برأي ورأي الكثيرين من المراقبين السياسيين شرقين منهم وغربين، يرون أن الوقت حان “لإعلان تركيا دولة راعية للإرهاب“، وذلك بسبب إستمرار حكومة أنقرة بقيادة الإخواني طيب اردوغان، بتقديم الدعم السياسي والمالي والعسكري والإستخباراتي، للتنظيمات الإرهابية العاملة في كل من سوريا وليبيا والصومال وكينيا والعراق.
وهناك مئات الأدلة الدامغة، التي تثبت تورط السلطات التركية بالعمل مع تلك المنظمات الإجرامية، كأشرطة الفيديو، وجوازات السفر التركية المختومة بأختام نظامية ممنوحة لأفراد تلك المنظمات،هذا إضافة الى فتح معسكرات تدريب خاصة لها في أراضيها. ناهيك عن شحنات الأسلحة التي تقدمها
السلطات التركية لها، وفتح حدودها أمامها.
هذ عدا عن التسهيلات الكثيرة، التي قدمتها المخابرات التركية، للإرهابي الخطير المدعو أبو بنات، المدرج إسمه على قوائم عقوبات مجلس الأمن الدولي لعام 2015 حسب ما وثقت صحيفة «واشنطن إكزامينر» عبر تحقيق أجراه الباحث والكاتب الأميركي مايكل روبن.
ولا يمكن فصل كل ذلك عن شحنات الأسلحة التركية المرسلة إلى التنظيمات المتطرفة، كشحنات السلاح التي تم ضبطها في الموانئ الليبية، كما أثبتت اعترافات العميل إبراهيم شين، الذي كان يعمل لدى وكالة الاستخبارات التركية، والمعتقل حاليآ في باكستان والمنتمي لتنظيم «القاعدة». هذا الأخير كان همزة الوصل بين الاستخبارات التركية والمتطرفين في سوريا وبلدان أخرى، وفق ما جاء في صحيفة «زمان توداي»، خاصة بعد الكشف عن أن رئيس جهاز الاستخبارات التركي حقان المقرب من إيران، متهم بالتورط في تحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية، وفق تقرير موقع “نورديك مونيتو“. هذا إلى جانب شحنات السلاح المرسلة إلى المتطرفين في كل نيجيريا وحركة «حماس» الفلسطينية، وهي شحنات سلاح تركية الصنع والمنشأ والتصدير. ولا يعقل أن يتم كل ذلك، دون علم السلطات الحكومية التركية، وبعيدآ عن أعين أجهزتها الأمنية القوية، التي ترصد دبيب النمل وهي تحمل حبات القمح والشعير، فما بالكم سفن محملة بالسلاح والعتاد والمتفجرات؟
وإعترافات المدعو أبو باسل الغزاوي، وإسمه الحقيقي هو “أبو كرم عبد الجزار“، أحد القياديين التائبين من تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كشف أن تركيا سهلت دخول الآلاف من رفاقه السابقين إلى سوريا وليبيا، عبر حدودها ومطاراتها. هذا الداعشي التائب، كان كان عضوآ في «جند أنصار الله» في البداية،
ثم إنتقل إلى صفوف تنظيم «القاعدة» إلى أن انتهى به المطاف إلى مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، الغزاوي تسلل إلى مدينة بنغازي ليصبح أمير قوات «داعش» فيها، قبل أن يعود هارباً من جحيم بنغازي، بعد تقدم قوات الجيش الليبي، وهزيمة وتقهقر تنظيم الدولة. كا هذه الإعترفات تؤكد حقيقة واحدة ألا وهي رعاية تركيا للتنظيمات الإرهابية السنية في كل المنطقة، وإختلاف هوياتها.
لم يعد الحديث عن إتهامات، وإنما الحديث اليوم قائم على أدلة وإثبتات وقرائن موثقة، وإعترافات ممن كانوا شركاء أساسين من طرف الإرهابيين، في هذه الشراكة القوية التي ربطت وتربط النظام التركي الحالي بالتنظيمات الإرهابية المتعددة. وحان الوقت للمجتمع الدولي إعلان تركيا دولة راعية للإرهاب والإرهابيين، وتقديم قرار للإمم المتحدة لإتخاذه بهذا الشأن، بهدف وضع حد لنشاطاتها التخريبية وتقديم المسؤولين عن ذلك للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل.