقع على عاتقهم بذل الجهود لأجل احتلال مكان لهم في كل المحادثات التي تجري بين مختلف الأطراف بسوريا .
كما أنه يقع عاتق الإيزيديين بالخارج لعب دور في هذا المجال وبشكل متعاون ,ليس بشكل يتصرف شخص أو تتصرف جهة بشكل احادي وبدون اخبار الغير .
أرى بأن هذا التصرف وبشكل احادي من قبل أي كان فرد أو تنظيم ,أو من قبل الداخل أو الخارج ليس صحيحا ,وإنما يجب على الجميع التعاون فيما بينهم ,ونبذ الخلافات الجانبية والشخصية جانبا .
ومن دون التنسيق بين الداخل والحارج لايمكن تحقيق ما يريده الإيزيديون ولن يتم تثبيت حقهم في الدستور الجديد ,كما يجب على الجميع عدم الحاق الإيزيديين بالغير مهما كان هذا الغير وإنما يجب التحرك معا كإيزيديين ومن دون انشاء عداوة بين الإيزيديين وغيرهم من الأطراف والجهات السياسية والإجتماعية وهنا نحتاج حتما إلى دبلوماسية نشطة وتحرك عقلاني وتعاون تام لتحقيق ما نريد وإلا فإننا سنفقد كل شئ وسنبقى كما كنا تابعين للغير كما كنا في السابق .