يوم ١٧ فبراير ٢٠١٩ حدثت واقعتان بشكل متزامن في مدينة ميونيخ الألمانية وهذان الحادثان أظهرا هجوما جديدا ضد النظام الإيراني.
الموضوع الأول كام فحوى المؤتمر الذي أكد على الدور المخرب للنظام الإيراني والثاني هو موضوع مظاهرات الإيرانيين ومناصري المقاومة الإيرانية المنددة بحضور ظريف وزير خارجية النظام في هذا المؤتمر.
المؤتمر المذكور كان يعقد اجتماعه الخامس والخمسين من المؤتمرات الأمنية في ميونيخ التي بدأت بالانعقاد منذ عام ١٩٦3 وحتى الآن في كل عام من هذا الشهر في مدينة ميونيخ.
وقد استمر المؤتمر هذا العام من ١٥ وحتى ١٧ فبراير ٢٠١٩ شارك فيه أكثر من ٦٠٠ مسؤول حكومي وخبير بارز في الشؤون السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية من دول مختلفة في أنحاء العالم.
تصريحات مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي كان تكرارا لمواقفة في وارسو بلهجة أكثر حسما ضد النظام.
وبالإضافة لهذا، وأثناء زيارته لمخيم أوشفيتز وجه ضربة قوية للنظام الإيراني بأكمله مقارنا إياه بنظام هتلر.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة «مردم سالاري» الحكومية في عددها يوم الأحد ١٧ فبراير “الآن تزداد ضغوطات حكومة ترامب من أجل دفع الاتحاد الأوروبي واللجنة الأوروبية الثلاثية المكونة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا للخروج من الاتفاق النووي في الأسابيع الماضية وخاصة بعد الإعلان عن إطلاق قناة مالية تجارية خاصة للتعامل التجاري مع إيران اينستكس. وهذه الضغوطات تجلت في مؤتمر وارسو وفي الانتقادات الشديدة التي وجهها مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي لنهج أوروبا في الإبقاء على الاتفاق النووي”.
وقد تحدثت السيدة أنغلا ميركل المستشارة الألمانية خلال مؤتمر ميونيخ صراحة عن التدخلات المميتة للنظام الإيراني وصرحت بأن أمريكا وأوروبا لهم هدف واحد في منطقة الشرق الأوسط وهذا الهدف هو كبح جماح الدور الإيراني المخرب”.
والإرهاب الحكومي للملالي على أرض أوروبا كان موضوعا وضع وزير خارجية النظام جواد ظريف في زاوية الحلبة في هذا المؤتمر.
وأفاد سكاي نيوز حول هذا “في مؤتمر ميونيخ الأمني كان ظريف غاضبا ومنفعلا ولم يوصل أي رسالة إيجابية للأوروبيين والأوروبيون يقولون بأن النظام الإيراني يغذي الصراعات وعد الاستقرار والحروب في منطقة الشرق الأوسط والنظام في هذا المؤتمر كان في عزلة تامة”.
وبالتزامن مع كلمة وزير خارجية النظام في المؤتمر الأمني ميونخ احتج مناصرو المقاومة على تواجده في هذا المؤتمر من خلال عقدهم لمظاهرات كبيرة. وأكد الإيرانيون بأن ظريف أحد أعضاء المجلس الأعلى لأمن النظام وهو متورط في جميع القرارات المتعلقة بالمخططات الإرهابية والإجرامية للنظام ومن بينها مخطط التفجير الإرهابي لتجمع المقاومة في باريس في تاريخ ٣٠ حزيران ٢٠١٨.
وطالب مناصرو المقاومة خلال مظاهراتهم التزام المجتمع الدولي بالمطالب الثمانية للمقاومة الإيرانية والتي تم الإعلان عنها مسبقا من قبل السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية. وهذه المطالب عبارة عن:
1- وضع كامل قوات الحرس ووزارة مخابرات الملالي على قوائم الإرهاب الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
2- طرد مرتزقة مخابرات الملالي وقوات القدس الإرهابية من أمريكا وأوروبا.
3- إحالة ملف انتهاك حقوق الإنسان في إيران لمجلس الأمن الدولي.
4- إحالة قضية مذبحة السجناء السياسيين لمحكمة الجنايات الدولية.
5- طرد النظام اللاشرعي من الأمم المتحدة والاعتراف رسميا بتمثيل المقاومة العادلة للشعب الإيراني.
6- إخراج الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وقواتها من سوريا والعراق واليمن وافغانستان.
7- إجبار الحكومة العراقية على دفع ما يساوي قيمته قيمة مملتكات وتجهيزات ومعدات وأسلحة ومقرات منظمة مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني.
8- الاعتراف رسميا بشرعية مقاومة الشعب الإيراني لإسقاط الفاشية الدينية وبحق الشعب الإيراني بنيل الحرية والمساواة وحق الشعب الإيراني بإستعادة سيادته.
وفي هذه المرة كان للمظاهرات وتجمعات الإيرانيين انعكاس واسع على موقع العين الإخبارية الإماراتي الذي أفاد: ” في المسيرات التي شكلها عدد كبير من الإيرانيين خارج البلاد تمت إدانة مشاركة ظريف في المؤتمر الأمني في ميونيخ بسبب تورط نظام ولاية الفقيه في زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم وقالوا بأن هذا المؤتمر ليس مكانا لتواجد الإرهابيين.
وطالب المشاركون في مسيرة ميونيخ وقف سياسات التماشي مع نظام ولاية الفقيه الذي مازال يحكم إيران منذ أربعة عقود. وأشاروا بأن رسالتهم النهائية لعلي خامنئي وحسن روحاني رئيس الجمهورية بأن كل شئ قد انتهى ونظامهم آيل للسقوط لا محالة… وقال المشاركون في مسيرة ميونيخ بأن المقاومة الإيرانية التي يقع مقرها في باريس هي البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام الداعم للإرهاب…”
والحقيقة هي أن مشهد مؤتمر ميونيخ وعقد المظاهرات وحضور أبناء وطننا الغيورين والداعمين للمقاومة الإيرانية بالتزامن مع عقد هذا المؤتمر هو شهادة على شرعية المقاومة الإيرانية وفشل وعزلة نظام الملالي أكثر فأكثر.
واليوم وأكثر من أي وقت مضى يمكن رؤية ضعف و ذل الدكتاتورية الدينية بأم العين وشرعية شعارات الشعب في شوارع طهران ومشهد واصفهان وشيراز أثبتت أن الموت هو مصير كل دكتاتورية في معركتها مع الشعب والحرية هي من حق كل أمة عقدت عزمها بثبات على التغيير.
*كاتبة إيرانية