كشفت لنا سجلات التاريخ ان الإنسانية أعدمت وأحرقت في كل مكان، ولم يبق شبرا على الأرض ما لم يسفك دماء الإنسانية عليها، لم يفرقوا السفاحين الجزارين بين العرق واللون والجنس لأن فشلهم في الحياة ونفوسهم المريضة وشذوذهم الجنسي حولتهم الى وحوش بشرية لاترى إلا القتل والدمار حولهم وأرادوا في تعذيب الإنسان ملذة لهم وشماعة لفشلهم، فمارسوا القتل والإرهاب والسلب وارتكاب المنكرات. قتلوا الملايين من البشر، لم يجدوا في جرائمهم ما يشفي غليلهم حتى نهبوا وحرقوا المتاحف ومكتباتها ودمروا حضارات الشعوب الممتدة الى الآلاف من السنين، وهكذا استباحوا حضارة الانسان وثقافته وتاريخه.
وما حصل في عموم العراق وما يحصل من قتل ونهب وتدمير للحضارة والشعب من قبل أعداء الإنسانية إلا إمتداد للتاريخ الأسود الذي يقتل فيه الإنسانية بحجج واهية على أساس العرق أو الدين والنظرة الطائفية الضيقة. وما حصل للشعب العراقي من قتل على الهوية وانتهاك الأعراض ولكل مكوناته سواء من الإسلام أو من المسيحيين والإيزيديين، الصابئة المندائية وغيرهم إلا حلقة ممتدة لأولئك السفاحين الجزارين الذين قتلوا الإنسانية على مر التاريخ، تعشعش في دمائهم جينات الشر، لكن يبقى مصيرهم الفناء ولعنة التاريخ تلاحقهم مثلما كان مصير أسلافهم الهالكين.
وما حصل للشعب الإيزيدي من حملات إبادات متكررة عبر التاريخ إلا سلسلة تتكرر في كل مرة مع إختلاف مسمياتها لتبقى كوصمة عار تُخلد في جبين كل حاكم ومسؤول شارك أو شهد هذه الجرائم ولم يحرك له ساكنا. إذن ما فائدة الشعوب لو أُحتل وطنه؟ وما فائدة الوطن لو أبيدت أو هجرت شعوبه؟ وما فائدة الإنسان لو خسر إنسانيته؟ فعندما تبيد الشعوب وتقتل الانسانية سوف لن يكون هناك خير في الدنيا.
وإذ نحن نقترب من الذكرى الرابعة الأليمة لإبادة شعب يعتبر من أقدم سكان بلاد الرافدين لطمس هويته التاريخية العريقة، ولكي لا ننسى ننشر أدناه روابط بعض الأفلام والأعمال الفنية التي أنجزناها، للوقوف على حجم الجرائم الإنسانية والظلم والإضطهاد التي أرتكبت بحق الإنسانية عموما من خلال تجسيد تراجيديا الإيزيديين التي تمثل جزءا مهما من مأساة البشرية.
The Black Massacre
The Black Massacre – a film by Nawzad Shekhany
|