شهدت بلدة برطلة وسهل نينوى ابان النظام السابق نشاطا محموما بغرض تعريبها عبر عمليات ممنهجة اسوة لما حصل للكورد والتركمان والشبك الذين قارعوا النظام الديكتاتوري السابق ، حيث قام بمصادرة الالاف الدونمات من الاراضي الزراعية واطفائها والعمل على تغيير جنسها من الزراعي الى السكني وقام بتوزيعها على شكل قطع سكنية لأزلام نظامه واجهزته القمعية وحتى العسكرية منها على اساس الاستحقاق او المكارم الذي كان يغدق على العسكر في فترة الحرب وكان بذلك يستقدم الالاف العوائل من الشرقاط والقيارة وحمام العليل ومن مناطق عربية لتسكن في مناطق المسيحيين في سهل نينوى الجنوبي ( بخديدة / قرقوش ، كرمليس ، برطلة ، بعشيقة وبحزاني ) وكذلك في سهل نينوى الشمالي ( تلكيف ، باطنايا وتللسقف ) …وهذا الامر كله مثبت لدينا وموضحا على شكل جداول موثقة على اساس مهني بحت وتم تضمين تلك البيانات برسائل عديدة لحكومة بغداد واربيل وقمنا بتسليم تلك الوثائق بشكل شخصي ومباشر للسيد مسعود برزاني رئيس اقليم كوردستان انذاك خلال انعقادمؤتمر اصدقاء برطلة في 23 و24 تشرين الثاني 2013 والذي انعقد تحت شعار لا للتغيير الديموغرافي لمناطق المسيحيين الاصلية في العراق ، وأكد المؤتمر في حينها وعبر الوثائق ان ما تتعرض له مناطق المسيحيين في الوقت الحالي بعد انهيار النظام الديكتاتورية اكثر ايلاما واشد امعانا في عمليات التغييرات الديموغرافية الى جانب ملف التجاوزات على اراضي وممتلكات المسيحيين في اقليم كوردستان .
ردود واجابات المسؤوليين
جميع اللقاءات الذين نلتقي معهم من السلطتين التنفيذية والتشريعية في بغداد واربيل كانت اجابتهم الشفهية بأنهم يرفضون وبشدة تلك التغييرات الديموغرافية غير الدستورية ويؤكدون في ذات الوقت بانهم سوف يشكلون لجنة لرفع الحيف على الشعب المسيحي الاصيل وحقيقة نسمع هذا الكلام المنمق والجميل وكرم الضيافة منذ 2003 ولحد الان ولكن واقع الحال تغير نحو الاسوء وليس نحو الاحسن .
اليوم بعد التحرير
مع كل ما تعرضنا له من تهميش واقصاء واستيلاء على مناطق شعبنا بشتى الطرق غير القانونية والملتوية ، استبشرنا خيرا بعد تحرير مناطقنا من براثن دولة الخلافة الاسلامية في اواخر 2016 ولكن يبدو ان ثمن التحرير ان يدفعه شعبنا في تقطيع مناطق شعبنا والعبث بها من خلال بناء المجمعات بين مناطقنا واراضينا ليتم تهجيرنا تحت الكثير من المسميات، فالسيناريو القديم الجديد بدأ بأطفاء الاراضي وتوزيعها كقطع سكنية لمقاتلين الحشد الشعبي وفاءا لما قدموه! ولكن ان يتم تكريمهم من اراضي وممتلكات شعبنا وليس في مناطق سكناهم انه لأمر غريب ويحتاج الى اجابة واضحة بمستقبل الاقليات في سهل نينوى ، بالرغم ان المادة 23 / ثالثا ب من الدستور العراقي ” يحضر التملك لأغراض التغيير السكاني ” ، الا ان الذي حصل ويحصل هو الامعان في تقطيع اوصال مناطق المسيحيين ضاربين بعرض الحائط المواد الدستورية التي تمنع ذلك الى جانب ذلك ان تلك عمليات التغيير الديموغرافي تخالف قرار الصادر من المحكمة الاتحادية لعام 2013 ..
ماذا عن برطلة السريانية
ناحية برطلة تتكون من مركز ناحية كان يقطنها 100% من شعبنا السرياني ( كاثوليك وارثدوكز) وكانت توجد عائلة واحدة فقط تسكن في مركز الناحية لحد 1980 وتحاط في بلدة برطلة بـ 16 قرية من اهلنا الشبك ( اغلبهم شيعة والباقي سنة) وكانت برطلة عدد نفوسها يقدر بحوالي 60 الف نسمة معظم بلدات الشبك التي تسمى قرى هي اكثر من 3000 نسمة ومع هذا لم يصدر بها امرا اداريا ليكون فيها قسما اداريا الى جانب ذلك توسط الشبك في عام 1970 لألغاء قرار مجلس قيادة الثورة المنحل فيجعل قرية بازوايا الى ناحية وتم بالفعل الغاء القرار بعد يوم من اصداره ابان حكم الرئيس الاسبق أحمد حسن البكر
ـ قبل احتلال دولة الخلافة الاسلامية في لسهل نينوى في 6 / آب /2014 وبسبب التغييرات أصبحت نسبة الشبك 60% مقابل انخفاض نسبة المسيحيين في موطنهم الاصلي الى 40% بالوقت الذي كانت تشكل نسبة المسيحيين في مركز الناحية 100% ، اما اليوم وبعد تحرير سهل نينوى من براثن الدولة الخلافة الاسلامية اصبح عدد المسيحيين في تناقص مستمر فمن مجموع 3400 عائلة مسيحية عادوا الى مناطقهم حسب الاحصائيات التي تم تسجيلها الى 1200 عائلة وهذا لا يعني بالضرورة ان جميع من سجلوا عودتهم يسكنون حقيقة برطلة لان الكثير منهم سجلوا العودة الى برطلة ولكنهم نزحوا مرة اخرى الى مناطق نزوحهم في اقليم كوردستان وخاصة في مدن اربيل ودهوك بسبب الوضع الامني واشكاليات الاوضاع السائدة والقلقة في سهل نينوى التي القت بضلالها السيء على نفسية العائدين وخوفهم من المستقبل في المنطقة.
التغييرات الديموغرافية والتجاوزات على اراضي المسيحيين على الشكل الاتي :-
اولا : المجمعات المشيدة على اراضي وممتلكات المسيحيين
ثانيا : التجاوزات على المال العام ضمن حدود بلدية برطلة
اولا : المجمعات المشيدة على اراضي وممتلكات المسيحيين يسعى القائمون على هكذا مشاريع في محاولات بشكل غير مشروع في حالة اطفاؤها او شراءها من اصحابها بأي ثمن او التحايل في استملاكها بغرض التغيير الديموغرافي وهي كالاتي :
- مجمع الملايين شارع السايدين برطلة الغربية تم تشييده عام 2012 عدد القطع 50 المشيد منها 10 وهي خارج حدود البلدية
- مجمع الحياة تم تشييده عام 2010 عدد القطع 50 قطعة المشيد منها 50 دار ايضا خارج حدود البلدية
- مجمع طيبة تم تشييده عام 2007 عدد القطع 50 قطعة والمشيد منها 40 دار يقال ان صاحبه احد اعضاء مجلس النواب العراقي من الاخوة الشبك
- مجمع الحسين قرب المنطقة الصناعية عدد القطع 30 والمشيد منها 20 تم تشييده عام 2013
- مجمع الانصار بجانب مجمع الحسين عدد القطع 20 والمشيد منها 15
- مجمع قيد الانشاء في برطلة الوسطى تم البدء به عام 2017 عدد القطع 10 والمشيد منه 3 دور لحد الان
- مجمع سلطان ستي يتم انشاءه حاليا يتكون من 182 قطع سكنية والمشيد لحد الان بحدود 30 دار وهذا المشروع السكني يدور حوله الكثير من التساولات حول مستقبل المنطقة بالرغم من الاعتراضات الجماهيرية ، حيث تم رفضه من قبل المسيحيين عبر ممثليهم في مجلس ناحية برطلة في اقامة مجمع سلطان ستي وبالرغم من ذلك تمت الموافقة عليه من قبل مجلس الناحية بعدما صوت اثنين من الكورد لصالح المشروع لترجح كفة الشبك ضد ممثلي المسيحيين علما ان تركيبة مجلس الناحية في يوم التصويت قبل احتلال جنود الخلافة الاسلامية لمناطقهم في 6/آب /2014 و كالاتي ( 4 اعضاء مسيحيين و4 اعضاء شبك و2 للكورد ) وبهذا اصبحت الاكثرية مع المشروع ( الشبك والكورد 6 اصوات مقابل 4 اصوات لاعضاء المسيحيين )
- تم تكليف شركة كوردية لتنفيذ المشروع وبعد أشهر من العمل تم احتلال الموصل وسهل نينوى فتوقف المشروع ومن ثم عاود المشروع اليوم بعد تحرير المنطقة حيث استلمتها شركة عربية من الموصل بسببب انحصار سلطة الكورد كما يبدو في المنطقة ..
ثانيا التجاوزات على المال العام ضمن حدود البلدية
- معمل البان برطلة حكومي بعد السقوط نيسان / 2003 اصبح مقر قوات بدر الشيعية
- مكتبة برطلة العامة حكومية اصبحت بعد التحرير 2017 مقر للحشد الشعبي
- مبنى ملحق لمتوسطة برطلة للفنون الصناعية اصبحت مدرسة اسلامية للوقف الشيعي
- كازينو برطلة / حكومي اصبح بعد التحرير 2017 مقر الحشد الشعبي
- تجاوز على القطع الاراضي السكنية للبلدية والتي تقدر بحدود 15 قطعة سكنية متفرقة
ازاء هذه التجاوزات وعمليات التغيير الديموغرافي في مناطق المسيحيين اشترط رجال الدين المسيحيين لتلبية مشاركتهم في مؤتمر برطلة الذي تم انعقاده في 14 آذار 2018 برعاية السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بإيقاف وعدم الاستمرار بالمشروع السكني سلطان ستي وتم التعهد بذلك من قبل مجلس الوزراء ، كما وأكد المؤتمر في توصياته في النقطة الرابعة مايلي ( نبذ جرائم التهجير القسري لكل أطياف سهل نينوى من مسيح وشبك وايزيديين وتركمان وكاكائية وكرد وعرب ورفض فرض ارادات قهرية ضد أي طرف في المجتمع من قبل أي طرف لتغيير التركيبة السكانية وترك أي قرار يخص ذلك لأهالي السهل وابنائه.) ولكن بعد انتهاء المؤتمر سرعان ما عاوت الشركة في اكمال مشروع سلطان ستي وعلى الاراضي المسيحية دون احترام الوعود والمواثيق التي وقعتها الحكومة مع ابناء شعبنا !!! .
المعضلة الكبيرة قادمة وهي انشاء مدن جديدة وليس مجمعات على الاراضي المسيحية ومن حولها
بعد تحرير مدينة الموصل بأقضيتها في سهل نينوى وسنجار وتلعفر وشرقاط والقيارة نجم عن ذلك مشاكل عشائرية وظروف معقدة وشائكة بين المدينة الواحدة والبلدة الواحدة وحتى بين ابناء القرية الواحدة بسبب انضمام الكثير منهم الى تنظيم دولة الاسلامية الارهابية والذي نتج عنه بعد التحرير انشقاق كبير بين العائلة الواحدة ومن اجل حل تلك المشاكل والمعوقات قامت الحكومة العراقية بحل تلك الاوضاع المعقدة على حساب الوجود المسيحي في سهل نينوى ففي كتابها المرقم 3291 والمؤرخ 27/ 12/ 2018 الصادر من وزارة الاعمار والاسكان والاشغال العامة / مديرية التخطيط العمراني في نينوى والموجه الى دائرة عقارات الدولة في نينوى في انشاء مدن جديدة على اراضي قضاء بخديدة المسيحية هذه المرة وليست برطلة والكتاب يشير عبر الخريطة المرفقة بأنها في حالة انشاءها سوف تكون نهاية محتومة للوجود المسيحي في بخديدة / قره قوش من عدة جوانب يصعب الحديد عنها في هذه الرسالة من الناحية الامنية الى جانب عمليات التغييرات الديموغرافية اشد عنفا وايلاما من الفترات السابقة حتى قبل التحرير من براثن جنود الدولة الاسلامية ( ادناه رسالة وزارة الاعمار والمدينة المزمع تشييدها في تخوم بخديدة ..
التداعيات
اذا استمر الحال كما هو عليه اليوم سيتمر نزيف الهجرة وسيأتي اليوم الذي هو ليس ببعيد ليعلن العراق خال من مسيحييه ، كما ان ازدياد حالة الاحتقان بين الاقليات التي تعيش في سهل نينوى سوف يخل في التعايش السلمي الذي نصبوا اليه ، كما سيجعل القوى الدولية الكبرى بالتدخل وفرض سياستها وفق الحفاظ على السلم الاهلي …
المعالجة والحلول
كما اكدنا سابقا لما نطرحه بأن المسيحيين يطالبون بمعالجة اوضاع الشبك اولا ومن ثم يتم خل جميع مشاكل المسيحيين في المنطقة ويمكن ان نتبع خارطة طريق وكما يلي:-
1- إن التغيير السكاني الحاصل على مناطق السكان المسيحيين الأصلية في سهل نينوى قد تسبب في تغيير التناسب بين السكان الأصليين والمهاجرين بصورة غير شرعية سواء من الشبك أو من العرب بحيث أصبح في الكثير من المناطق يتجاوز عدد ونسبة المهاجرين أضعاف عدد السكان الأصليين كما في تلكيف (90:10) وفي برطلة (60:40) وهو أمر غير مقبول وغير دستوري على وفق المادة 23/ثالثاً/ب من الدستوري العراقي ومخالف لقرار المحكمة الاتحادية الصادر في العام 2013. وهذا يؤثر سلباً ويرفع من حجم الهجرة المسيحية إلى الخارج، إضافة إلى خلق إشكالية معقدة يصعب معها ممارسة الطقوس والتقاليد الدينية والمذهبية للمسيحيين والشبك في المنطقة وتخلق نقاط احتكاك غير سليمة. ولهذا يتطلب الأمر اتخاد التدابير التالية:
أ.الدعوة إلى تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ومحافظة نينوى لدراسة المشكلات واقتراح الحلول العملية للمشكلات القائمة.
ب. العمل على إيقاف التغيير الديمغرافي الجاري حالياً لضمان عدم تفاقم المشكلة وما ينشأ عنها من تعقيدات ومشكلات إضافية وبما يساعد على إيجاد أرضية صالحة لمعالجة المشكلات القائمة.
ت. العمل على معالجة التغيير السكاني بطريقة انسانية وعملية والذي وقع على مناطق المسيحيين في العقود الأربعة المنصرمة في سهل نينوى.
ث. تفعيل قرار مجلس الوزراء المتخذ في تشرين الثاني 2012 والقاضي باستحداث ناحية بازوايا لوضع حد للتجاوز على مناطق المسيحيين، والإسراع في استحداث أقسام بلدية في قرى الشبك وتطويرها خدمياً وتنموياً.
ج . ضرورة بناء الثقة والاحترام المتبادلين بين المكونات الدينية والمذهبية في منطقة سهل نينوى وحق كل مكون في ممارسة طقوسه وشعائره وعباداته بكل حرية في مناطق سكناهم الأصلية لإبعاد احتمال التصادم بين احتفالات وأعياد المسيحيين وطقوس شعائر وتقاليد الشبك الدينية والمذهبية.
2. إنهاء ملف ما تبقى من التجاوزات التي شرعت حكومة إقليم كردستان في رفع التجاوزات على الأراضي المملوكة للمسيحيين في الإقليم وتكملة ما تبقى من التجاوزات والعمل على مساعدتهم في تطوير مناطقهم التاريخية.
3. تفعيل أحكام المادة 23 /ثالثاً/ب من الدستور العراقي والتي نصت على “يحضر التملك لأغراض التغيير السكاني” في جميع مناطق تواجد المكونات العراقية وخاصة مناطق المسيحيين.
4. العمل على وضع تشريع يمنع شراء الأراضي في مناطق سكن المكونات الدينية في سهل نينوى لغير أبناء المكون في مناطق سكناهم والتي تدخل ضمن مفهوم التغيير السكاني.
5. محاسبة من يمارس التغيير السكاني والتجاوز على أرض ودور الغير ومجازاته أمام القضاء العراقي.
6. إلغاء القوانين المجحفة الصادرة من النظام الدكتاتوري السابق بحق الشبك والمسيحيين وإعادة الحقوق إلى اصحابها، بما في ذلك القرار رقم 117لسنة 2000 وقرارات مماثلة.
7. تفعيل توصيات مؤتمر برطلة المنعقد في آذار 2018 برعاية السيد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والذي أكد في المحور الاداري بمايلي ( استحدات وحدات ادارية جديدة او اعادة النواحي الملغات وستصدر قرارات قريبا بعد ان تكتسب الصيغة الادارية المتكاملة )
كامل زومايا
ناشط في مجال حقوق الانسان والاقليات
المرفقات
http://www.ishtartv.com/
مؤتمر برطلة برعاية مجلس الوزراء العراقي
رسالة وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة / مديرية التخطيط العمراني نينوى
صورة جوية للمدينة المزمع انشاءها في تخوم قضاء بخديدة