معالم المهارة الشعرية وتقنياتها , واضحة المعالم . في ثنايا القصيدة القصيرة , التي تعتمد في مقوماتها , على الايجاز والتركيز والتكثيف . من اجل ابراز معالم الومضة في الصورة الشعرية , ومنصاتها في الايحاء والمغزى الدال . تملك هذه القصائد القصيرة , البناء الشعري المتين , في الصياغة والتعبيري . الذي يمتلك الفعل الايقاعي في ديناميكيته وحركته وتنقلاته , داخل التعبير الشعري الدال . الذي يجسد التجليات والتداعيات ضوئية الحب في عمق رؤيته , في الهواجس والمشاعر الذات الداخلية , التي تصبو وتهفو الى الحب بكل جوانحها المحترقة , في لذة الشوق والاشتياق . في لذة وطعم قبلة الحب , وتذوق عسلها اللذيذ بشهوة الرغبة والاشتهاء الجامح . في شهوة الحلم المشتهى والمبتغى , لكي يقطف ثماره .ولكي يسلك الحب في الدروب التي تعطيه , هواء ونسائم وقوة تدفعه , في عدة اتجاهات , مهما كانت التضاريس والطقوس, سواء كانت في الحلو أو في المرارة . سواء كان حاضراً أم غائباً . او كان في حالة الخفوت , او حالة السخونة . ولكن المشتهى المنتظر يبقى الحلم المبتغى اليه , في التولد والانبعاث في ولادته الجديدة , لكي يسلكان الطريق معاً , على نبض وخفقات الروح المتيممة بضوء الحب . مهما كانت احزانه وعذاباته , ومهما كانت العواصف التي تجتاحه , فيبقى الحب هو الرغبة المشتهاة , بالاشواق الحارة المتلهفة , يبقى المرام الى قطف وتذوق عسله , بالقبلات التي تتذوق طعم عسل الشفاه . هذا الحلم الاثير في حواس الوجدان والروح . أشتغلت عليه قصائد الديوان الشعري : أسميك ( الضوء ) . لندخل في ثنايا هذا الضوء العشقي في الحب . الذي يحمل زهرة حمراء , لكي يبعد الوحشة والخوف عن بستان الحب . لذلك صدحت الشاعرة ( فرح دوسكي ) . في اشتعال اشواق الروح والقلب . في نار الاشتياق المرهف والساخن . فقد قسمت الديوان الشعري , الى أربعة ابواب . لندخل بوابات الحب الاربع :
1 – الباب الاول :
الحب الصالح للموت :
حين تتصدع جدران القلب , ويواجه المتاعب والاهوال , وتحزن اطيافه التي تنطبق على الروح بالشجن . يكفي اشعال شمعة لكي يهتدي الحب الى طريقه . ويهمس في رجفة : ( أحبك ) فأنها تفتح باب ريح للانبعاث بعد المغيب
قبل أن يمسك يدي قال : أحبكِ
اوقد شمعة
زرعها في قلبي
فتح باب الريح بعد المغيب …
ولكي يتبدد الصقيع في الحب , لكي لا يصبح زهرة متعبة , لا احد يعشقها . فهي مملوكة لعاشقها الواحد . لتبصح هي وهو , واحد . تنام على صدره , وتبدد الصقيع بالقبلات الساخنة .
قالت : أنا زهرة متعبة لا أحد يعشقني
سأتقدم بهدوء وأنام على صدرك
قال : تعالي إليَّ لنلغم صقيعها بالقبلات
فأنتِ وحيدة , وأنا وحيد …
————–
أنا التي لم أنمْ … الضائعة في عقارب الساعة
حتى ولو كذباً ، قل : أحبكِ
لو مرة ً ( سأجعلها حقيقة طيلة عام ) ..
2 – الباب الثاني :
( أمطرته عشقاً ) :
علمها الحب ان تكون فراشة او عصفورة والعاشق عصفور . عصفوران يتذوقان طعم عسل القبلات . حتى تصبح قرين لروحهما . فأن ابتعد العصفور عن ثغر عصفورته , تموت .
كيف علمتني كل هذا الحب
رغم أنك عصفور !
نعم .. أموت …. إذا ابتعدت ثغرك عني …..
مطر الحب الذي يفيض بالروح , يجعل كل كيانه يهتز بالشق والاشتياق . هذا المطر الذي يبلل اويغسل الروح , يلهم القلب بالمزيد من المطر .
وادلهمت حين أمسكت بها
أمطرت .. كل حبكَ … من كياني …
————–
لاني في حبك متبلل
اللهمَّ ألهمني مزيداً من هذا المطر ! …
وكر الحب المشتعل بالشوق المرهف والمتلهف الى بناء عشه وكراً للحب , حتى تنام عميقاً في سماوات الحب حثيما تشاء .
وأنا مشتعلة بالشوق
احتاج ان أبني بين يديك لعشي وكراً
وأنام عميقاً في سماوت عينيك وتنام حيث أشاء ..
3 – الباب الثالث :
( متاهة انثى ) :
هدأة الحب لابد ان يكف ان يجوب مسالك الدروب المتعبة معاً . لابد للقلب ان يهدأ ويستكين . حتى يطلق اجنحة الحلم في الليل . حتى تجيء العاشقة في الحلم .حتى يعرف الناس . انهما عاشقان , رغم الدمعة التي تسيل على الخد .
قال : كي لا نجوب الدروب معاً
لابد للقلب من هدأة
سأجيء الليلة في الحلم
ليعرف الناس بأننا عاشقان
أومضت بعينها دمعة مالت على الخد
اي وحشة القلب , حين يغيب الحبيب ويترك قلب الحبيبة وحيداً , يرتجف بوحشة وخوف ,, لذلك يأخذها الحنين والشوق , الى مناداة الحبيب , لكي يطمئن قلبها من الخوف والوحدة في الليل , لذلك تمسد حلم اللقاء , بمنادة الحبيب . حبيبتي لا تخافي .
أي ليل هذا الذي تركتني أنا فيه ؟!
من دون عينيك موحش جداً
عد وناديني : حبيبتي لا تخافي
أنا امسد حلم اللقاء
كيف يتجبر الحب بالصبر بلا ارق , وهي ممتلئة بالقهر , لذلك تحاول ان تلملم انكسار الحب .
من أين أستدين صبراً بلا ارقٍ
وأنام ممتلئة بالقهر كي ألملم انكساري ! . .
————————
اجمل ما في الحياة إنك فتحت لي طريقاً اليها
لذا سأبتعد عنك وعنها
لن تتسلقني بعد اليوم ! …..
4 – الباب الرابع : ( وطن )
بغداد لن تركع , وهيهات ان يصلوا اليها لكسرها . وفيها الشعر والنساء والابطال .يصولون في حب بغداد , ينمو في قلبوبهم , زهوراً وعبيراً .
هيهات يا بغداد أن يصلوا
وفيكِ الشعر نساء والابطال تصول ….
روحكِ فينا حدائق وزهوركِ للعواصم عبير . .
والعراق هنا لا يموت , وانما ينتظر ولادة جديدة اً , ليملي الفراغ طفلاً ينعم بولادته . لا يمكن ان يموت , فهو ينتظر مخاض الولادة بعد العسر غدا .
لا يموت بعد الفقس !
صار يخبرها
أنا العراق
( هنا )
وهذا رأسي
لا واقفاً كان ولا قاعدا
بغداد
نبغي الولادة غدا
ليحبو في مدار الفراغ طفل ..
هيا اركضي حافية
لان البيت القصيد هو خنق العراق بالقيود والاصفاد , هم الحمقى , اللص والحاكم
كل شيءٍ عن كل شيءٍ تخلى
قيدونا , وقلدوها وساما
حمقى ….. اللص والحاكم
لذلك بتنا خراف لنكرة الاعياد , ياليت كنا بشراً بلا أضحيات
بتنا خرافا نكرة الاعياد
يا ليتنا كنا بشرا بلا أضحيات
لذلك توظف الاسطورة في الاستنجاد بها , في شكوى مريرة لحال بغداد المزري , في قيد الوفاة , لذلك تشكو الى امنا السومرية ( عشتار )
يا أمنا عشتار
أهذه بغداد ؟
نارا وارقاًماً في قيد وفاة !
لا أحد … يسألني
فألف حاكم ما اجابوا !
حتى ( حمد ) لا يشعر بمحطة الفراق , وهو يروم الوصول الى سكة العراق ولا ينسى قصيدته .
حمد شاعر والمحطة فراق
السكة وصول والمنصة عراق
لا تنسى قصيديتك إصلها معك !
× المجموعة الشعرية : أسمك ( الضوء )
× المؤلف : الشاعرة : فرح دوسكي
× تاريخ الاصدار : الطبعة الاولى عام 2018 / أور للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 288 صفحة