مع إنتفاضة جماهير كوردستان العارمة في آذار 1991 التي كانت تعبيرا عن إرادة شعب كوردستان ضد النظام الدموي للدكتاتور صدام حسين وحزب البعث العربي والتي سجلت بدماء قانية وبتضحيات البيشمةركة وسهر ابناء الشعب الكوردستاني والمكونات والشرائح الاخرى ورص صفوف الاحزاب والاطراف السياسية معاني المجد المشرقة والانتصار الساحق على الجور والقوى الظلامية وبؤر ارهاب السلطات المستبدة السابقة ولكن الاحزاب التي كانت تناضل في الجبال ومنذ دخولها القصبات والمدن اعلنت على الفور وصايتها على الانتفاضة.
بعد إنتصار الإنتفاضة وتشكيل المؤسسات الحكومية في اقليم كوردستان، بدأ “”الحزبان الكبيران”” كما يحلو لهما الوصف – الحزب الديمقراطي الكوردستاني (حدك) والاتحاد الوطني الكوردستاني (اوك) السيطرة على تلك المؤسسات دون اي حساب للاحزاب الأخرى, وهنا اشير بأن حزبنا { الحزب الشيوعي العراقي} كان دوره فعالا، وشارك مع جماهير الشعب بالتصدي الحازم لقوات ومرتزقة النظام الدموي في رانية {بوابة الإنتفاضة} وأول شهيد كان من حزبنا.
منذ الايام الاولى للإنتفاضة نادى ” الحزبان الكبيران” زؤرا وبهتانا بالديمقراطية، واخذ المسؤولون يتشدقون ويتطلعون الى حل مشاكل المواطنين وتسخير كل شيء من اجل الحفاظ على مكتسبات الانتفاضة، وبدأت ابواقهم بالثناء وتمجيد قادتهم، ولكن الكذب والدجل كان ديدنهم ولم يفعلوا شيئا يذكر وللمثال على قولنا هذا وخلال حكمهم ولحد اليوم لم يستطيعوا من توفيرالكهرباء للناس, وبالعكس من ذلك قاموا بتصفية الكتاب والصحفيين والمناضلين وكوادر الاحزاب وفي طليعتهم الشيوعي البارز لازار ميخا { ابو نصير} ، ولازال المجرم طليقا حتى يومنا هذا، لان اللجان التحقيقية تقاعست عن مهامها، ولا تجرؤ تقديم الجاني للمحاكمة.
لا ادري عن أية حرية تتحدثون يامن اصبحتم اصحاب كوردستان ؟ لقد قمتم بتعطيل عمل الجبهة الكوردستانية التي تأسست بعد عمليات الانفال السيئة الصيت، ومن ثم التنصل منها، ولم تكونوا صادقين مع الجماهيرن واستمريتم على الكذب والدجل على انكما مع الحريات، ولكن الايام كشفت عن قمعكم للحريات وتكميم الافواه عندما اغلقتم ا قناة { أزادي } التابعة للحزب الشيوعي الكوردستاني، هذه القناة التي كانت صوتا للشيوعيين واليسار في كوردستان لاسكات اصواتهم.
عن اية حرية يتحدث “الحزبان الكبيران” وحكومتهما الفاشلة؟ حرية قتل الشوعيين واليسارين من امثال فرنسيس شابو ونذير عمر والشاعر بكر علي، حرية قتل سوران مامه حمه، حرية قتل سردشت عثمان، حرية قتل كاوه گهرمیانی، حرية اغتيال الصحفيين الشجعان والنشطاء القديرين اصحاب الاقلام الحرة، كل هذه الاكاذيب ويزعمان بأن ” العدالة في كوردستان نزيهة”؟؟؟؟.
اغلاق قناة ل{ آزادي } لا يرتبط بإجازة عمل كما يزعمون، ان الإغلاق يرتبط بغطرسة قسم من مسؤولي السلطة الفاشلة، وتكميم افواه الاحرار والمواطنين لكيلا يطالبوا بحقوقهم فالقناة حاولت الحصول على الاجازة مرات عديدة ولكن دون جدوى.
عن اية حرية يتحدثون؟ عن قناة { آزادي} او عن حرية المتهمين الهاربين من ساحات قتال دولة الخلافة الاسلامية المقيتة (داعش)، والمنسحبين من شنكال دون ان يطلقوا طلقة واحدة، حرية الذين تخاذلوا وخانوا وتركوا وباعوا شنكال والمنطقة بأكملها الى قوى الشر والظلام وتركوا المدينة بيد داعش والمنظمات الارهابية، حرية من خلقوا كارثة شنكال ومنهم : سربست بابيري – / مسؤول الفرع السابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني، موسی كه ردی ، الشيخ علو، سعيد كيسته يي وعدد أخر من الضباط وهؤلاء كانوا يعملون تحت اشراف مسرور بارزانى، وبهذا الصدد يقول المواطنون أين وعود مسعود بارزاني بمحاكمة متهمي الكارثة؟. عن أية حرية يتحدثون؟ حرية قتل المواطن الشاب بارزان رشيد امام الناس في التريفكلايت في شارع في اربيل من قبل ضابط، ولانه قريب من عضو قيادي في حدك لم تلقي الشرطة القبض عليه. تتحدثون عن الاتفاق مع تركيا لاخذ نفط كوردستان لمدة 50 سنة ( فقط لا غیر) !. الجماهير وبرلمان كوردستان لا علم لهم بمحتويات الاتفاق المشؤوم. يتحدثون عن حرية ضرب المواطنين العزل وحرق مزروعاتهم وهدم بيوتهم وقتل الماشية بالمدافع والطائرات الحربية والهليكوبترات من قبل دولة تركيا العنصرية.
عن اية حرية يتحدثون؟ حرية استقبال الغزاة الاتراك؟ حرية قيام اعضاء حدك إقامة مأدبة افطار لهم، ويجري هذا العمل المشين في الوقت الذي اعلنت تركيا علنا بأنها تغزو جبل قنديل ، ومن اجل ذلك ترسل تركيا عن طريق حدك الاسلحة والدبابات الى المواقع الجديدة والمواقع القديمة التي احتلتها تركيا في الاعوام الماضية..
ان إعلاق قناة { آزادي} جاءت باوامر الدول الاقليمية وبالتحديد تركيا، إذ انها قناة من القنوات التي تفضح الاساليب التركية الوحشية ضد ابناء الشعب الكوردستاني، وهي تطالب الحكومة التركية العنصرية بغلق مواقعها العسكرية في كوردستان والانسحاب والخروج من المنطقة التي اصبحت ساحة حرب، وباسم الدمقراطية والحرية يسمح المسؤولون باطلاق مخالب تركيا للعبث وقتل المواطنين الابرياء.
عن اية حرية يتحدثون؟ حرية أغلاق قناة مناضلة تكشف اسرار وزيف السراق، سراق النفط ، اصحاب العقارات في تركيا وبريطانيا وامريكا واوروبا، وقناة آزادي تفضح ارباب الدولارات في بنوك ايطاليا وسويسرا والنمسا وسويسرا وامريكا وغيرها، هذه القناة التي تسلط الاضواء على جرائم الارهابي رجب طيب اردوكان وسماسرته ومريديه هنا وهناك.
عن اية حرية يتحدثون؟ حرية المعارك الطاحنة بين ” الحزبين الكبيرين ” التي ادت الى قتل المئات من الشباب الكوردستانيين، وإعاقة وإخفاء الآلاف، والحرية التي تتحدثون عنها مهدت ارضية جيدة لتدخل الدول الاقليمية ايران و تركيا، كما سمح الحزب الديمقراطي الكوردستاني دخول قوات الدكتاتور صدام حسين في 31 آب 1996 ، وان الجماهير الشعبية لا تنسى تلك الخيانة.
يتحمل الحزب الديمقراطي الكوردستاني إغلاق قناة آزادي بقرار من وزارة الثقافة في حكومة كوردستان الفاشلة، وحرية هؤلاء السادة تأتي في الوقت الذي تجري الإستعدادات للإنتخابات البرلمانية وأرادوا بهذه الخطوة الجبانة الإنتقام من الموقف الصائب للحزب الشيوعي العراقي الذي صرح بأن الإنتخابات الأخيرة للبرلمان العراقي لم تكن نزيهة وجرى التلاعب بنتائجها لصالح “الحزبين الكبيرين”، علما انهما يسيطران بشكل واسع على القطاع الاعلامي، ولهما العشرات والمئات من محطات الراديو والقنوات التلفزيونية المحلية وقنوات فضائية، ويجري الصرف عليها من قوت الشعب دون حسيب او رقيب.
عن اية حرية تتحدثون ياسادة؟ تتحدثون عن الحريات التي اهديتموها الى الهارب المتهم من وجه العدالة طارق الهاشمي وبحجة انه ضيف كوردستان، كما آويتم البعثيين، وفي مقال سابق اشرت الى اسمائهم، وصرفتم عليهم من أموال الشعب الكوردستاني الذي وبسبب تردي الاوضاع المعيشية المزرية عاش ويعيش بصعوبة، ومن جراء عملكم المتهور يواجه المجتمع الكوردستاني الآن من امراض عديدة اولها واهمها تفشي الفساد الخلقي والدعارة، والرشوة والسرقة في مفاصل حكومة كوردستان الفاشلة.
عن اية حرية تتحدثون؟ تتحدثون عن الحرية الممنوحة للمنبوذ العنصري رجب طيب اردوكان ليهدد مرة اخرى المواطنين الإيزديين، ويذكرهم بما جرى لهم في مثل هذا اليوم قبل اربعة سنوات على يد دولة الخلافة الاسلامية السيئة الصيت (داعش)، والعنصري اردوكان هذا يهددالمسؤولين في اقليم كوردستان قائلا: يجب ان تتعاونوا مع قواتنا لتنفيذ مهامها، وهنا اشير بان كوردستان نجت من مخالب صدام حسين لكي تهدى الى احفاد كمال اتاتورك.
من الضروري ان يتعرف شعب كوردستان على موقف نقابة صحفيي كوردستان من قرار إغلاق قناة { آزادي }.. لا ، للقرار الجائر، لا، لإغلاق قناة آزادي، نعم لصوت الشيوعيين واليساريين.
الحديث طويل، وليعلم من لا يعلم بان التاريخ لا يرحم الذين يحاربون الحريات، فالحرية حق طبيعي للمواطنين.
3/8/2018