مباشرة، في أولى جلسات محاكمته بقتل تلميذة ألمانية عمرها 14 عاما، اعترف طالب لجوء عراقي مرفوض بجريمة القتل أمام القضاة في محكمة فيسبادن، لكنه في الوقت نفسه نفى ارتكابه لجريمة أخرى اتهم بارتكابها أيضا.
أقر طالب اللجوء العراقي “علي ب .” (22 عاما) في مستهل محاكمته أمام محكمة ألمانية الثلاثاء (12 آذار/ مارس 2019) بقتل مراهقة ألمانية في جريمة أثارت غضبا وصدمة في البلاد استغلها اليمين المتطرف للتنديد بالمهاجرين المسلمين.
وفي بداية أولى جلسات محاكمته، في محكمة الولاية في مدينة فيسبادن القريبة من فرانكفورت، أخفى “علي ب.” وجهه أمام وسائل الإعلام قبل أن يعترف بجريمته، التي يواجه بسببها عقوبة السجن المؤبد إذا أدين بقتل سوزانا فيلدمان (14 عاما) واغتصابها في 23 أيار/ مايو الماضي.
أقر “علي ب.” بارتكابه جريمة القتل، وقال من خلال مترجم “لم أعد أرى فجأة وحدث ذلك (…) لا أعرف كيف”. لكنه نفى أن يكون قد اغتصبها. لذا، فإنه يؤكد الاعترافات التي أدلى بها خلال التحقيق.
وبعد عشرة أشهر من ارتكابه الواقعة، تلى الادعاء في فيسبادن تفاصيل الجريمة البشعة، فانهالت دموع والدة الضحية، التي حضرت المحاكمة، حسبما نقل موقع “بيلد الألماني”. وأقيم في الوقت نفسه، كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) تجمع في ذكرى الضحية قرب محكمة فيسبادن.
في الواقع، كان “علي ب.” معروفاً لدى الشرطة. ففي ربيع عام 2018، قبل مقتل سوزانا، كان خصوصا موضوع تحقيقات تتعلق بالسرقة والاغتصاب. ويقبع في الحبس الاحتياطي في فرانكفورت منذ 10 حزيران/ يونيو الماضي، وسيُحاكم المتهم مع متهم آخر اعتبارا من 19 آذار/ مارس بسبب عمليات الاغتصاب المتكررة لطفل في الحادية عشرة من عمره.
وتتزامن محاكمته بعد أيام قليلة من مقتل ألمانية تبلغ من العمر 21 عاما في مدينة فورمز، طعنها شريكها وهو لاجئ تونسي تم رفض طلبه للجوء.
وكانت السلطات رفضت طلب اللجوء الذي تقدم به “علي ب.” وقضيته واحدة من الأحداث المتفرقة التي استغلها حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي للتنديد بسياسة استقبال اللاجئين التي اعتمدتها أنغيلا ميركل عامي 2015 و2016، حين دخل ألمانيا أكثر من مليون منهم، وبينهم “علي ب.“.
وقد صرحت ميركل في حزيران/يونيو 2018 أن هذه القضية توضح مدى أهمية “طرد الأشخاص الذين ليس لديهم حق الإقامة (…) إلى بلادهم بسرعة”، واعترفت بأن هذه القضية كانت بمثابة “درس” لها.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب )