الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاخبار منوعةهكذا دفن انفجار 10 آلاف جندي ألماني أحياء بالحرب الكبرى

هكذا دفن انفجار 10 آلاف جندي ألماني أحياء بالحرب الكبرى

 
.

قبيل معركة باشنديل التي وقعت بين أواخر شهر تموز/يوليو 1917 وتشرين الثاني/نوفمبر من نفس السنة، اتجه البريطانيون للسيطرة على بعض التلال الواقعة قرب مدينة ميسن (Mesen) بمقاطعة فلاندرز الغربية البلجيكية، حيث اعتبرت هذا التلال منطقة حيوية للبريطانيين من أجل تأمين مواقعهم قرب بلدة إيبر (Ypres) البلجيكية.

في غضون ذلك، هيمن الألمان على تلك التلال منذ خريف سنة 1914 وعلى مدار نحو 3 سنوات حصّن الجيش الألماني مواقعه في هذه المنطقة ليجعل منها مع مرور الوقت قلعة منيعة قادرة على الصمود في وجه أي هجوم محتمل من الحلفاء.

صورة لعدد من الجنود البريطانيين المشاركين بمعركة ميسن
.
صورة لأحد المدافع البريطانية خلال عملية قصف التلال القريبة من ميسن
.صورة التقطت من قبل احدى الطائرات البريطانية تبرز حجم القصف الذي تعرضت له المناطق القريبة من ميسن قبل الإنفجارات.
صورة جماعية لجنود بريطانيين عقب معركة ميسن.
جانب من الجنود البريطانيين خلال معركة ميسن.

وأمام ضرورة السيطرة على التلال لضمان تقدمهم خلال الفترة التالية، حاول البريطانيون تجنّب حمام دم مكلف في حال مهاجمتهم بشكل مباشر لهذه المنطقة المحصّنة، الأمر الذي قد يتسبب في انهيار معنويات جنودهم، ما سيؤثر بشكل سلبي على مستقبل الحرب.

وبينما عرض البعض محاصرة المنطقة وتجويع الألمان المتحصنين هناك، خيّرت القيادة العسكرية اعتماد تقنية فريدة من نوعها تقتضي حفر أنفاق عميقة انطلاقاً من المواقع البريطانية ووصولاً إلى مناطق الدفاعات الألمانية لوضع كميات هائلة من المتفجرات تحتها وتفجيرها قبل بدأ الهجوم.

وقبل نحو سنة من بداية الهجوم على التلّ، باشرت فرق مهندسين تابعة للجيش البريطاني بمهمة حفر الأنفاق، والتي قدّر عمقها بما بين 20 و50 متراً تحت سطح الأرض.

وبالتزامن مع ذلك، كانت هذه المهمة محفوفة بالمخاطر، حيث كانت هذه الأنفاق قادرة على الانهيار في أية لحظة في حال كشفها من قبل الألمان الذين لم يترددوا في اعتماد جانب من الإجراءات البدائية للتأكد من عدم وجود جنود بريطانيين تحتهم.

خلال تلك الفترة، وضع البريطانيون ما يقارب 500 طناً من المتفجرات تحت نحو 20 موقعا ألمانيا محصّنا على التلال القريبة من مدينة ميسن.

صورة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج
صورة لعدد من الجنود البريطانيين وهم بصدد سحب مدفع خلال المعركة قرب ميسن.
صورة ملونة اعتمادا على التقنيات الحديثة لعدد من الجنود الألمان بالخنادق خلال الحرب العالمية الأولى
صورة لعدد من الجنود الألمان داخل الخنادق بالحرب العالمية الأولى

وليلة الهجوم، قدّم أحد المسؤولين البريطانيين تصريحاً للصحافة أعلن من خلاله أنه ليس متأكداً مما إذا كان الهجوم سيغيّر التاريخ، لكنه على يقين أنه سيغّير الجغرافيا.

وقبل بداية الهجوم بنحو 17 يوما، استعان البريطانيون بحوالي ألفي مدفع وأمطروا مواقع الألمان بعدد هائل من القذائف قدّر بأكثر من 3 ملايين قذيفة.

فضلاً عن ذلك، استعان الجيش البريطاني بطائراته لإحداث ضجيج بالمنطقة من أجل إخفاء أصوات الدبابات التي جيئ بها خلسة للمشاركة بالمعركة.

قبل دقائق من الهجوم هفتت أصوات المدافع وخيّم هدوء غريب على المنطقة. وفي حدود الساعة الثالثة وعشر دقائق صباحا من يوم 7 حزيران/يونيو سنة 1917، أعطيت إشارة الإنطلاق ليقدم البريطانيون على تفعيل المتفجرات، ولتشهد المنطقة 19 انفجارا مدويا دمّرت المواقع الأمامية الألمانية وتطايرت على إثرها جثث الجنود الألمان في الهواء.

وفي الأثناء، مثلت هذه الانفجارات إشارة الانطلاق لبداية الهجوم والذي استمر أسبوعا وانتهى بسيطرة البريطانيين على المنطقة.
وبحسب المصادر البريطانية، أسفرت الانفجارات 19 صباح يوم 7 حزيران/يونيو 1917 عن مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف جندي ألماني دفعة واحدة خلال بضعة ثوان، حيث دفن جلّهم أحياء بمواقعهم المحصّنة بالخنادق. وإضافة لتسببها في ظهور حفر عميقة لا تزال واضحة إلى يومنا الحاضر.

أدت هذه الانفجارات حينها لظهور هزة أرضية خفيفة، وأصدرت صوتا قويا صنّف واحدا من أقوى أصوات الانفجارات التي سبقت ظهور القنبلة النووية.

وأيضا بحسب الصحافة البريطانية، امتد صوت الانفجارات لمئات الكيلومترات ليسمع بالعاصمة لندن حيث قيل إنه بلغ مسامع رئيس الوزراء البريطاني حينها ديفيد لويد جورج.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular