نست لغتها الام
دلبر علي رفو ذات الـ (10 عاما)، عندما كانت تتحدث مع عمها، كانت تتكلم باللغة العربية ناسية لغتها الام، لانها كانت في الخامسة من عمرها عندما اجتاح مسلحي الدولة الاسلامية “داعش” قريتها وتم خطفها مع جميع افراد عائلتها.
تحررت دلبر مع 10 اطفال اخرين من عمرها، يوم 22 شباط 2019 في سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من قبضة داعش، وتعمل الجهات المعنية على ارجاعهم الى العراق.
دلبر قصة تراجيدية اخرى بين قصص الايزيديين، فبحسب اقوال ذويها كانت دلبر طفلة جملية ومحبوبة عندما كانت تسكن مع افراد عائلتها في قرية كوجو التابعة لقضاء سنجار (شمال غربي الموصل)، وكانت في الخامسة من عمرها عندما اختطفها مسلحي داعش وكان مصيرها مجهول لقرابة خمسة اعوام.
تمكن جهاد رفو يوم السبت 23 شباط، من التحدث مع ابنة شقيقه دلبر لمدة خمسة دقائق بواسطة الهاتف الخلوي، بعدما تم ايداعها في منزل عائلة ايزيدية نازحة تسكن بسوريا، من اقاربها.
جهاد قال لـ (كركوك ناو) : “سلمت على دلبر وقلت لها كيف حالك؟ اجابت باللغة العربية وقالت: جيدة… وقلت لها هل تعرفني ردت نعم انت عمي”، مضيفا : “انهلت بالبكاء واشتقت الى الايام التي كنا نعيش سويا في قريتنا كوجو… الآن لاتعرف دلبر اللغة الكوردية”.
قلت لابنة شقيقي دلبر كيف حالك؟ اجابت باللغة العربية وقالت: جيدة… وقلت لها هل تعرفني ردت نعم انت عمي
دلبر كان لديها شقيقين وشقيقتين يكبرانها عمرا، عندما وقعت في قبضة مسلحي داعش في 3 أب 2014 وهم كل من دلدار 15 عاما، ديار 14 عاما مع شقيقاتها كل من شيلان 30 عاما وعمشة 19 عاما، لا يزال مصيرهم مجهولا كمال هي الحال بالنسبة لوالديها.
قالت دلبر اثناء حديثها مع عمها بأنها لم ترى والديها مع اخوانها منذ اكثر من عام، عدا شقيقها ديار الذي رأته قبل حوالي شهر، ولكنها لا تعرف شيئا عن مصيره فيما بعد.
وتابع جهاد بأن دلبر كانت “تسأل عن عائلتها باستمرار وتسأل عنهم اثناء حديثها معي، الا انني قلت لها بأننا نعمل على تحريرهم جميعا، وهذا الكلام افرحها كثيرا”.
وجاء تحرير الاطفال البالغ عددهم 11 طفلا بالتزامن مع قُرب انتهاء سيطرة داعش على المناطق التي كانت تخضع لسيطرته في سوريا ويُسلم مسلحي التنظيم انفسهم الى قوات سوريا الديمقراطية الذين يحاربون التنظيم منذ خمسة اعوام.
دلبر من مواليد عام 2009 قضاء سنجار، القضاء الذي تعرض لاضرار كبيرة بسبب هجمات داعش، وتعرض سكانها الى عمليات القتل والتهجير والخطف، واغلب الذين نجوا من الهجوم لايزالون يسكنون بمخيمات النزوح في اقليم كوردستان.
دلبر تسأل عن عائلتها باستمرار وتسأل عنهم
من مجموع 6417 مختطفا ايزيديا، تم تحرير 3367 شخصا منهم، الا ان مصير المختطفين الباقين لا يزال مجهولا على الرغم من استعادة جميع المناطق التي كانت تخضع لسيطرة داعش.
الاطفال الذين تم تحريرهم جميعهم من اهالي قضاء سنجار، وتسعى الجهات ذات العلاقة باعادتهم الى موطنهم الاصلي بسنجار.
“عماه سأصل كوردستان بعد يومين”، هذه كانت اخر كلمات دلبر اثناء حديثها مع عمها عبر الهاتف النقال من سوريا، ويقول جهاد بانه يعد الدقائق والساعات لاستقبال ابنة شقيقه دلبر.
“في صغرها، كانت دلبر جميلة جدا، لذا اطالب جميع المنظمات والجهات المعنية بالعمل على تحرير عائلتها ولم شملها مع والديها واخوتها مرة اخرى” هكذا وجه جهاد ندائه للجهات المختصة.
يسكن جهاد رفو بمخيم قاديا للنازحين في قضاء زاخو بمحافظة دهوك، وقال “اتمنى ان نتمكن من تحرير جميع افراد عائلة دلبر من قبضة داعش… عندما تصل دلبر الى كوردستان ساتكفل بتربيتها اسوة باطفالي واحبها مثلما احب اطفالي”.
وقال مسؤول مكتب تحرير المختطفين الايزيديين في حكومة اقليم كوردستان، حسين قائد في تصريح لـ (كركوك ناو) ان “الاطفال الذين تم تحريرهم قبل ايام في سوريا، سبق وان تم خطفهم من قبل داعش مع عوائلهم… وتم عزل الاطفال عن ذويهم فيما بعد، وبحسب معلوماتنا قام تنظيم داعش بتدريب بعض منهم في معسكرات خاصة وتم تربيتهم على افكار متطرفة”.
الاطفال الذين تم تحريرهم يوم 22 شباط هم كل من (سفيان خلف سليمان، ماهر خليل ابراهيم، دلبر علي رفو، وسيم اسماعيل، اياد حسين شمو، مصطفى احمد، مازن سليم، خشمان سمير، دلفان خلف، سجاد عباس وصدام حسين)
كركوك ناو – نينوى