السلطات الحاكمة ودورها في تعيين “أمراء” الايزيدية في الماضي والحاضر..
كان للسلطة التي تحكم مناطق الشيخان على مر التاريخ دوراً في إختيار الامير (ميري شيخان)، إحيانا بشكل مباشر وسافر، وأحيانا اُخرى بشكل غير مباشر..
والسبب ببساطة ان (شيخان)، ليست إمارة مادية بمقومات الدولة التقليدية (الارض والشعب ونظام حكم)، فمنذ مقتل الشيخ حسن الثاني على أيدي والي الموصل بدرالدين لؤلؤ، لجأت الإمارة الايزيدية للتحول من الشكل الكلاسيكي-المادي الى الشكل المعنوي.
حريٌ بالذكر في هذا المضمار، أن كافة الإمارات الايزيدية الاخرى في التاريخ انهارت ولَم يبقى لها وجود مثل الداسنية، الدوملية، المحمودية، إمارة كليس، بل وحتى النظم الاجتماعية-الحاكمة التي كانت تشبه هيئة الإمارات مثل الخالتانية والدنادية والهسكانية وطور والهبابات وتحالفات الجوانبية والخوركانية، بدءاً من بحر (وان) و(روها) و(سروج) وهضبة ماردين الى النظم الاجتماعية في أطراف جبل سنجار و”إمارتها” -ان صح التعبير في زمن (خان علي). كلها أزيلت من الوجود ولم يبقى منها سوى شرذمة عشائر وغالبا وفق نظام “المختارين”، لأنها كانت مبنية على أسس مناطقية ونفوذ “حكم-سياسي”، وانتهت بسبب تقوية شوكة نظام الدولة العثمانية وحملات الإبادة التي شنتها والأسلمة الإجبارية والتهجير ..
لكن الشئ أبقى على إمارة شيخان هما بالأحرى سِران: (معبد لالش)و(السلطة الروحية)، التي كانت تفتقر إليها بقية الإمارات الايزيدية. هذه السلطة الروحية لا تلتزم بمكان معين ولا بسلطة فعلية، فأيما كانت الدولة والنظام الإداري، يظل الامير الايزيدي يحافظ على وجوده. ولابأس ان يكون الامير مثل المواطنين العاديين، يراجع دوائر النفوس والشرطة والدرك ويجامل العسكر والمدراء الإداريين التابعين للعثمانيين وولاياتهم المتنوعة او أية سلطة حكومية لاحقة سواء في العهد الملكي او الجمهوري او في ظل الأنظمة الحزبية الحالية، بل وحتى نائب العريف في مركز شرطة باعذرة. كل هذا لا يقلل من قيمته الروحية التي تتجاوز السلطة المادية عابرة للحدود والأنظمة السياسية، وكأنها “مملكة روحانية” مستقلة عن مجريات الدنيا “الفانية” …
لهذا أيضا كان للسلطات الكردية “أو الغير كردية” الحاكمة في بهدينان وولاية الموصل، متى ما استقوت شوكة إحداها على الاخرى، دورا مهما في إختيار الامير وخلعه وتبديله.
فلو راجعنا صفحات التاريخ، نجد حوادث مشابهة لوقتنا الحاضر، أذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
1. قاد حسن بن سيف الدين أمير ئاميدي سنة ١٥٣٤ حملة على إمارة داسن والشيخان بعد ان أصبح مواليا للصفويين، واستولى على هذه المناطق وضمها لملكه. فكان امير الشيخان مواليا لإمارة العمادية. -تجدر الإشارة الى أن هذه الموالاة لعبت دورا متميزا في علاقات الصداقة بين الايزيدية واكراد بهدينان-.
2. في عام ١٧٩٠، زحف اسماعيل باشا، أمير إمارة بهدينان (ئاميدي) على منطقة الشيخان، قتل الامير جولو بك، وعين مكانه خنجر بك.
3. بعد أربعة سنوات غضب اسماعيل بك من خنجر بك، وسجنه وجعل حسن بك ابن جولو بك أميرا على الايزيدية.
4. عين الفريق عمر وهبي سنة ١٨٩٦ ميرزا بك أميرا على الايزيدية بعد ان قام بنفي علي بك الامير الفعلي.
وحوادث اخرى كثيرة مشابهة، لهذا من الطبيعي جدا ان تحاول السلطات الحالية في العراق وكوردستان ان تلعب دورها في إختيار الامير، لضمان الولاء أوعلى الاقل لتحييد دوره او لضمان حسن العلاقات معهم. فليس ضرورياً تضخيم هذه المخاوف من جانب الشارع الايزيدي، بشكل يتجاوز الحجم الطبيعي.
فما يهم الايزيديين -برأيي المتواضع- أمور أخرى ماوراء ذلك: وهي إنهاء الفوضى والعشوائية الموجودة في المؤسسة الدينية بشكل منظم وعلى أيدي النخبة الايزيدية المثقفة وتطويرها إعتماداً على المقاييس التي تصب في خدمة المجتمع. وعلى الايزيديين ان لا يطالبوا بأمير مكروه من السلطات الحاكمة -فهذا ضرب من الخيال-، بل بشخص يمتاز بإحترام وتقدير عندهم، شرط ان لا يكون طبالاً ولا يأخذ أوامره من مخبرجية أو يخاف منهم، بل ان يكون على تواصل مباشر مع القيادات السياسية والإدارية في كوردستان بشكل متوازن يحافظ على مكانته واستقلاليته وابتعاده عن الانتماءات الضيقة.
الشئ الأهم من جانبنا كأيزيديين هو التركيز على المؤسسة أو المجلس ذو الصلاحيات الواسعة في مجال الشأن الايزيدي الاجتماعي-الديني بعيدا عن الحزازيات السياسية والجدالات العقيمة، والذي سيكون مسؤوليته الاهتمام بواقع ومستقبل الايزيدية ويضمن تجاوزهم محنة مرحلة الإبادة وما بعدها؛ والمحن القادمة الأكثر خطورة على أجيالنا في الوطن والمهجر.
لذا اعتقد أن تثبيت هذا المجلس وتحديد صلاحياته بإشراف الامير القادم أهم بكثير في هذه المرحلة، هذا الإصلاح الذي ننادي به منذ قرابة عشرين سنة ولَم نتوصل الى نتيجة مرضية لحد الان بسبب التجاذبات السياسية وسياسة الامير الراحل الحذرة و”التأجيلية”. فلو كان هناك مجلس فعلي لما كان صعبا اليوم تحديد الآليات الحديثة لتنصيب الامير الجديد، التي يتوجب عليها ان تكون متكافئة مع هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا. فلا يهمنا -مثلا- ان تكون أمه من بيت المير او من زرباطية، المهم ان يعرف كيف يتصرف في خدمة المجتمع بنزاهة وشفافية وأمانة. ويهمنا ان يتوافق أبناء بيت المير فيما بينهم لما هو أصلح وأكثر واقعية وأكفأ لنا ولهم؛ فشخص واحد منهم فقط يكتسب لقب الامير، أما البقية فعليهم ان يتفرغوا لحياتهم الطبيعية مثل بقية الايزيديين، ومن حقهم أن يعتزوا بسلالتهم، كما نعتز بهم، لكن دون أن يأتي كل يومين أحدهم ويعمل نفسه أمير البر والبحر والجو ويخلق مصطلحات وصفات ليس لها وجود حتى في قواميس المجانين، (استروا علينا، نحن شعب مسكين لايزال سيف العدو على رقبتنا وخنجر الخائن في خصرنا، الله يستر عليكم)…
وأخيراً أعتقد أن عدم تشكيل هذا المجلس تزامنا مع تسمية الامير، سوف يعني لن يكون هناك أميرا شاملا وفعلياً، بل مجموعة من الأشخاص ومنتحلي صفة الامير مدعومين من هنا وهناك، ولن يقبل أحدهم الاخر وسيصبحون مضحكة العصر الحجري. وسيكونون قد قضوا بأنفسهم على هذه الصفة في سلالتهم ويزيلون هذا العنصر الجميل في هيكلية الايزيدية. الشئ الذي لا نتمناه لهم ولا لأنفسنا…
ميرزا دنايي
روما في ٤ مارس ٢٠١٩
عفواً إستادي العزيز الحكام لم يتدخلوا يوماً في تنصيب الامير الئيزدي لانهم لم يكونو يعلمون أنهم ئيزديون أبداً إلا أمراء العمادية و الموصل في 1790 ثلاث أميار بدلوهم بالذبح وبعكس مما ذكرت العمادية قتلت جولو وعينت خنجربك والموصل قتلت خنجر بك وعينت حسن بك وضمت إمارة الشيخان إليها حتى اليوم فريق باشا فشل وصدام فشل أيضاً
حسين بك لم يعين أميراً للئيزديين هو عيّن باشا علموصل وأربيل ولما علم إنه ليس مسلمً قتله فوراً ونفس الشيء بالنسبة لئيزدي ميرزا
أما الأهم فهو :
((إنهاء الفوضى والعشوائية الموجودة في المؤسسة الدينية بشكل منظم وعلى أيدي النخبة الايزيدية المثقفة )
وقد طرحنا رأياً أرفقته كتعليق لبيان بيت الإمارة إليكم نصه :
في البيان الأول بهذا الخصوص إقترحنا أن تتولى لجنة محايدة هذا الملف يكون رئيس اللجنة من غير القاطانيين , هذه اللجنة تكون بديلاً لمفوضية الإنتخابات وتستعين بكوادر مستقلة لإجراء الإنتخاب , أما الترشيح في رأيي أن يُترك الأمر لبيت الإمارة وهم خمسة إخوة أحفاد ميان خاتون كل أسرة ترشح أكفأ الأفراد من أسرتها فيكون عندنا خمسة مرشيحين ، تتولى اللجنة إنتخاب أحدهم , أو يُطرح للملة لينتخب أحدهم
أما شرط الأب والأم من كذا أو كذا …… فهذا هُراء ، جميع البصمير هم شيوخ شيخوبكر وأحفاده ولم يتسموا بالبصمير قبل زمن جول بك في 1800 م , هذا الشرط فرضته المرحومة ميان خاتون لتحصر الإمارة في إبن كنتها المُفضّلة وهي داي خوخ المرحومة أم الأمير الراحل تحسين بك . كفى هُراءً , أصلاً القاطانيون هم فقراء وليسوا شيوخاً
يجب على الئيزديين أن يثبتو وجودهم كفى ألعوبةً بيد الناس , إن تحرّكوا فلن يتدخّل أحد في شئونهم إلاّ بعد أن يتقاعسو ويفشلو وثبتون عجزهم
الذي أبقى على معبد لالش سالماً والسلطة الروحية قائمة هي (العهدة العمرية) التي نصّت على سلامة الأديرة المسيحية السابقة وعدم مسّهامقابل الجزية فادعى الئيزديون إنه دير , وهو ليس بدير لا أثر للمسيحية فيها اما أده و مار حنا فهو الشيخ عدي نفسه وتلميذٌ له إلتحق به (( دعوةً أو طوعاً )) إسمه عبد المسيح للتغطية ( هذا مثبت في مخطوط منسوب للشيخ عدي والرفاعي ) ـ (مار أده) بالسريانية يعني الشيخ عدي وهذا هو الإسم الذي يطلقه السريان عليه ــ حتى نهاية الحرب الأولى كان الئيزديون يستخدمون بغال الدير ورجل مسلم من بيت حسن رحو يسكن بحزاني حتى اليوم كان هو يتقدم قافلة النياشين الئيزدية إلأى لالش أو باعذرة, دير ألقوش أيضاً معبد شمساني ئيزدي وإسمه من أسم الشمس إسم فارسي هتى اليوم نحن نسميه دير ملك فخردين والمسيحيون يسمونه دير هرمز وهرز أسم فارسي مشتق من هورمزدا تسمّى به أربعة شاهنشات ساسانية مهمة لا بل خمسة فالأخير لم يدم بضعة شهور وخلع أثنا فوضى السقوط الساساني ………… الحديث طويل وشكراً على إطلاعتك علينا بعد الغيبة