قد يستغرب القارئ من العنوان لسبب بسيط جدا إن اغلب الصراعات لا ينتج عنها إلا القتل والدمار والخراب ، والصراع القائم بين الكبار شهد العديد منها في مشاهد مروعة للغاية .
ما يجرى في سوريا واليمن والعراق وغيرهن من الدول الأخرى صورة حية للصراع الأمريكي وحلفائها من جانب ، والروسي وحلفائها من جانب أخر بلدان بلغت عدد ضحاياه الآلاف من القتلى والجرحى ومشردين في العراة ، وخيارات الكبار في إنهاء هذا الوضع ثلاث الأول المواجهة المباشرة وجه لوجه،وهذا الخيار بطبيعة الحال سيكلفها الكثيرمن الخسائر، لذا لن نشهد هذا الأمر وفق حساباتهم،والأمر الثاني الانسحاب أو التنازل للأخر،وهذا الأمر من المستحيل حدوثه لأسباب عدة ، والثالث وضع حد لهذا الوضع المأساوي التي تعيشه اغلب دول العالم من مخاطر الصراع والتهديدات القائمة ، ووقف مسلسل الدم والتدمير للدول كثيرة ، وما أكثر الدعوات التي نسمعها من دول النزاع بضرورة وضع حل سلمي وشامل للنزاع ، وإقامة عدة لقاءات مشتركة ومؤتمرات دولية ، لكن في الحقيقية غير ذلك مطلقا لا توجد أي بوادر أو مؤشرات لإنهاء هذه المعاناة من الكبار أو بلورة حل شامل أو جزئي للقضية في وقتنا الحالي ، بل على العكس المساعي تصب في إطالة هذا الصراع لأسباب شتى .
الأسباب التي تقف وراء مواقف الكبار عدة في أطالت أمد النزاع عدة منها لو فرضنا جدلا تم الحل تحت إي عنوان أو مسمى بمعنى أوضح الأسباب أو الدوافع لوجودها العسكرية قد زالت أو انتهت الحاجة منها ، وبذلك أصبحت مسالة وجودها لا يمكن القبول ، وهي أصلا تدخلت دون موافقة رسمية أو مسوغات قانونية ضمن الأعراف الدولية المعروفة ، ومطالب عدة جهات برحيل هذه القوات الغازية تخوفا من تفاقما الأمور نحو الأسوأ والتصعيد، و حجة مخاطر وتهديد وسيطرت الجماعات المسلحة في أصبحت في مستويات جدا محدودة قياسا للأوقات الماضية ،ويمكن خلال أيام القضاء عليها نهائيا ، لكن الكبار لديهم رأي أو رؤية أخرى في أمر الانسحاب والوجود العسكري الواسع،وحجم التحشيد العسكرية من حيث العدة والعدد ، وبناء القواعد العسكرية في عدة مناطق علامات ودلائل دامغة بأنهم مصرون على البقاء ، وتعزيز وجودهم ونفوذهم .
لم تقتصر المكاسب أو المنافع للدول المستفيد من هذا الصراع على الأمور على جانب محدد فحسب،بل شمل عدة جوانب مادية ضخمة للغاية ،وابرم عدة اتفاقيات في مجال بيع الأسلحة ، وعقود تجارية واقتصادية ، وورقة انتخابية تستخدم في الدعائية الانتخابية ، وقد تحقق هذا المعنى من خلال تجربة الانتخابات السابقة لعدة دول ,والمهم ورقة ضغط وتهديد ضد دول من اجل دخولها في تشكيل التحالفات الدولية التي تخدم مصالحهم ،والاهم من ذلك دول عربية وإسلامية دفعت ودعمت هذا النزاع ماديا وإعلاميا ودينيا ، وأكثر من ذلك بكثيرمن اجل ضمان بقائها في السلطة على حساب دماء الأبرياء .
هذه الأسباب وغيرها تجعل الدول تعمل على أطالت هذا النزاع في هذه الدول العراق – سوريا – ليمن وغير هن ، لأنه يخدم مشاريعهم ومخططاتهم وحسابات الأمس التوسعية في المنطقة ، ومع الأخذ بعين الاعتبار إنها بلدان لديها من الثروات و الخيرات لا تعد ولا تحصى ، ومواقعها الجغرافية الحساسة ، في المقابل بلدانهم تنعم بالأمن والأمان ، والتقدم والازدهار .
خلاصة الحديث بكلمة لن ينتهي هذا الوضع مطلقا للسببين يخدم مصالح وأهداف الدول العظمى ،والأمل معدود نهائيا من اغلب قادة اليوم ، والحل الأمثل قيام بثورة شعبية وطنية كبرى من الشعوب العربية ضد الاستعمار وحلفائهم تغير المسار نحو الجادة الصواب ، وتعيد الأمل في بناء بلداننا العربية والإسلامية ، وتحقيق الأمن والاستقرار لها ، وعودة النازحين ، ومنع وجود أو تدخل إي قوات أجنبية مهما كان الثمن .