–تنغمر جميع منظمات الحزب الشيوعي العراقي بالداخل والخارج في هذه الفترة بالتهيئة لعيد ميلاد الحزب والذي أصبح تقليدأ سنويأ تقام فيه أمسيات خطابية وفنية للتمجيد بالمناسبة .
ولهذا السبب تتواجد شعارات مركزية يجري الألتزام بها وهي مرسلة من قيادة الحزب حول الذكرى.
المناسبة وما فيها من معاني سامية تخص أستمرار عمل الحزب ونشاطه طيلة هذه السنوات التي تعمدت بالتضحية والدم والمعاناة ومحاولة الكثير من الدوائر العراقية والأجنبية أنهاء الحزب عبر سياسات التنكيل والبطش بأعضاءه ومؤازريه لكنها باءت بالفشل وهاهو الحزب باق ويواصل حضوره بالسياسة العراقية .
*لكن هل أقامة الأحتفالات الخطابية والتي على العموم لاتتجاوز غير التمجيد بالذكرى وتاريخ الحزب هي ما يحتاجه وضع الحزب الحالي ؟أم ابراز موقف قوي للحزب من السياسة الحالية في البلد ومسؤولية المساهمين في هذا الخراب من الأحزاب التي تقود السلطة ؟حيث تتصف أغلب الكلمات التي تلقى بهذه المناسبة بالمجاملة للأحزاب الحاضرة للفعالية كضيوف وهم المسؤولين مسؤولية مباشرة عن خراب البلد.
*كذلك الأحتفالات الفنية وخاصة ما يقام منها في الخارج والتي يقتصر الدور المهم لها في الحصول على ربح مادي من الحفل الفني ويبتعد كثيرأ عن المعاني الأخرى في أشاعة فن ملتزم يجسد التزام الفن بقضايا الوطن ومعاناته وله طابع أخر غير ما تقوم به أغلب الحفلات التي تقيمها منظمات الحزب بالخارج والمطربين الذين يحيون هذه الحفلات .
*أتذكر في أحدى السنوات كنت من ضمن لجنة لأعداد الحفل الفني وحينها أحيت المطربة أنوار عبد الوهاب جزء من الحفل أضافة الى فنانيين أخرين .حصيلة الحفل الذين أختلف بأدارته عن السنوات السابقة وهو ما كان موضع أرتياح الناس ،كان الربح المادي فيه معدوم وانما الريع من الحفل غطى مصاريفه فقط .عند تقديم التقرير النهائي حول الحفل لم ينظر الى الجهود التي بذلت للأعداد ونجاح الحفل وأنما كان تفكير أحد المسؤولين منصبأ على الربح المادي وقال (أننا لسنا متعهدي حفلات وأنما نريد ربح مالي لدعم مالية الحزب) .عندها أليت على نفسي عدم المشاركة بأية لجنة تقوم بالأعداد لهذه الفعالية طالما الهدف منها هو الربح المادي.
–وهنا تبرز هذه الأسئلة الملحة :
*اليست المناسبة فرصة للحزب للتقرب من الناس عبر فتح أبواب للحوارات معهم سواء بصحافته أو الندوات والموائد المستديرة والتي يبغي فيها الحزب أدراك مدى تقبل سياسته من قبل المواطنين (كثيرأ ما نذكر بأن سياسة الحزب واضحة بشأن الموضوع الفلاني أو غيره ولكن هل أدركنا ذلك من خلال الحديث مع الناس أم نتصور نحن ذلك)؟
*هل وضعت قيادة الحزب أو اية منظمة بالداخل أو الخارج خطة لمعرفة الأسباب التي تجعل من الحزب رقمأ غير مؤثرا بالساحة السياسية تبعأ لسياسته في مدى عام كامل مضى عبر أستشفاف ذلك من خلال طرق متعددة كالاستفتاء العام عبر الأنترنيت أو بطرق أخرى (كثير من المؤسسات تقوم بعمل أستفتاء عام سنوي لمعرفة نوعية ما تقدمه من عمل وتقبل الناس له وأرتياحهم سواء لأفراد المؤسسة أو طبيعة أدائها بل حتى الموظفين هنالك أستفتاء داخلي سنوي يقدم لهم حول عمل مؤسستهم وعلاقتهم بمسؤوليهم ومن خلاله تجري معرفة تفاصيل كثيرة لايمكن رؤيتها بالحياة اليومية وتوضع خطط مستقبلية للمؤسسة على ضوء تلك النتائج)؟
* متى تكون كلمة الحزب المركزية بهذه المناسبة واضحة المواقف وصريحة وجريئة في وضع النقاط على الحروف بما يخص الموقف السياسي للحزب بأحداث البلد الحالية وحتى ما يمكن طرحه من قضايا تخص وضعه الداخلي بشتى المجالات والتي أصبحت مثار حديث الناس ؟
–أحتفالات الحزب بعيد ميلاده هي فرصة سانحة لكل الحزب للأستفادة منها في أعلاء شأنه وأبراز دوره بالمجتمع وتأثيره المباشر في الكثير من القضايا وهذا لا يأتي فقط بالتغني بالماضي مثلما تجري عليه العادة بأحتفالاتنا بقدر ما يجب أن تكون هنالك رؤية جريئة وصريحة للمستقبل موازية للماضي الذي نتغنى ونعتز به ولكي لا تكون فعالياتنا هذه تقتصر على جمهور محدد وخاصة كبار السن ويبتعد الشباب عنها (الشباب يكيفون على الحفل الفني للغناء والرقص وليس شيء أخر) لأنهم لا يجدون روابط كثيرة معهم بما نطرحه من أفكار للمستقبل .
*هذه الأفكار بلاشك بحاجة الى فهم حضاري لدور الحزب الجديد بالمجتمع وهو يختلف كليأ عما كان عليه بالسابق تبعأ للظروف الجديدة لعمله ويتطلب كل هذا أدراكا واعيأ ممن يقود ويخطط وينفذ هذه الفعاليات ويفسح المجال للأفكار الجديدة .
–في الختام علينا أستثمار كل الفرص وأستغلال كل اللحظات التي تتاح لنا مع الجمهور خاصة وأن لنا جمهور كبير يعتز ويفتخر بالحزب ودوره بحياة مجتمعنا ولكنه بدأ يبتعد عنا بالسنوات الأخيرة بسبب سياستنا الغير مقنعة له وهذا ما يحفزنا لأجل التقرب من جديد اليهم بهذه المناسبات والتي يعتزون بها ويحضروها لأنها تمثل جزء مهم من تأريخهم الشخصي ولكننا مطالبين بنفس الوقت ببعث روح المشاركة الواعية فيهم من جديد عبر أقناعهم بالشكل الجديد لسياسة الحزب والتي تنسجم مع مصالح شعبنا وتعيد لحزبنا دوره الطليعي في التصدي للسياسات الرافضة لحكم الطوائف والمحاصصة والفساد قولأ وفعلأ وبناء مجتمع مدني حضاري وأساسه عزل الدين عن السلطة .
* ويبقى السؤال الأهم هل نحن قادرون على فعل ذلك أم نكتفي بالشكل الروتيتني لأحتفالاتنا ونرى الناس تنفض من حوالينا سنة بعد أخرى وتبقى فقط نخبة كبار السن هي من تحضر هذه الأحتفالات ؟