هذا العنوان مأخوذ من كتاب صدر في الاردن بعنوان “سر الجاذبية داعش الدعاية والتجنيد” يبحث الكتاب وهو في الاصل اوراق نقاشات لمؤتمردولي بعنوان “سرالجاذبية: داعش،الدعاية والتجنيد”،والذي نظم من قبل مؤسسة فريدر يشإيبرت-عمان في شهر حزيران 2015…. حول اهم الاسباب التي ادت الى تعزيز قوة داعش وسبل التنظيم في التجنيد. لكن يبدو ان مفعول جاذبية داعش قد اوشك الى الانتهاء “او دخل مرحلة السبات الى حين الظرف المناسب” خاصة بعد الانكسارات التي لحقت بالتنظيم وتسليم عناصر داعش بالمئات مع عوائلهم في اخر معاقلهم في باغوز السورية لقوات سوريا الديمقراطية …
هكذا يقترب حلمهم في تأسيس الدولة الاسلامية وتطبيق شريعتهم على غير اهلهم، الى الزوال او بالاحرى زال بعد ان ترك عناصرهم الله الذي كانوا يجاهدون في سبيله، وهكذا يرتكبون اخطاء فظيعة ويعتبرون في نظر اخوانهم مرتدين قد يؤدي بهم في الاخرة الى جهنم الذي كانوا يوعدون به اعدائهم، فبكل وقاحة يقول احد عناصر التنظيم على احدى القنوات الفضائية وامام الملايين وامام المجتمع الدولي بانه لم يعد يحب ان يقتل احدا!! أي ربما بعد فترة سوف يشتاق الى القتل ويعود مرة اخرى الى مستنقع التعفن ويبحث عن اشخاص يؤمنون بالقتل وينبعث داعش جديد.
داعش الذي عظم شوكته واستطاع السيطرة على مساحات واسعة في كل من العراق وسوريا وكان سبب دمار دولتين من كافة النواحي وذبح الرجال وخطف الاطفال وتجنيدهم ضمن صفوفهم وسبي الاف النساء الايزيديات واحداث تغير ديموغرافي في مناطق الاقليات الدينية في العراق وسوريا ودمار البيوت والمزارات للاقليات.. هاهو يعيش أيامه الاخيره تسليم عناصره انفسهم افواجا الى قوات سوريا الديمقراطية وهكذ فان وساخة فكهرهم وتطرفهم قد تعود مرة اخرى الى المجتمع كما قالت زوجة احدهم لاحدى القنوات التلفزيونية بانه كان امر من الله ان نترك باغوز وسوف نستمر على تربية جيل جديد يعودون الى الجهاد مستقبلا.
خلال الايام الماضية القليلة كنت اتابع عن كثب القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي انكسارات داعش وكيف ان العشرات من الاطفال والنساء والبنات الايزيدية قد رجعوا الى اهاليهم(او ماتبقى من اهلهم) رجعوا من جحيم داعش في باغوز وتم استقبالهم بالهلاهل والحلويات ودموع الفرح والحزن، مشاهد يجعل اى انسان ان لا يتحمل نفسه ويبكي عند مشاهدته نساء ايزيديات يقبلون ايادي اطفال ايزيدية كانوا عبيدا لدى داعش. الكل يتمنى ان يرجع اخر ايزيدي او ايزيدية من جحيم داعش الكل يتمنى ان يرى نهاية داعش ماعدا الدواعش ومسانديهم.
لكن الغريب ومع عودة عشرات الايزيدية من جحيم داعش هو قيام العديد من الفضائيات والصحف بنشر قصص اطفال ونساء الايزيدية وماساتهم وماتعرضوا له من قبل داعش واغلبهم يركزون على الجانب الجنسي في القضية وكان الايزيدية قد اغتصبت اليوم وان الطفل الايزيدي قد خطفوه اليوم وان ابو مازن قد قتلوه اليوم وان جيلان قد انتحرت اليوم , فمنذ اكثر من اربعة سنوات وبنات الايزيديات يغتصبن واطفالهم يتم تدريبهم في معسكرات داعش والالاف من الايزيدية في مخيمات النازحين منذ اربعة سنوات وام جيلان تبكي وابو ماجد يصرخ ويبحث عن افراد عائلته والناجون من كوجو يعيشون الالام الناتجة عن جرائم القتل الجماعي… ويحلمون كل ليلة برجوع ابنهم او بنتهم واطفال تم ذبح ابائهم في مقابر جماعية ينتظرون عودتهم.. وكم من طلاب قتلوا مع اساتذتهم في مقابر جماعية وكم من مدرسة جعلوا مدارس شريعة ومراكز لجمع الاطفال والنساء الايزيديات وتوزيعهم على المدافعين عن الله. مع كل هذه الالام وهناك من ينشر فيديو حول ذبح 50 امراة ايزيدية من قبل عناصر داعش رغم عدم تاكيد الخبر الى الان من قبل اى جهة في الميدان حول الطريقة التي قام بها التنظيم على ارتكاب هذه الجريمة البشعة . ان كل هذه الافعال يعمق من الجرح الايزيدي ويشتت وحدتهم، لذا علينا كل من يستطيع من جانبه ان يكون بمستوى المسؤولية في مواجهة هذه الاثار الناتجة من الجرائم المستمرة ضد الايزيدية فمن يستطيع ان يقدم خدمة الى ابناء جلدته فليفعل، علينا ان نتعاون مع بعضنا البعض لخدمة الناجين والناجيات والنازحين في المخيمات.
كلنا نعرف ما حدث ضد الايزيدية في شنكال وكلنا نفهم حجم الماساة بعد احداث 14-اب2014 وكل المختصين يعرفون بان ما حدث هو جينوسايد وابادة جماعية ضد المكون الايزيدي والكل يعرف بان الشنكاليين لو لم يكونوا من اتباع الديانة الايزيدية لما حدث ما حدث لهم او على الاقل ماكان سيكون بهذا الحجم، الكل يعرف دور العامل الديني في جينوسايد الايزيدية في شنكال 2014 وكما حصلت العديد من حملات الابادة أبان سيطرة الدولة العثمانية عليها لقرون، والكل يفهم حجم الاضرار التي لحقت بالايزيدية من جراء الجينوسايد. الا يعرف المجتمع الدولي ماحدث؟ الا تعرف الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ماحدث بالايزيدية؟ الا تعرف امريكا ماحدث؟ الا يعرف الافارقة ماحدث بالايزيدية؟ الا يعرف المسلمون( السنة والشيعة) واليهود والمسيحيون والبوذيون والهندوس وكل الدينيون واللادينيون والملحدون ماحدث ؟ وهل بقى كائن على الارض لايعرف جينوسايد الايزيدية؟ احترموا بنود مواثيقكم عن حقوق الانسان… احترموا نصوصكم الدينية….احترموا مشاعر الايزيدية… احترموا الانسانية…نفذوا ولو بعض وعودكم… ان ضحكة هونر ونظرات وكلمات مازن وصرخات بنات ونساء الايزيدية اسقط داعش واثبت الايزيديون مرة اخرى بانهم اقوى من فكر وايدولوجية داعش العفنة واحفادهم الذين قبلهم غزوا شنكال ومناطق الايزيدية وفشلوا في مساعيهم كما يفشل داعش اليوم في القضاء على الايزيدية.
أود القول هنا وبعدما اشارت بعض المصادر انه لاتوجد جهة تقوم بتنفيذ برامج خاصة بتأهيل الاطفال الناجين من تنظيم داعش بأننا نحن في منظمة ( SOH سبرينكس اوف هوب فونديشن في مكتبنا بمخيم شاريا ) على استعداد تام لاستبقال الاطفال الناجين الجدد الى البرنامج الخاص الذي تم اعداده من قبل منظمتنا لاعادة تأهيل الاطفال الناجين واعادتهم الى المجتمع فهم بأمس الحاجة الى الرعاية وخاصة الذين تم تدريبهم في معسكرات داعش وغسل ادمغتهم وتجنيدهم ضمن صفوف عناصر تنظيم داعش الارهابي .يشمل هذا البرنامج دورات خاصة من الرسم والموسيقى واللغة الانكليزية ودورات في تعليم الكومبيوتر والرياضة مع معالجين نفسيين وسفرات وزيارات كل شهر مرتين سواء كانت ترفيهية او الى المؤسسات التي تهتم بالفن والموسيقى. وتم تخصيص سيارات لنقل الاطفال من المخيمات( مخيم قاديا-كبرتو1-كبرتو2-سيجي-مجمع خانك والقرى القديمة في مجمع شاريا) الى مركزنا مركز الامل داخل مخيم شاريا. والى الان انظم 8 من الاطفال الناجين الجدد من باغوز الى برنامج التأهيل في منظمتنا ونحن على استعداد لاستقبال أكبر عدد ممكن في مركز الامل.
اعود من حيث بدأت اذ تنتهي رائحة تنظيم داعش علينا ان نواجهة الاثار التي نتجت من جرائمه كصفعة اخرى لكل من ساند داعش وشارك مع داعش في ارتكاب تلك الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية بحق الايزيدية وغيرها من المكونات.