انشغل الإعلام السويدي منذ مطلع الأسبوع الفائت وما زال منشغلاً بملف التجسس بعد إلقاء القبض على جاسوسين في أسبوعٍ واحد، الأول يتجسس لصالح روسيا والثاني يتجسس على اللاجئين في نوعٍ فريد من نوعه في تاريخ الجاسوسية العالمية.
القبض على جاسوسين في نفس الأسبوع
بدأ مسلسل القبض على الجواسيس في السويد يوم الثلاثاء الماضي حيث أعلن جهاز الاستخبارات السويدية Säpo إلقاء القبض على جاسوس تم تجنيده من قبل أحد موظفي السفارة الروسية، وقال المسؤول الإعلامي لجهاز الاستخبارات السويدية إنه تم القبض على الجاسوس بعد عقده لاجتماعٍ مع ضابط استخبارات روسي يتواجد في السويد تحت غطاء ديبلوماسي.
وفي وقتٍ لاحق تم الكشف عن هوية الرجل المتهم بعدما كان جهاز الاستخبارات Säpo تحفظ على هويته لاستكمال التحقيقات. الرجل المتهم بالتجسس لصالح روسيا يبلغ من العمر 45 عاماً ويعمل كمستشار فني في شركته الخاصة بصناعة التكنولوجيا. حصل على درجة الدكتوراه من إحدى أكبر الجامعات في البلاد وتم تقديمه في عدة مناسبات على أنه أشهر رجل لمدارس التقنية العليا في البلاد. وبحسب تلفزيون السويد فإن الرجل هو مواطن سويدي ويقطن في مدينة Göteborg. كما عمل لدى شركة فولفو واطلع على برامج سرية في مجال حركة المرور وانظمة السلامة.
الكشف عن بعض التفاصيل
وبعد حوالي 48 ساعة من القبض على الجاسوس الأول ألقت الاستخبارات السرية السويدية Säpo القبض على شخص آخر يشتبهفي قيامه بعمليات تجسس ولكن ضد اللاجئين ولصالح جهاز استخبارات تابع لنظام دولةٍ جاء منها اللاجئون. واختلط الأمر على الناس لذا أوضح بيان Säpo إن الجاسوس الذي ألقي عليه القبض هو غير الشخص الذي اعتقل يوم الثلاثاء والذي جندته الاستخبارات الروسية.
وأضاف البيان إن هذا النوع من التجسس يهدف لمنع اللاجئين من التعبير عن رأيهم، أو توجيه انتقادات لنظام البلد التي فروا منها. ويصنف ذلك حسب القانون بالتجسس غير القانوني على الأفراد، عبر جمع معلومات عن الناس لصالح جهاز استخبارات دولة أخرى. وبعد ساعاتٍ معدودة تم الكشف عن هوية الجاسوس الثاني وهو عراقي يحمل الجنسية السويدية ويبلغ من العمر 45 عاماً ويعمل مساعداً شخصياً، ويدعي إنه ناشط صحفي إذ قيل إنه يصطحب الكاميرا معه باستمرار.
العلاقات الروسية السويدية
التجسس بين روسيا والسويد يعكس العلاقات المتوترة تاريخياً بين البلدين.
.
رغم أن السويد اتخذت للسلام والحياد منهجاً منذ عام 1814 لم ينهي هذا التوتر بين البلدين، فمع صعود الاشتركية مطلع القرن الماضي تحول الخلاف بين الدولتيين الاشتراكيتيين إلى خلاف إيدولوجي، حيث اتجهت السويد نحو الاشتراكية الديمقراطية و دخولها في الحلف الناتو، و توقيعها على اتفاقية البلد المضيف لقوات الناتو بهدف إجراء تدريبات مشتركة على الأراضي السويدية في سبتمبر 2014، ونشر الدول الأعضاء قوات تابعه لناتوا ناتو رداََ على تهديدات للأمن القومي السويدي.
كما صدرت العديد من التحذيرات من مغبة تدخل روسيا بالانتخابات السويدية العام الماضي، بعد فضيحة التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهذا غيضً من فيض من العلاقات المتوترة ويحمل تحت طياته ملف حافل بالتجسس تم الكشف عن بعضه فيما هناك الكثير من الملفات لم يكشف عنها النقاب حتى الآن.