تقول مصادر محلية إن تنظيم “داعش” يعيش “لحظاته الأخيرة” في شرق سوريا، بعدما دفع القصف العنيف على جيبه المحاصر، ثلاثة آلاف من مقاتليه إلى الاستسلام مؤخرا. رغم ذلك لم يفقد النظيم بعد قدرته على شن هجمات معاكسة.
في عام 2014 أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف بنطاق واسع باسم “داعش” إقامة “الخلافة الإسلامية” على مناطق واسعة في سوريا والعراق تعادل مساحة بريطانيا. أما الآن فقد بات وجود التنظيم يقتصر على جيب محاصر داخل بلدة نائية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، خرج منه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خلال الأيام الأخيرة.
وتدور منذ صباح اليوم الأربعاء (13 آذار/ مارس 2019) اشتباكات عنيفة في الباغوز، مع شنّ مقاتلي “داعش” هجومين معاكسين على مواقع “قوات سوريا الديموقراطية”، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، مستغلين سوء الأحوال المناخية جراء عاصفة رملية. ويستخدم التنظيم “الكثير من الانتحاريين”.
وقال قيادي كردي لوكالة فرانس برس في الباغوز “قد يكون هذا آخر هجوم لهم”، مضيفاً “بدأت اللحظات الأخيرة لداعش”.
وتأتي معارك اليوم غداة إعلان مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي أن ثلاثة آلاف من مقاتلي “داعش” استسلموا في اليومين الأخيرين، في ما اعتبره مؤشراً على أن “ساعة الحسم أصبحت أقرب من أي وقت مضى”. و”استسلم” مقاتلو التنظيم، وفق بالي، “بشكل جماعي”، خلال الأيام الماضية.
بيد أن “قوات سوريا الديمقراطية” لا تملك تصوراً واضحاً لعدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا محاصرين في الباغوز، بعدما فاقت أعداد الذين خرجوا في الأسابيع الأخيرة كل التوقعات. وأفاد متحدث باسم التحالف الدولي أنه بفضل عمليات “قوات سوريا الديموقراطية” وضربات التحالف، “تم إحراز تقدم وتدمير قدرات (التنظيم) بشدة”.
ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف. ففي شريط مصور نشرته حسابات جهادية على تطبيق “تلغرام”، دعا التنظيم أنصاره في الباغوز إلى “الثبات”، في مواجهة الحصار والقصف الذي يتعرضون له.
ز.أ.ب/ أ.ح (أ ف ب)