بان الربيع على دمي وإحساسي
فلم أجد بين مقلتي إلا خضرة الأشجار
وشغاف قلبي عاشقة
ترى الوجود عطاء الأنهار
فتحت أبواب الشموس
لم أرى للأبواب أسرار
أعادت لي حلما
بعد أن كان بين الحطام غبار
عمرت لي بيتا
بعد أن كان بين البيوت منهار
فأنا وأنت نور المعاني
وإن كنت رمزا أو نار
************
نوروز
شعلة كاوه بلا مدار
تحدى الظلام والردى والنار
كل طاغ ومستبد
كل جاهل وقاتل وجبار
ثورة أنارت حياة
وشاحها نوروز الحرية آذار
طافت بين القلوب والقمم البيضاء
حتى بانت على السفوح عيون وأنهار
يا عشاق كاوه لا تسألوا الحداد
كيف انتصر الساعد على ( الضحاك ) المغوار ؟
لا تسألوا لما كانت شعلة
بين الأيادي ثأر وإصرار ؟
كيف هوت على الظالم
وكيف أصبح عشاق الحرية ثوار ؟
عامل ( الكير ) مده بالرؤى
منابر بين الأيادي أضاءت أنوار وأنوار
****************
يا عشق شيرين وخج وزين
ما كان العشق المسلوب اختبار
كاوه مد يده للحق
تحدى العناد والشواذ والأخطار
والمشعل الرائي بين سهل وجبل
كسرب يخطو بلا إدبار
انهارت صروحا كانت بالأمس متعة
وخمر بين يدي خمار
حرية الجبال والروابي والجنان
كسرت شوكة الاحتكار
فما كان كاوه إلا رجلا
وما كان العشق إلا امرأة تغار
فرحة العيد بيوم جديد
تكون أنت العيد واليوم الجديد كل نهار
***************
ـ تقول الأسطورة : كان في كردستان حاكم جائر يدعى ( الضحاك ) أو ( زهاق ) ظهرت دملتان فوق كتفيه على شكل ثعابين ، فوصف له الأطباء دواءً بقتل شابين كرديين وإطعام الثعابين من مخهما أو دمهما .. وكان هناك حداد اسمه كاوه عنده سبعة أبناء ، قتل الملك ستة منهم ، وحين جاءوا لأخذ الابن الأصغر ، انتفض كاوه بمعية الشعب وقتلوا رجال الملك، ثم اقتحموا قصر الملك فهوى كاوه بمطرقته على رأس الملك الجائر وقتله وأشعل النيران على أبراج قصره . إيذاناً بيوم الخلاص من ظلم الملك الجائر .. وصار الاحتفال بهذا اليوم سنوياً وسمي بعيد نوروز اي يوم جديد … وهناك أساطير أخرى قد تكون قريبة من هذه الأسطورة وكلها تعطي تفسيرات مفادها ” حتمية انتصار النور على الظلام وانتصار العدل على الظلم والاستبداد ” .