|
تقليد سنوي أُقر في مجلس النواب وجُعل عيداً وطنياً بأسم يوم الشهيد ، والذي يأتي بالتزامن مع ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم مع ثلة من المؤمنين بعد صلاة الجمعة في الصحن العلوي بالنجف الاشرف ، وهذا التقليد دأب عليه المحبين استذكاراً لمواقف السيد الحكيم ايام المعارضة للنظام البائد ، والتي كانت تمثل عمق القضية العراقية ، وحمل لوائها السيد الحكيم ، وكان الخيمة التي لاذ بها الكثير من السياسين الذين كانوا معارضين للنظام آنذاك ، وأستطاع من تأسيس مجلس أعلى لقيادة الثورة وأسقاط النظام البعثي ، لهذا يقف الجميع كل عام أستذكاراً لشهداء العراق والجيش العراقي والقوى الامنية بجميع صفوفها، والحشد الشعبي والعشائري ، كما تقف هذه الجموع التي قدمت من كل محافظات البلاد لتأبن علماؤها وفي مقدمتهم الشهيد الحكيم والذي يمثل ولادة مشروع وطني لاحقته عيون البعث وقرارات الاعدام والمؤبد ليستقر وينمو في أرض غير التي ولد فيها ، ولم يكن بمنئى عن التسقيط والتشهير والاستهزاء ، ووصل الامر الى محاولات الاغتيال التي وصلت الى أكثر من (٨) مرات ، حيث أرادوا قتل شخصية السيد الحكيم قبل قتل شخصه ، وأرادوا إجهاض مشروعه وثني أرادته ولكنه كان قائداً للتغيير ولم يتأثر بكل تلك الاقاويل والمتغيرات ، وعمل بجهد وصوت عالي من خارج العراق ليأخذ صداه في الداخل ، ويكون أهم عوامل التغيير عام ٢٠٠٣ .
الاحتفالية كانت لافتة هذه المرة ، وكانت فعاليتها من أمام جامع الخلاني وسط بغداد ، الامر الذي اطلق رسالة مهمة ان الحكيم مع تياره رقم صعب لا يمكن تجاوزه ، وأنهم حاضرون ، وأن الواقع السياسي لا يحكمه الثقل السياسي او العددي فحسب ، بل هو ثقله بين جمهوره ومحبيه، الى ذلك كانت رسالة مهمة الى كل المكونات السياسية أنكم أن لم تتمكنوا من الاتفاق او التوافق ، فأرجعوا الى أئتلافاتكم التي وقعتم بنودها ونظامها الداخلي، كما كان الخطاب شاملاً غطى الكثير من النقاط سواءً في الجانب المحلي او على مستوى الحوار السياسي بين القوى كافة .
الحكيم اختار الطريق لنفسه ، ولوحده وعليه ان يتحمل كل المنغصات كما تحملها عمه من قبل ، وأن يتقبل فكرة ان المنافسين ليسوا على درجة واحدة من النزاهة، بل ان السمة البارزة عند البعض هي التلاعب على كل الاطراف فلا مصداقية ولا مرؤة في السياسة ، كما على الحكيم ان يكون واعياً بان القوى السياسية لا تنظر إليه كما كان سابقاً ايام عمه او والده ، بل ان يتقبل فكرة انه لوحده ، لانها سياسة القوم وهم مع الاقوى في الساحة ، لذلك على حكيم الحكمة ان يضع أسوء الاحتمالات أمامه ، وأن يسعى جاهداً ان يكون بين جمهوره بدون واسطة وقيادات ( نرجسية) اضرت ولم تنفع وبين ناسه ومحبيه ، وأن يكون نصب عينه خدمة وطنه وشعبه ومن أي موقع كان .