قبل يومين، أعلن في إقليم كردستان عن اتفاق سياسي شامل بين الحزبين الرئيسيين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بحضور ممثلي الحزبين نيجيرفان بارزاني وكوسرت رسول حيث تم الاتفاق على تشكيل حكومة الإقليم وعقد جلسات برلمان الإقليم واختيار “محافظ لمدينة كركوك”.
إلا أن هذا الاتفاق حول المدينة التي دخلتها القوات العراقية في أكتوبر الماضي وانتزعتها من البيشمركة، أثار غضب وامتعاض باقي مكونات كركوك من عرب وتركمان ومسيحيين، ولم يرق للكثير من مواطني كركوك. كما أن عدداً من السياسيين التركمان والغرب اعتبروه مجرد اتفاق بين حزبين، وأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
وفِي هذا السياق، شدد استبرق يازراوغلو القيادي في الجبهة التركمانية العراقية على أنه لا دخل لمنصب محافظ كركوك في اتفاق الحزبين وأن هذا الاتفاق لا يعني شيئاً لمكونات كركوك.
كما أكد يازراوغلو لـ”العربية.نت” أن اسم الشخصية المطروحة عبر الاتفاق المذكور لمنصب محافظ كركوك شخصية حزبية وسبق أن جربها أهل كركوك، فهي لم تقدم شيئاً لهم، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية، تساءل: “كيف يتفق الحزبان فيما بينهما دون مشاورة مكونات كركوك الأساسية التركمان والعرب وغيرهم؟”.
إلى ذلك، أضاف “منصب محافظ كركوك يجب أن يكون من حصة التركمان لأنه طيلة الفترة الماضية منذ عام 2003 حتى اليوم لم نستلم منصب محافظ كركوك، بينما تسلم الكرد والعرب هذا المنصب ولم يخدموا أهالي المدينة”.
وتابع يازراوغلو “جربناهم ولم يقدموا شيئاً للمدينة، الآن دعوا التركمان يجربون بعد أن فشل الآخرون في تقديم الخدمات لكل مكونات كركوك.”
“كركوك ليست مدينة فوضى”
من جانبه، اعتبر الشيخ برهان العاصي عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون العربي أن الإساءة إلى الديمقراطية بدأت عندما استلمت الأحزاب الكردية السلطة في المدينة منذ عام 2003 وهل هذه هي الديمقراطية الحقيقية التي مارسها السياسيون الكرد أم لا؟
بعد رفع علم إقليم كردستان العراق على مباني المقرات الحزبية الكردية في محافظة كركوك الغنية بالنفط، اندلعت أزمة جديدة بين..
كما أكد لـ”العربية.نت” أن “كركوك ليست مدينة فوضى، ولا يحق لكل من هب ودب أن يملي على مكوناتها ما يريد منفرداً”، وفق قوله، مشدداً على أن سياسة القائد الأوحد قد ولت، وفق قوله.
وأضاف أن “العرب هم أكثر مكونات كركوك عدداً وأن الاتفاقات السياسية التي تخص كركوك يجب أن تمر عبرهم ومع كل مكونات المدينة، وليس عبر إملاءات تأتي من خارجها”.
إلى ذلك أوضح “أن كركوك محافظة عراقية ووضعها يخص الحكومة الاتحادية ولا يجوز أن يتدخل كردستان في تفاهمات حولها، فهذا أمر مرفوض.”
“الأغلبية للكرد!”
وطالب أن يبقى الوضع على ما هو عليه لحين إجراء انتخابات نزيهة، تحدد الاستحقاقات للمكونات في كركوك وأن تكون بإشراف الأمم المتحدة والإقليم.
في المقابل، قال غياث السورجي، عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، لـ”العربية.نت” إنه “إذا كنّا نؤمن بالديمقراطية فهذه هي الديمقراطية، لأن أغلبية مقاعد مجلس محافظة كركوك هي من حصة الكرد وأغلبية أصوات الناخبين في كركوك هي من الكرد”.
وذكر أنه عام 2014 حصل الكرد في الانتخابات البرلمانية على 8 مقاعد والتركمان على مقعدين والعرب على مقعدين، مضيفاً “إذن لا بد أن يكون منصب محافظ كركوك للأكراد”.
يذكر أن كركوك مدينة عراقية نفطية تقع في شمال العراق، يسكنها حوالي مليون نسمة، حسب آخر إحصاء للسكان.
كما تعتبر من أهم مدن النفط بعد البصرة، ويسكنها خليط من العرب والتركمان والكرد والمسيحيين وكذلك بقية الطوائف الدينية والعراقية الأخرى.
وتعاني كركوك من مشاكل سياسية كبيرة، نتيجة خلافات بين مكوناتها، وسعي الجميع للحصول على مزيد من المكاسب.