ليس هناك من نظام يمکن أن يشبه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث کونه نظاما يجمع الکثير من التناقضات والاختلافات الهائلة ويقوم بتوظيف کل هذه التوليفة غير المتناسقة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، لکن الذي ميز هذا النظام أکثر من أي شئ آخر عن الانظمة الديکتاتورية المستبدة الاخرى، هو إنه قد إعتمد في بقائه على الاخرين فهو ومن خلال تدخلاته في بلدان المنطقة ومن خلال توظيفه لثروات الشعب الايراني من أجل تنفيذ مشروعه ومخططاته، أثبت بأنه نظام طفيلي فريد من نوعه.
النظام الايراني الذي بات اليوم وبسبب من سياساته المجنونة المعادية لآمال وتطلعات الشعب الايراني والمتضادة مع المبادئ والقيم السماوية والانسانية، يمر اليوم بأوضاع صعبة جدا تعصف به وتمسك بخناقه وتحد من تحرکه وتضيق عليه مساحات المبادرة وتضعه في زاوية ضيقة جدا بحيث يمکن الاجهاز عليه في أية لحظة، وهو أمر بات هذا النظام المعادي لکل ماهو إنساني يدرکه ويعيه تماما ويحاول بشتى الطرق والوسائل تجاوزه وتخطيه، لکن وکما يبدو جليا أن خيارات النظام الايراني تتقلص وتنضغط يوما بعد آخر ولاسيما وان مخططاته وألاعيبه ودسائسه قد باتت مکشوفة ومفضوحة و معروفة للجميع وصار العالم کله عندما يجد نفسه في قبالة أي نشاط إرهابي او إجرامي استثنائي يوجه أنظاره صوب النظام الايراني بإعتباره المستفيد الاکبر من شيوع وإنتشار الارهاب والجريمة المنظمة والعنف في العالم، ولذلك فإن هذا النظام وأمام هکذا مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد يجد نفسه مضطرا لکي ينتهج ويسلك طرقا وأساليب جديدة من أجل النفاذ بجلده من الحساب العسير الذي ينتظره للجرائم والانتهاکات المختلفة التي إرتکبها ويرتکبها بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم بصورة خاصة والانسانية بصورة عامة.
خيارات هذا النظام المحاصر من کل الجهات والتي طفقت تقل يوما بعد آخر خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي کان لمنظمة مجاهدي خلق دور رئيسي فيها، يحاول هذا النظام وبمختلف الطرق والسبل إيجاد بدائل ومنافذ جديدة لها، وهو لکي يبلغ أهدافه المرجوة يبذل جهوده لإيجاد خيارات بالامکان أن تعوضه عن الامکانيات والمساحات التي فقدها او سيفقدها مما سيعجل في مسألة سقوطه وزواله الذي صار حديث وموضوع الاوساط السياسية والاعلامية على مختلف الاصعدة، ولاسيما وإن التحرکات والنشاطات الاحتجاجية مستمرة على قدم وساق ليس في داخل إيران وإنما حتى في خارج إيران من خلال الجاليات الايرانية المنتشرة في العالم والتي تنشط بصورة ملفتة للنظر خلال هذه الفترة تحديدا، وإن وخامة الاوضاع باتت تظهر آثارها السلبية على مختلف الاصعدة ولم يعد بالوسع إخفائها أو التستر عليها، وإن قضية التغيير في إيران صارت مطلبا ملحا باتت مختلف الانظار تتجه إليها لأن النظام الايراني قد وصل الى طريق مسدود وإن کل جناح يسعى لإلقاء تبعات المحصلة النهائية السيئة للنظام طوال 40، عاما على الجناح الآخر، فيما إن الشعب کله يعلم بأن النظام قد فشل تماما وإن کلا الجناحين مسٶولان عن کل ماحدث وليس هناك من مجال لکي يتملص أي جناح من تبعات ماقد قام به فالنظام أساسا کان مستمرا ولايزال بسبب منهما ومن دورهما ومساهماتهما طوال العقود الاربعة المنصرمة.