الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeاخبار منوعة100 مليون طن من الغذاء مقابل سلام بين أوكرانيا وألمانيا

100 مليون طن من الغذاء مقابل سلام بين أوكرانيا وألمانيا

100 مليون طن من الغذاء مقابل سلام بين أوكرانيا وألمانيا

خلال النصف الأول من شهر شباط/فبراير سنة 1918، كان العالم شاهداً على عملية توقيع أول اتفاقية سلام خلال #الحرب_العالمية_الأولى ضمنت إحلال السلام بين جمهورية أوكرانيا الشعبية (الحديثة النشأة) من جهة، وقوى الإمبراطوريات الوسطى وعلى رأسها ألمانيا من جهة ثانية. فرضت هذه الاتفاقية شروطاً قاسية على #أوكرانيا التي كانت متخوفة من تدخل عسكري سوفيتي روسي يهدد استقلالها.

صورة للإمبراطور الروسي نيقولا الثاني

بالتزامن مع انهيار النظام القيصري الروسي وتنازل الإمبراطور نيقولا الثاني (Nicolas II) عن العرش خلال شهر آذار/مارس سنة 1917، اتجه عدد من القوميين الأوكرانيين بزعامة رئيس الوزراء فولودمير فاينيشينكو (Volodymyr Vynnychenko) ووزير الحرب سيمون بيتلورا (Simon Petlura) للحصول على الاستقلال. في بادئ الأمر، أعلن هؤلاء القوميون عن نشأة جمهورية أوكرانيا صاحبة الحكم الذاتي والقابعة تحت نفوذ روسيا الموحدة، وهو الأمر الذي لم تتردد الحكومة الروسية المؤقتة بقيادة ألكسندر كيرنسكي (Alexander Kerensky) في تأييده خلال شهر يوليو/تموز سنة 1917 لضمان عطف وولاء الأوكرانيين.

صورة لرئيس وزراء أوكرانيا فولودمير فاينيشينكو
صورة لوزير الحرب الأوكراني سيمون بيتلورا
صورة لرئيس الحكومة الروسية المؤقتة ألكسندر كيرنسكي

في غضون ذلك، شهدت روسيا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1917 تقلبا سياسيا ثانيا، حيث نجح البلشفيون بقيادة فلاديمير لينين في إزاحة حكومة كيرنسكي وإعلان قيام #روسيا السوفيتية. بالتزامن مع ذلك، تعالت في أوكرانيا الأصوات المعارضة للبلشفيين، حيث رفض أغلب الأوكرانيين وقوع بلادهم في قبضة أتباع لينين. وأمام هذه الوضعية، اتجه رئيس الوزراء الأوكراني فولودمير فاينيشينكو إلى إعلان استقلال أوكرانيا بشكل تام عن روسيا يوم 22 يناير/كانون الثاني 1918.

صورة لفلاديمير لينين قائد الثورة البلشفية

ومنذ شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1917 كانت أوكرانيا تعيش على وقع صراع بين أنصار البلشفيين ومؤيدي الاستقلال، ومع إعلان استقلال البلاد لم يتردد فلاديمير لينين في نعت جمهورية أوكرانيا الشعبية حديثة الولادة بـ”الجمهورية الرأسمالية الظالمة” ليأمر على إثر ذلك بإرسال الجيش الأحمر السوفيتي نحو الأراضي الأوكرانية لاستعادتها وإسقاط الجمهورية.

صورة لجيش من المتطوعين الأوكرانيين للقتال ضد الجيش الأحمر سنة 1918

وأمام تدخل الجيش الأحمر، اتجهت أوكرانيا لطلب المساعدة من الجيش الألماني الذي لم يتردد لحظة واحدة في مد يد العون للقوميين الأوكرانيين الذين تمكنوا في النهاية من طرد الروس من أراضيهم.

وبحثا عن اعتراف دولي باستقلالها وقوة أجنبية لحمايتها من خطر فلاديمير لينين والجيش الأحمر، اتجهت جمهورية أوكرانيا الشعبية نحو عقد اتفاقية سلام مع قوى الإمبراطوريات الوسطى.

يوم التاسع من شهر شباط/فبراير سنة 1918، وقعّت كل من أوكرانيا وألمانيا والنمسا وبلغاريا إضافة إلى الدولة العثمانية على أول اتفاقية سلام شهدتها #الحرب_العالمية الأولى، وبموجب هذه الاتفاقية تم ترسيم الحدود الأوكرانية وحل عدد من الخلافات حول بعض المناطق الحدودية بين أوكرانيا والنمسا. فضلاً عن ذلك، وافقت الإمبراطوريات الوسطى على إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع جمهورية أوكرانيا حديثة الولادة، وتوفير الدعم العسكري لها. في المقابل وافقت أوكرانيا، والتي تتميز بكثرة أراضيها الخصبة، على تقديم دعم غذائي هائل لألمانيا قدّر بنحو 100 مليون طن من الغذاء على مدار السنوات التالية.

مطلع شهر آذار/مارس سنة 1918 وعلى إثر توقيع اتفاقية سلام “برست ليتوفسك”، أجبرت الإمبراطوريات الوسطى روسيا السوفيتية على الاعتراف باستقلال أوكرانيا، كما تعهد الشيوعيون الروس بقيادة فلاديمير لينين باحترام سيادة جمهورية أوكرانيا الشعبية.

لكن عقب نهاية الحرب العالمية الأولى ومغادرة الجيش الألماني للأراضي الأوكرانية، تنكّر لينين للاتفاقية السابقة الموقعة مع الألمان ليقدم الجيش الأحمر السوفيتي على التوغّل بالأراضي الأوكرانية، قبل أن يسيطر على العاصمة كييف سنة 1919 والبلد بأكمله في سنة 1921 لتتحول أوكرانيا على إثر ذلك إلى واحدة من الجمهوريات السوفيتية، وتظل على هذه الحالة إلى حدود عام 1991.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular