جاء هذا التصريح في بيان اصدره مكتب السيستاني يوم الاربعاء بعد لقائه الرئيس الايراني حسن روحاني في اول اجتماع بينهما في النجف.
ومن النادر أن يدلي السيستاني بمواقفه السياسية لكنه يتمتع بنفوذ واسع على الرأي العام في العراق ومن الصعب أن يتحداه الساسة.
وجاء في البيان أن السيستاني رحّب خلال لقائه روحاني “بأي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه وفقاً لمصالح الطرفين وعلى اساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وأضاف “أهم التحديات التي يواجهها العراق هي مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية”.
ووصل روحاني الى العراق يوم الاثنين، والتقى كبار المسؤولين في بغداد ثم زار كربلاء بعد ذلك وختم زيارته بلقاء السيستاني في النجف.
وتهدف زيارة روحاني إلى توسيع الروابط التجارية بما يساعد في تخفيف أثر العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها وتهدف لعزل وإضعاف طهران.
وتتسق تصريحات السيستاني مع مخاوف كثير من العراقيين بشأن بقاء تبعية العديد من فصائل الحشد الشعبي الى طهران، في الوقت الذي بدأت هذه الجماعات تعزز نفوذها العسكري والسياسي بعد هزيمة تنظيم داعش.
كان السيستاني قد دعا العراقيين في عام 2014 إلى التطوع لمحاربة التنظيم. واستجاب الكثيرون لدعوته وانضموا إلى قتال داعش في اطار الحشد الشعبي.
وهيمنت إيران على السياسة في العراق عبر حلفاء في الحكومة والبرلمان وبنت نفوذا كبيرا على قطاعات من أجهزة الأمن منذ سقوط النظام السابق عام 2003.
ونادرا ما يلتقي السيستاني، الذي يعتبر رأس حوزة النجف في مقابل حوزة قم الإيرانية، مسؤولين إيرانيين أو يعلق على الشؤون الداخلية لطهران.
وشدد السيستاني على “ضرورة أن تتسم السياسات الاقليمية والدولية في هذه المنطقة الحساسة بالتوازن والاعتدال، لتجنب شعوبها مزيداً من المآسي والاضرار”.
ويؤكد السيستاني مرارا رفضه لأي تدخل أجنبي في الشؤون العراقية.
وخاض العراق وايران حربا دامية استمرت ثمانية أعوام بين 1980 و1988، لكن تأثير إيران السياسي تنامى في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.