وجهة نظر فيزيائية في تشكيل الحكومة العراقية!
ساهر عريبي
دخلت عملية تشكيل الحكومات العراقية المتعددة ومنذ إسقاط النظام السابق في ابريل من العام 2003 , في اطوار مختلفة كان أبرزها هو تشكيل الحكومة وفقا لأسس علمية! وقد ظهر ذلك جليا في زمن رئيس الوزراء الأسبق ابراهيم الجعفري الذي تشكلت الحكومة في وقته وفقا لأسس طبّية.
فقد كانت ولادة تلك الحكومة غير يسيرة بعد أن مرت بمخاض عسير وعلى يد عدد من الجراحين وفي مقدمتهم الأمريكي, وقد تولى قيادتها طبيب دعا الى تحصينها واعطاءها جرعة من الأمصال لتقوية مناعتها ضد العديد من الفايروسات التي كانت تحيط بها من كل صوب ومكان, ومنها فايروس الإرهاب وجرثومة البعث وغيرها.
لكن ذلك الطبيب الذي وقف على رأسها فشل في مداواتها وتطبيبها, لكنه ظل مصرا على معالجة أمراضها بطريقته المثيرة للسخرية والقائمة على استخدام مبضع الكلام الذي أبدع في التلويح به ودون أن يمارس عملية جراحية واحدة, والى الحد الذي اذهل فيه العراقيين الذين إضطروا لمراجعة المشعوذين لفك تلك الطلاسم الجعفرية.
وقد غابت و منذ تلك الحكومة الأسس العلمية في تشكيل الحكومات المتعاقبة, حتى طغا على تشكيلها عامل البلطجة وكما حصل في العام 2010 وبعد خسارة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لإنتخابات ذلك العام, إذ مارس البلطجة على السلطة القضائية التي إنصاعت لرغباته, في موقف يشكل نقطة سوداء في تاريخ القضاء العراقي , إذ لايزال العراق يدخل في نفق مظلم مع كل انتخابات بسبب ذلك التفسير الشاذ لمفهوم الكتلة الأكبر التي تشكل الحكومة, والذي ظهر ولأول مرة في بلاد هي اول من وضعت القوانين على وجه الأرض.
واليوم فقد عادت الأسس العلمية لتطغى على مشهد تشكيل الحكومة بعد ان أعلنت كتلة سائرون الفائزة بالإنتخابات تشكيلها ”نواة“ الكتلة الأكبر التي ستنهض باعباء تشكيل الحكومة المقبله. وقد ضمت هذه النواة بالإضافة الى سائرون كل من كتل تيار الحكمة والوطنية والنصر, لكنها هذه النواة وبالرغم من ثقلها إلا أنها لم تكتمل ذرّة دون التحاق الإلكترونات بمداراتها وإلا فستبقى ”آيونا“ قابلا للإضمحلال في أي لحظة.
ومن اللافت أيضا ان هذه النواة حالها كحال أي نواة في الكون , فإن بعض ”بروتوناتها“ غير المستقرة قد تتعرض الى إنحلال اشعاعي للتخلص من الطاقة الزائدة, وتبدو كتلة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي احد تلك ”البروتونات“ التي قد تطلق طاقة لتتحول الى نيوترون مستقر داخل نواة الكتلة الأكبر. وفي ذلك إيجابيات وسلبيات وأما الإيجابيات فإنها تصبح أكثر استقرارا وأما السلبيات فهي خسارتها للطاقة وبما يؤدي الى إنقاص كتلتها.
ومن الناحية الفيزيائية فإن عملية الإنحلال الإشعاعي لن تحصل تلقائيا في مثل هذه النواة وإن كانت غير مستقرة مالم تحصل على طاقة من الخارج تتغلب على قوة الربط بين مكونات النواة المختلفة. واما هذه الطاقة فتارة تكون خضراء ومقدارها كم ”ميغا دولار“ او انها عبارة عن ”سوبرنوفا“ من المناصب! ولتلافي هذا النتيجة فلابد من ضم بروتونات جديدة للنواة على ان تكون ذات كتل مستقرة. وبعد ذلك لا يتبقى سوى الكترونات الخفيفة الوزن التي لابد من وضعها في مداراتها حول النواة كي تدور في فلكها وبذلك تكتمل ”ذرة“ الحكومة المقبلة. وهذا يعتمد على الكتل الأخرى فلها حرية الإختيار بين ان تنضم الى النواة لتزيد في ثقلها واستقرارها, او أن يتم استقطاب المكونات الخفيفة فيها لترضى بلعب دور الأكترونات التي تدور في فلك الكبار!
|